مجلس الأمن يحبط مشروعي قرارين متضادين بشأن سوريا بمقر الأمم المتحدة، 8 اكتوبر. (شينخوا/لي مو تسي)
الأمم المتحدة 8 أكتوبر 2016 (شينخوا) رفض مجلس الأمن مشروعي قرارين متضادين احدهما تقدمت به فرنسا وأسبانيا والأخر روسيا يوم السبت ردا على الوضع الراهن في سوريا.
واستخدمت روسيا الفيتو ضد القرار الأول الذي صاغته فرنسا وأسبانيا فيما فشل قرار موسكو في الحصول على موافقة 9 أعضاء لصالحه، حيث يحتاج قرار مجلس الأمن الى موافقة 9 أعضاء من ضمن 15 عضوا مع عدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية لحق الفيتو، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.
ودعت النسخة التي سلمتها فرنسا للأعضاء قبل أيام قليلة إلى وقف الطلعات العسكرية الروسية والسورية فوق مدينة حلب شمالي سوريا.
أما النسخة التي تقدمت بها روسيا الجمعة فإنها تتضمن عدة عناصر من مشروع القرار الأول فضلا عن دعم الاتفاق الروسي-الأمريكي وأولوية فصل قوات المعارضة المسلحة عن جبهة النصرة الإرهابية واستثناء مقترح منطقة حظر الطيران.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين الرئيس الدوري للمجلس هذا الشهر بعد إحباط بلاده مشروع القرار الفرنسي إن القرار "مناورة سياسية. لم يكن من المتوقع أن يمرر"، معربا عن أمله بأن يعود الوضع في سوريا إلى طبيعته بأسرع وقت ممكن وسط " جهد ثنائي ومتعدد الأطراف يجري".
ومن جانبه، قال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت بعد فشل القرار الأول " عادة أبدأ كلمتي في هذا المجلس بعبارة " شكرا لكم سيدي الرئيس، لكن اليوم لا استطيع أن أفعل ذلك".
وتابع: " لأننا رأينا اليوم الفيتو الخامس في 5 سنوات حول سوريا من قبلكم سيدي الرئيس، فيتو أوقف المجلس مرة أخرى من خلق الوحدة اللازمة لمنح الشعب السوري أي أمل في فترة راحة من معاناته، فيتو حط من مصداقية واحترام مجلس الأمن في عيون العالم"، لافتا الى أن "الفيتو الروسي يكشف عن عدم قيام موسكو بمسؤولياتها".
وأعرب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي عن قلق الصين إزاء تصاعد الوضع أخيرا في سوريا. وقال" إننا نشعر بشكل بالغ بالمعاناة التي سببتها الحرب للشعب السوري. الصين تدين كافة الأنشطة الإرهابية التي تؤذي وتقتل الأبرياء".
وامتنعت الصين عن التصويت على مشروع القرار الفرنسي-الأسباني وصوتت لصالح مشروع القرار الروسي.
وقال ليو " بينما وافقت الصين على العديد من بنود المسودة الفرنسية-الأسبانية، إلا أن بعض محتوى المشروع لم يعكس الاحترام الكامل لسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها. كما لم يأخذ بعين الاعتبار الآراء البناءة لبعض أعضاء المجلس، ما دفع الصين إلى الامتناع عن التصويت".
وقال ليو " إن الوثيقة التي أعدتها روسيا تضمنت دعوة كافة الأطراف إلى وقف العداءات وفتح الطرق لإيصال المساعدات الإنسانية وتعزيز الجهود لمكافة الإرهاب ودعم المساعي الحميدة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا والدعوة الى استئناف مبكر لمحادثات السلام في جنيف".
وأشار الى أن "المشروع الروسي اهتم بـ4 مسارات: وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والمفاوضات السياسية وعكس الاحترام الكامل لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها بمحتوى شامل ومتوازن."
وقال ليو إن "الصين تأمل في أن يضع مجلس الأمن سلامة الشعب السوري على قمة أولوياته وأن يبقى متحدا وأن يبني التوافق وأن يستمر فى جهود الدفع نحو حل سياسي للقضية السورية من أجل العمل المشترك لمنع انتشار الإرهاب والقيام بدور بناء فى الحفاظ على السلام والاستقرار فى سوريا والمنطقة".
وأخذ مندوب سوريا لدي الأمم المتحدة بشار الجعفري الكلمة بعد جميع المتحدثين وتوسع في حديثه أكثر من الجميع دعما لمشروع قرار روسيا، حليف بلاده في القصف الجوي على شرقي حلب لتطهيرها من القوات المناوئة للحكومة.
وقال معلقا عندما لاحظ خروج عدد من الدبلوماسيين الغربيين من القاعة " هذا يثبت أنهم أصحاب نوايا خبيثة واستعمارية ضد بلادي وشعب بلادي وأن دبلوماسيتهم هي دبلوماسية الفوضي والإكراه والقوة وليست دبلوماسية الحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية".
الصين تؤكد على الحل السياسي للازمة السورية |