موسكو 3 أغسطس 2016 (شينخوا) قال خبير عسكري روسي إن نشر منظومة الدفاع الجوي الأمريكية للارتفاعات العالية "ثاد" في كوريا الجنوبية يشكل تهديدا لروسيا والصين ويقوض السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال كونستانتين سيكوف، وهو عضو مشارك في الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إنه "من خلال القيام بذلك، يتم تهيئة الظروف من أجل حل المشكلة النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بوسائل عسكرية، وهذا أمر خطير جدا، وقد يكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها".
وأعلنت سول وواشنطن في 13 يوليو الماضي اتفاق لتركيب إحدى بطاريات منظومة ثاد في محافظة سيونغجو بحلول نهاية العام القادم، بدعوى أنها تهدف إلى ردع خطر الصورايخ البالسيتية من كوريا الديمقراطية.
وعبرت روسيا والصين عن اعتراضات شديدة لتركيب منظومة ثاد في كوريا الجنوبية، كونها تضر بمصالحها الأمنية وتكسر التوازن الإستراتيجي في المنطقة.
وقال سيكوف إن نشر المنظومة الصاروخية الإقليمية يقلل من إمكانات الأسلحة النووية التكتيكية الروسية والصينية، والتي هي بمثابة وسائل ردع نووية.
ولفت إلى أن البيانات التي جمعتها رادارات المنظومة كانت مناسبة لاكتشاف ورصد أهداف ليست فقط على أراضي كوريا الديمقراطية فحسب، بل أيضا في الصين وروسيا.
ويستطيع رادار الإنذار المبكر من الصواريخ (رادار الرصد المحمول التابع للبحرية الأمريكية - إيه إن/ تي بي واي-2) القيام بالرصد ضمن مدى يتراوح بين 600 و800 كم في وضع المحطة، وهو الذي تخطط كوريا الجنوبية لاعتماده، إلا أنه يمكن تحويله في أي وقت إلى وضع الترقية، حيث يمكن أن يصل فيه مداه إلى ألفي كلم على الأقل، كون أن كل من النسختين لديها ذات المعدات.
بالتالي فإنه من المعتقد أنه بمجرد تم وضع المنظومة في كوريا الجنوبية، فإن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة على أن تدقق النظر بسهولة داخل الصين وروسيا، مما يشكل تهديدا لمصالح البلدين الأمنية وللسلام في المنطقة.
وأعرب الخبير عن اعتقاده أن نشر منظومة ثاد استدعى تعزيز التعاون العسكري بين الصين وروسيا.
وفي رأيه، فإن إمكانات روسيا النووية، التي هي بمثابة ردع للولايات المتحدة، يمكن أن تشكل تكملة لإمكانات الصين في ضمان أمنها الوطني.
وأفاد أنه في الوقت نفسه، فإن القوة العسكرية العامة للصين تعتبر مهمة لروسيا، وقواتها البرية بشكل أساسي، وبدرجة أقل قواتها البحرية، التي أصبحت بالفعل قوة خطيرة، فضلا عن إمكاناتها الصناعية.
وقال سيكوف "لذلك، فإننا بلدان يحتاجان بعضهما البعض بشكل موضوعي، إذ فقط من خلال وقوفنا معا نستطيع الصمود أمام التحديات والتهديدات المعاصرة".
وكانت روسيا أشارت في وقت سابق إلى إمكانية نشر وحدات صاروخية في المنطقة الشرقية من البلاد ردا على نشر منظومة ثاد، في حين أكدت وزارة الدفاع الصينية مؤخرا أن بكين تقوم باختبار أنظمتها المضادة للصواريخ لتكثيف قدرات الدفاع عن النفس.
واستبعد الخبير الروسي أية احتمال لإعلان كوريا الجنوبية التخلي عن نشر ثاد.
وقال الخبير إن الحكومة في سول هي "دمية في يد الولايات المتحدة"، والتي هي خائفة حقا من قدرات كوريا الديمقراطية النووية.