هانغتشو 8 سبتمبر 2016 (شينخوا) اختتمت قمة هانغتشو لمجموعة العشرين برئاسة الرئيس الصيني شي جين بينغ بتوافقات واسعة عن حوكمة اقتصادية عالمية أقوى ومسار مستقبلى أوضح لمجموعة العشرين فضلا عن تحقيق قوة دفع جديدة واتجاه جديد للعالم.
ويدعم توافق هانعتشو تحول دور الصين من فاعل فى الشؤون العالمية الى قائد للأجندة العالمية.
وقد حذر صندوق النقد الدولى مؤخرا من مصيدة النمو المنخفض، متألما من أن الاقتصاد العالمى لم يبلغ هذه الدرجة من الضعف لفترة طويلة منذ أوائل التسعينات للقرن الماضي.
وحيث ان الوصفة العلاجية التى تقدمها الدول المتقدمة للعلل الحالية تبدو غير فعالة، فإن الصين تشارك العالم الحل الذى تقدمه لها.
من خبرتها الخاصة، قالت الصين انه لا يوجد عذر لتأخير الإصلاحات الهيكلية. وإن الاجراءات غير المدروسة أو التى تعوزها الحماسة لن تعالج السبب الرئيسى للوهن الاقتصادى.
وقد لقى إصرار الصين على الإصلاحات الهيكلية صدى لدى أعضاء مجموعة العشرين الذين دعوا إلى الجمع بين التيسير النقدى والإصلاحات المالية والهيكلية والإصلاحات التى ترتكز على ظروف كل اقتصاد وحده.
كما أن إلحاح تنفيذ الإصلاح الهيكلى لم يلق اعترافا بهذا القدر من الوضح كما حدث فى بيان لمجموعة العشرين كما تم فى قمة هانغتشو. وإن تشكيل توافق وتصميم خارطة طريق للإصلاح الهيكلى يعد إسهاما كبيرا من الصين ليس فقط بالنسبة لأعضاء مجموعة العشرين ولكن العالم ككل.
ومع تولى الصين دورا قياديا فى رفض الحمائية فإن قادة مجموعة العشرين أكدوا مجددا التزامهم بتجنب تخفيض قيمة العملة على أساس تنافسى وتعهدوا بجعل الاقتصاد العالمى منفتحا وشاملا.
إن هذا الالتزام حاسم. فإذا تركت الحمائية دون سيطرة فإن تحقيق انتعاش صحى ومستدام سيظل بعيدا عن التحقق.
إن نجاح قمة هانغتشو يمكن أن يقاس أيضا بالتقدم الذى تحقق فى إصلاح نمط الحوكمة الاقتصادية العالمية العتيق حيث اتفق المشاركون على دفع إصلاح نظام الحصص فى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى.
ومع حضور عدد قياسى كبير من ممثلى الاقتصاديات النامية المدعوين إلى القمة, فإن أصوات الاقتصاديات الصاعدة باتت مسموعة وترجمت آراؤهم إلى أعمال.
وفي حين تتخذ الصين دورا أكثر استباقية فى الحوكمة الاقتصادية العالمية فإنها تعمل من خلال اطار مجموعة العشرين ولا تخلق نظاما جديدا. وليس لدى الصين نية تحدى النظام القائم ولكنها بالأخرى تستكمله.
لقد فقدت مجموعة العشرين قوة الدفع بعد أن أحيت النمو العالمى فى أعقاب الأزمة المالية. وإن قمة هانغتشو ستظل تذكر كلحظة حاسمة ساعدت فيها أكبر دولة نامية فى العالم هذا المنبر الحاسم على المضى قدما.
وفيما عدا ذلك فإن مجموعة العشرين سوف تذكر أيضا على أنها اجتماع أفعال حقيقية وليس مجرد حديث فارغ.