تحقيق إخبارى: موسم قطف الزيتون في غزة .. تجمع عائلي ودخل مالي ينعش المزارعين

18:33:24 14-10-2016 | Arabic. News. Cn

بقلم أسامة راضي وعمر العثماني

غزة 14 أكتوبر 2016 (شينخوا) تغلب الأجواء الاحتفالية على عمل المزارع كمال عبيد وأفراد عائلته هذه الأيام بقطف ثمار الزيتون في أرضهم على أطراف مدينة غزة ضمن موسم سنوي مميز لهم اقتصاديا.

ويبدأ عمل عبيد في مطلع الستينيات من عمره منذ ساعات الصباح الأولى وتساعده زوجته وأبناءه وحتى أحفاده الصغار ضمن طقوس يبدون البهجة فيها على الرغم مما يصيبهم من إعياء وإرهاق يومي.

ويدشن مزارعو غزة موسم قطف ثمار الزيتون بداية شهر أكتوبر ويمتد عملهم لنحو 40 يوما يجنون فيه محصولهم الذي يترقبونه على مدار العام.

ويقول عبيد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن موسم قطف الزيتون مصدر فرحة شديدة لهم، وفرصة لجني عائد مالي يعينهم على تحسين أوضاعهم الاقتصادية وكسب الأرباح.

ولدى عبيد أرض زراعية تجاور منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تمتد على مساحة ثمانية دونمات مزروعة أغلبها بأشجار الزيتون.

ويتجمع الرجل وأفراد عائلته حول أشجار الزيتون، وهم يحملون الأكياس الفارغة والسلالم الطويلة التي تصل إلى أعالي الأشجار لقطف حبات الزيتون يدويا وتعبئتها.

وللزيتون ارتباط رئيس بعادات وتقاليد سكان قطاع غزة.

ويقول عبيد، إنه يمتهن زراعة وقطف الزيتون منذ نعومة أظافره بعد أن ورثها عن أبيه ومن ثم عمل هو على توريثها لأبنائه.

ويضيف أن موسم الزيتون يمثل شريان حياة بالنسبة له ولعائلته.

ويتسلق فتية وشبان صغار الأشجار لقطف الزيتون وأغلبها معمرة منذ ما يزيد عن 100 عام، فيما يقوم آخرون بقطف الأجزاء السفلية منها، بينما تعمل النسوة على ما جمع ما تساقط أرضا من حبات الزيتون.

وتظهر أم محمد (52 عاما) زوجة المزارع عبيد فرحتها بمشاركتها أبنائها وأحفادها عمل قطف ثمار الزيتون، وتقول إنه موسم يمثل "فرحة لجميع أفراد العائلة".

وتوضح أم محمد، أنها إلى جانب مساهمتها في قطف الثمار تتولى لاحقا تخزين كميات الاستهلاك لجميع أفراد العائلة من الزيتون والزيت بعد تجهيزهما بما يكفي لمدار العام انتظارا للموسم المقبل.

وإضافة إلى وفير استهلاكهم من الزيتون والزيت، فإن عائلة عبيد كحال باقي المزارعين في قطاع غزة، تستفيد ماديا بشكل جيد من عمليات بيع المحصول.

ويبدي عبيد سعادته بإنتاج هذا العام من المحصول ويصفه بأنه "ممتاز" بفضل كميات أمطار جيدة هطلت في موسم الشتاء الماضي وظروف مناخية ملائمة على مدار صيفي الربيع والصيف لهذا العام.

لكن الصورة ليست وردية بشكل كامل بالنسبة لعمل هذا المزارع كحال أغلب المزارعين في القطاع المحاصر من إسرائيل منذ تسعة أعوام وشهد جولات عنف متكررة معها خلال الأعوام الأخيرة.

ونجا عبيد وعائلته خلال عملهم بأعجوبة كما يقول من تطاير شظايا صاروخ أطلقه الطيران الحربي الإسرائيلي قبل نحو أسبوع في منطقة قريبة من أرضهم إثر اندلاع موجة توتر قصيرة مع إسرائيل.

كما أن الرجل يتذكر بحسرة شديدة تعرض أرض له تقع قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل وتبلغ مساحتها ثلاث دونمات ونصف للتجريف والتدمير الكامل خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014.

ويشير إلى أنه وقتها خسر نحو 30 شجرة زيتون مثمرة معمرة منذ ما يزيد عن 60 عاما ولم يتلق أي تعويضات مالية حتى الآن.

ويعد محصول الزيتون مصدرا غذائيا واقتصاديا رئيسا بالنسبة لسكان قطاع غزة ويتم زراعة ثلاثة أصناف رئيسة منه هي (السري)، و(الشملالي)، و(بارنيع).

وبعد جني الثمار يتوجه المزارعون بأغلب كميات الزيتون إلى المعاصر لإنتاج الزيت الذي يتوقع أن يصل إنتاج قطاع غزة منه إلى ما يزيد عن 3 آلاف و500 طن لهذا العام.

كما أن المخلفات الناتجة عن عصر الزيتون أو ما يعرف بالجفت يستخدموها مزارعو غزة في عمل قوالب منه تستخدم في التدفئة إلى جانب الحطب بالإضافة إلى استخدامه كسماد للتربة.

وبحسب مدير دائرة البستنة في وزارة الزراعة في غزة محمد أبو عودة، فإن إنتاج محصول الزيتون لهذا العام في القطاع يعد مميزا جدا بفعل ظاهرة تبادل الحمل التي تنتج كسادا في عام وتميزا في العام الذي يليه.

ويوضح أبو عودة لـ((شينخوا))، أن العام الماضي شهد إنتاج نحو 10 آلاف طن فقط من الزيتون في قطاع غزة، فيما يتوقع أن يصل الإنتاج لهذا العام إلى نحو 30 ألف طن بما يحقق الاكتفاء الذاتي لاحتياجات القطاع.

ويشدد على أن محصول الزيتون يعتبر أحد المحاصيل الرئيسة في قطاع غزة وأهم أعمدة الاقتصاد المحلي فيه، بحيث تصل المساحة المزروعة بالزيتون حاليا إلى حوالي 38 ألف دونم منها 27 دونم مثمر.

ويشير إلى أن تأخر موسم سقوط الأمطار لهذا العام تسبب ببعض الآثار السلبية على المزارعين والتربة أهمها تكاثر أطوار جديدة من الآفات والحشرات وعدم تحسين التمثيل الغذائي للمحصول.

وكان إجمالي ما دمر في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة قبل عامين حوالي 10 آلاف دونم مزروعة بأشجار الفواكه، منها 5 آلاف دونم مزروعة بأشجار الزيتون.

وبحسب أبو عودة، فإن هذا التجريف والتدمير حال دون توفير إمكانية إنتاج أكبر من الزيتون يسمح بالتصدير للخارج هذا العام، وهو ما يؤمل أن يتم تعويضه خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وبحسب إحصائيات رسمية يدر القطاع الزراعي الفلسطيني دخلا يقدر في حدود 800 إلى 900 مليون دولار سنويا بحيث يساهم في الدخل الإجمالي الفلسطيني بنسبة 20 إلى 25 في المائة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
   الأخبار المتعلقة
تحقيق إخبارى: موسم قطف الزيتون في غزة .. تجمع عائلي ودخل مالي ينعش المزارعين
كتلة حماس البرلمانية توصي بدراسة عودة حكومة هنية في غزة
مصر تعلن أنها ستفتح معبر رفح الحدودي مع غزة 6 أيام خلال أكتوبر الجاري
مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة
مبعوث أممي يحذر من نشوب جولة صراع جديدة بين الفصائل المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل
تعداد سكان قطاع غزة يتجاوز مليوني نسمة
arabic.news.cn

تحقيق إخبارى: موسم قطف الزيتون في غزة .. تجمع عائلي ودخل مالي ينعش المزارعين

新华社 | 2016-10-14 18:33:24

بقلم أسامة راضي وعمر العثماني

غزة 14 أكتوبر 2016 (شينخوا) تغلب الأجواء الاحتفالية على عمل المزارع كمال عبيد وأفراد عائلته هذه الأيام بقطف ثمار الزيتون في أرضهم على أطراف مدينة غزة ضمن موسم سنوي مميز لهم اقتصاديا.

ويبدأ عمل عبيد في مطلع الستينيات من عمره منذ ساعات الصباح الأولى وتساعده زوجته وأبناءه وحتى أحفاده الصغار ضمن طقوس يبدون البهجة فيها على الرغم مما يصيبهم من إعياء وإرهاق يومي.

ويدشن مزارعو غزة موسم قطف ثمار الزيتون بداية شهر أكتوبر ويمتد عملهم لنحو 40 يوما يجنون فيه محصولهم الذي يترقبونه على مدار العام.

ويقول عبيد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن موسم قطف الزيتون مصدر فرحة شديدة لهم، وفرصة لجني عائد مالي يعينهم على تحسين أوضاعهم الاقتصادية وكسب الأرباح.

ولدى عبيد أرض زراعية تجاور منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تمتد على مساحة ثمانية دونمات مزروعة أغلبها بأشجار الزيتون.

ويتجمع الرجل وأفراد عائلته حول أشجار الزيتون، وهم يحملون الأكياس الفارغة والسلالم الطويلة التي تصل إلى أعالي الأشجار لقطف حبات الزيتون يدويا وتعبئتها.

وللزيتون ارتباط رئيس بعادات وتقاليد سكان قطاع غزة.

ويقول عبيد، إنه يمتهن زراعة وقطف الزيتون منذ نعومة أظافره بعد أن ورثها عن أبيه ومن ثم عمل هو على توريثها لأبنائه.

ويضيف أن موسم الزيتون يمثل شريان حياة بالنسبة له ولعائلته.

ويتسلق فتية وشبان صغار الأشجار لقطف الزيتون وأغلبها معمرة منذ ما يزيد عن 100 عام، فيما يقوم آخرون بقطف الأجزاء السفلية منها، بينما تعمل النسوة على ما جمع ما تساقط أرضا من حبات الزيتون.

وتظهر أم محمد (52 عاما) زوجة المزارع عبيد فرحتها بمشاركتها أبنائها وأحفادها عمل قطف ثمار الزيتون، وتقول إنه موسم يمثل "فرحة لجميع أفراد العائلة".

وتوضح أم محمد، أنها إلى جانب مساهمتها في قطف الثمار تتولى لاحقا تخزين كميات الاستهلاك لجميع أفراد العائلة من الزيتون والزيت بعد تجهيزهما بما يكفي لمدار العام انتظارا للموسم المقبل.

وإضافة إلى وفير استهلاكهم من الزيتون والزيت، فإن عائلة عبيد كحال باقي المزارعين في قطاع غزة، تستفيد ماديا بشكل جيد من عمليات بيع المحصول.

ويبدي عبيد سعادته بإنتاج هذا العام من المحصول ويصفه بأنه "ممتاز" بفضل كميات أمطار جيدة هطلت في موسم الشتاء الماضي وظروف مناخية ملائمة على مدار صيفي الربيع والصيف لهذا العام.

لكن الصورة ليست وردية بشكل كامل بالنسبة لعمل هذا المزارع كحال أغلب المزارعين في القطاع المحاصر من إسرائيل منذ تسعة أعوام وشهد جولات عنف متكررة معها خلال الأعوام الأخيرة.

ونجا عبيد وعائلته خلال عملهم بأعجوبة كما يقول من تطاير شظايا صاروخ أطلقه الطيران الحربي الإسرائيلي قبل نحو أسبوع في منطقة قريبة من أرضهم إثر اندلاع موجة توتر قصيرة مع إسرائيل.

كما أن الرجل يتذكر بحسرة شديدة تعرض أرض له تقع قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل وتبلغ مساحتها ثلاث دونمات ونصف للتجريف والتدمير الكامل خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014.

ويشير إلى أنه وقتها خسر نحو 30 شجرة زيتون مثمرة معمرة منذ ما يزيد عن 60 عاما ولم يتلق أي تعويضات مالية حتى الآن.

ويعد محصول الزيتون مصدرا غذائيا واقتصاديا رئيسا بالنسبة لسكان قطاع غزة ويتم زراعة ثلاثة أصناف رئيسة منه هي (السري)، و(الشملالي)، و(بارنيع).

وبعد جني الثمار يتوجه المزارعون بأغلب كميات الزيتون إلى المعاصر لإنتاج الزيت الذي يتوقع أن يصل إنتاج قطاع غزة منه إلى ما يزيد عن 3 آلاف و500 طن لهذا العام.

كما أن المخلفات الناتجة عن عصر الزيتون أو ما يعرف بالجفت يستخدموها مزارعو غزة في عمل قوالب منه تستخدم في التدفئة إلى جانب الحطب بالإضافة إلى استخدامه كسماد للتربة.

وبحسب مدير دائرة البستنة في وزارة الزراعة في غزة محمد أبو عودة، فإن إنتاج محصول الزيتون لهذا العام في القطاع يعد مميزا جدا بفعل ظاهرة تبادل الحمل التي تنتج كسادا في عام وتميزا في العام الذي يليه.

ويوضح أبو عودة لـ((شينخوا))، أن العام الماضي شهد إنتاج نحو 10 آلاف طن فقط من الزيتون في قطاع غزة، فيما يتوقع أن يصل الإنتاج لهذا العام إلى نحو 30 ألف طن بما يحقق الاكتفاء الذاتي لاحتياجات القطاع.

ويشدد على أن محصول الزيتون يعتبر أحد المحاصيل الرئيسة في قطاع غزة وأهم أعمدة الاقتصاد المحلي فيه، بحيث تصل المساحة المزروعة بالزيتون حاليا إلى حوالي 38 ألف دونم منها 27 دونم مثمر.

ويشير إلى أن تأخر موسم سقوط الأمطار لهذا العام تسبب ببعض الآثار السلبية على المزارعين والتربة أهمها تكاثر أطوار جديدة من الآفات والحشرات وعدم تحسين التمثيل الغذائي للمحصول.

وكان إجمالي ما دمر في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة قبل عامين حوالي 10 آلاف دونم مزروعة بأشجار الفواكه، منها 5 آلاف دونم مزروعة بأشجار الزيتون.

وبحسب أبو عودة، فإن هذا التجريف والتدمير حال دون توفير إمكانية إنتاج أكبر من الزيتون يسمح بالتصدير للخارج هذا العام، وهو ما يؤمل أن يتم تعويضه خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وبحسب إحصائيات رسمية يدر القطاع الزراعي الفلسطيني دخلا يقدر في حدود 800 إلى 900 مليون دولار سنويا بحيث يساهم في الدخل الإجمالي الفلسطيني بنسبة 20 إلى 25 في المائة.

الأخبار المتعلقة

الصور

010020070790000000000000011101451357548111