بكين 17 سبتمبر 2016 (شينخوا) مع إشادة العالم بالإنجازات التي حققتها قمة مجموعة الـ20 في هانغتشو في وقت سابق من هذا الشهر في معالجة الاقتصاد العالمي المتباطئ، أصبح أسلوب الصين الجديد نحو الشؤون الخارجية واضحا وهو دبلوماسية القمة.
ووافق قادة مجموعة الـ20 في القمة على تحديد مسار للاقتصاد العالمي وخلق طرق جديدة للنمو وتحديث الاقتصاد العالمي وتحسين الحوكمة العالمية وإنعاش التجارة والاستثمار الدوليين ودعم التنمية الشاملة.
وجاءت هذه الانجازات بعد مناشدة الصين الطويلة للتركيز على تنمية الاقتصاد العالمي وإصلاح النظام المالي الدولي. وتم ضم الأفكار الصينية بشكل واسع في بيان القادة الذي صدر بعد القمة.
وتعد هذه التوافقات نتيجة إيجابية لقمة الـ20 وتوافق أسلوب الصين الاستباقي في اتباع سياسة خارجية من خلال القمم والاجتماعات للقادة خلال السنوات القليلة الماضية.
وتعد قمة الـ20 حدثا دبلوماسيا كبيرا عقد في الصين، كما عقد اجتماع قادة الأبيك في بكين في عام 2014.
وأيدت الصين الترابط والتعاون عبر الحدود خلال اجتماع الأبيك. وأصبحت الجهود التي تبذلها الصين للتجارة الحرة في منطقة المحيط الهادئ أكثر من مجرد رؤية، فلقد أصبحت أهدافا عملية.
ونشطت الصين أيضا في قمم أخرى في العالم. ففي عام 2015 فقط ، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ سلسلة من قمم الأمم المتحدة ومؤتمر التغير المناخي في باريس وقمة الـ20 في تركيا واجتماع القادة الآسيويين والأفارقة في إندونيسيا ومنتدى التعاون بين الصين وافريقيا في جنوب افريقيا.
من جهته قال لي دونغ يان، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن هذه الاجتماعات الدولية تلعب دورا مهما في معالجة مختلف الشؤون العالمية.
إن الصين تزداد قوتها بالمشاركة فى عملية العولمة حيث أصبحت اكثر انخراطا في الحوكمة العالمية، وتتحمل مسئوليات أكبر فى معالجة التحديات العالمية .
وقال لي إنه لهذا السبب فإن القيام بدور أكثر اهمية في مؤسسات عالمية كبيرة أمر محتوم.
وفي شهر مارس عام 2014، قال الرئيس شي جين بينغ خلال كلمته فى مؤسسة كولبرت في ألمانيا، إن الصين ستسهم برؤية صينية في إدارة العلاقات الدولية الحديثة وتقديم حلول صينية لتحسين الحوكمة العالمية والعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديدات العديدة للقرن الـ21.
وتبنت الهيئة التشريعية الصينية العليا في شهر مارس هذا العام الخطة الخمسية الـ13(2016-2020) وحددت نية البلاد في "المشاركة بشكل فعال في الحوكمة الاقتصادية العالمية والاسهام في توفير المنتجات العالمية العامة وزيادة قدرة الحوار في الحوكمة الاقتصادية العالمية".
وأظهرت قمم عقدت مؤخرا أن خطط الصين اصبحت أكثر جاذبية بالنسبة للمجتمع الدولي وأن قدرة الصين على معالجة الشؤون العالمية تتحسن.
وإلى جانب إسهامات الصين في قمة الـ20 في هانغتشو واجتماعات الأبيك في بكين، فإن اسهامها في الاجتماعات متعددة الأطراف واضح في العالم.
وتقوم الصين بمساعدة الدول الافريقية في تخفيف الفقر والصحة العامة وتشييد البنية الاساسية وامور أخرى تتعلق بالتنمية من خلال منتدى التعاون بين الصين وافريقيا. وتأمل الصين كأكبر دولة نامية في العالم أن تساعد العالم باستخدام خبرتها وانجازاتها المهمة في التنمية الاقتصادية لما يعادل نحو اربعة عقود.
وقال جين تسان رونغ، الأستاذ في جامعة رنمين الصينية، إن الصين غيرت أسلوبها نحو الدبلوماسية متعددة الأطراف بشكل تدريجي.
وأضاف جين "لقد اعتدنا ان نرتاب فى المنتديات متعددة الأطراف لاننا لا نعرفهم جيدا وكنا نشعر بالخوف من ان يضايقنا أحد، والأكثر من هذا، اننا كنا فقراء وضعفاء".
وقامت الصين خلال العقد السابق بشكل تدريجي بتشكيل سياسة خارجية تعامل "علاقات القوى الكبرى كأمر محورى والعلاقات مع الدول المجاورة كأولوية عليا والعلاقات مع الدول النامية كأساس والدبلوماسية متعددة الأطراف كمجال هام".
ومع ازدياد قوتها ورغبتها فى الترويج لأفكارها، وجدت الصين انه يجب مواجهة العديد من القضايا بجهود مشتركة في العالم، وأن الاجتماعات متعددة الاطراف يمكن أن تساعد الصين على نحو أفضل فى الدفاع عن مفاهيمها .
وتابع جين إن الصين تستطيع أن تحدد الموضوع وأن تؤثر على النتيجة، في قمم واجتماعات القادة، خاصة كدولة مستقبلة لقمة الـ20 في هانغتشو.
ووضعت الصين عنوان قمة الـ20 " نحو اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل" وهو ما انعكس في نتيجة القمة.
وقال جين "حيث ان الصين تستمر في الاندماج في النظام العالمي، فإنها ستقوم بدور اكثر نشاطا في قمم واجتماعات أخرى متعددة الأطراف."