الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الإكوادورى رافائيل كوريا يحضران المؤتمر الصحفي عقب المحادثات. (شينخوا/لان هونغ قوانغ)
كيتو 18 نوفمبر 2016 (شينخوا) اتفقت الصين والإكوادور يوم الخميس على الارتقاء بمستوى علاقاتهما الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، سعيا وراء توطيد الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعزيز التعاون الثنائي المربح للجانبين.
وفي حديثه للصحفيين مع رئيس الإكوادور رفاييل كوريا بعد ساعات من وصوله إلى كيتو، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه وكوريا اتفقا على رفع مستوى العلاقات الثنائية وجعل الزيارة نقطة انطلاق جديدة لتحقيق نتائج أكثر اثمارا في التعاون العملي في المجالات المختلفة.
وقال شي "سننظر للعلاقة بين الصين والاكوادور من منظور استراتيجي وطويل الامد، وسنعمل معا على تعزيز التنمية من منطلق جديد".
أول زيارة تاريخية يقوم بها رئيس صيني للاكوادور
يقوم شي جين بينغ بجولة فى امريكا اللاتينية يزور فيها ثلاث دول، وهي الثالثة من نوعها للقارة منذ توليه منصب الرئيس في مارس 2013.
كما ان أولى محطات جولته التي تستمر اسبوعا هي الاكوادور، وهي زيارة الدولة الاولى التي يقوم بها رئيس صيني للبلاد منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في 1980.
وبالفعل، وصفت الزيارة في كيتو بالتاريخية.
وقال كوريا خلال لقائه بالصحفيين "اقامة شراكة استراتيجية شاملة تحمل أهمية تاريخية"، مضيفا ان العلاقات الثنائية وصلت لمستوى "لم يسبق له مثيل".
وأضاف ان الصين، وهي ثاني اكبر اقتصاد في العالم وتتمتع بمعدل النمو السريع للغاية، قادرة على القيام بدور هام للغاية في تعزيز التنمية في الاكوادور، خاصة على خلفية انخفاض اسعار النفط.
ومشيرا إلى ان الصين لا تفرض أية شروط سياسية عندما تقدم مساعدات للدول الأخرى، قال كوريا ان الصين شريكة يعتمد عليها وان التعاون معها يساعد في توطيد سيادة الاكوادور وتسريع تحولها الصناعي وتطوير قدرتها على التنمية المعتمدة على قدراتها الذاتية.
وقال ان بلاده والصين تتشاركان فى الكثير من المصالح المشتركة وقادرتان على التعاون بشكل مكثف، مضيفا "سيظل باب الاكوادور مفتوحا امامكم يا شعب الصين".
شراكة استراتيجية للتعاون الناجح ومتبادل النفع
رغم بعد المسافة بين البلدين، فان التعاون بين الصين والاكوادور في التجارة والمالية حقق نجاحا كبيرا في السنوات الأخيرة.
وأقامت الدولتان شراكة استراتيجية خلال زيارة كوريا الرسمية الثانية لبكين في عام 2015. والصين حاليا ثالث اكبر شريك تجاري للاكوادور، في حين ان الاخيرة مقصد رئيسي للاستثمار والتمويل من الصين في أمريكا اللاتينية، وبلغ حجم التجارة الثنائية 4.1 مليار دولار في 2015، ليتضاعف اربع مرات في عشر سنوات فقط.
وخلال محادثات مع كوريا امس الخميس، قال شي ان الاكوادور دولة هامة في امريكا اللاتينية وان العلاقات الثنائية شهدت نموا جوهريا في السنوات الأخيرة.
وأشار شي إلى أنه منذ عام 2015، شهد التعاون متبادل النفع بين الجانبين نموا سريعا في نطاق عريض من المجالات مع استمرار تعزيز التعاون.
وأضاف أن العلاقات الثنائية شهدت تقدما منذ ذلك الحين واكتسبت قوة دفع تجاه التنمية الشاملة.
العلاقات تدخل مرحلة جديدة وتبشر بافاق أكثر اشراقا
ذكر الرئيس الصيني أن العلاقات بين الصين والإكوادور دخلت الآن مرحلة رئيسية يحمل فيها التعاون بين البلدين أهمية أكبر للبلدين.
وأضاف أن الصين ستواصل دعم الإكوادور في استكشاف طريق نمو تتلاءم مع ظروفها الخاصة، وستشارك بنشاط في أعمال إعادة الإعمار فيما بعد الزلزال بالإكوادور.
كما ان الصين عازمة على تدعيم التعاون العملي مع الإكوادور في جميع المجالات، وتسريع تكامل مصالح الجانبين على نحو شامل، وتوسيع التبادلات الثقافية والشعبية، وفتح آفاق أكثر اشراقا لتنمية العلاقات الثنائية، حسبما قال شي.
كما تعهد بدعم رئاسة الإكوادور لمجموعة الـ77 في العام المقبل، قائلا إن الصين ترغب في الحفاظ على تعاون وثيق مع المجموعة في الشؤون متعددة الأطراف.
كما ستعمل الصين مع الإكوادور على تعزيز التعاون الشامل مع أمريكا اللاتينية والدفع من أجل تحقيق تنمية أكبر في العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية.
ومن جانبه، شبه كوريا زيارة شي بأنها "زيارة تجمع بين صديقين"، وقال انه يؤمن بان زيارة الرئيس الصينى إلى الاكوادور ستخدم تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي وستجلب المزيد من المنافع للشعبين.
وأضاف كوريا ان الاكوادور ملتزمة بسياسة صين واحدة وبتعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية فضلا عن التبادلات الشعبية.
كما شهد الرئيسان أمس الخميس التوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون فى مجالات مثل القدرة الانتاجية والاستثمار والمناطق الصناعية والتكنولوجيا الاقتصادية والقضاء والإعلام.
وسيتوجه الرئيس إلى بيرو وشيلي بعد نهاية زيارة الدولة للإكوادور, وسيحضر الاجتماع ال24 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي اسيا-الباسيفيك (ابيك) في ليما، عاصمة بيرو.
نقطة انطلاق جديدة نحو تعميق الثقة والتعاون المربح للجانبين
وفى محادثاتهما، اتفق الرئيسان على جعل قرار الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية نقطة انطلاق جديدة لتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة والسعى إلى تحقيق إنجازات أعظم فى التعاون الذى يحقق المنفعة المشتركة وتعزيز تنمية أصح وأسرع للعلاقات الثنائية.
ويقول ليو يوي تشين، السفير الصيني السابق لدى الاكوادور، ان قرار رفع مستوى العلاقات الثنائية يعكس الاستجابة الايجابية من رئيسي البلدين لدعوات اجراء تعاون عملي ومربح للجانبين بشكل أكبر في كافة المجالات.
وأضاف "الموافقة الرسمية تمثل دائما عنصرا اساسيا في تعزيز التبادلات الثنائية."
وأشار إلى ان احد أبرز نتائج التبادلات الثنائية كان إقامة الشركات الصينية لمحطات طاقة كهرومائية في الاكوادور الغنية فى هذا القطاع ولكنها تفتقر للطاقة بسبب نقص البنية الاساسية والدعم المالي والتكنولوجي.
وتابع "على سبيل المثال، محطة كوكا كودو سينكلير للطاقة الكهرومائية أكبر مشروع من نوعه في امريكا الجنوبية. وبالاضافة لمحطات أخرى أقامتها شركات صينية، ستجعل هذه المحطة الاكوادور مكتفية ذاتيا من الطاقة النظيفة وستصبح مصدرة للكهرباء. وهذا يعني الكثير للتنمية الاقتصادية ورفاهية الشعب في الاكوادور."
ويقول وو باي يي، مدير معهد دراسات امريكا اللاتينية بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن استدامة المشروعات الصينية عززت ثقة الاكوادور في الصين وتقدمها التكنولوجي.
الاغاثة من الزلزال ومساعدات اعادة الاعمار تعززان الصداقة
توطدت الصداقة بين البلدين بشكل أكبر بعد ان ضرب الاكوادور زلزال مدمر في ابريل العام الجاري، حيث راح ضحيته 700 قتيل واصيب نحو 5 الاف آخرين وتم تشريد 80 الف اخرين. والصين من اوائل الدول التي قدمت مساعدات انسانية فور وقوع الزلزال.
كما قدمت الصين دعما ماليا بقيمة 2 مليون دولار ومساعدات انسانية قيمتها 9.2 مليون دولار للاكوادور بعد الزلزال المميت.
كما أرسلت شركات صينية بالاكوادور بعض العاملين بها وكذا الموارد إلى المناطق المتضررة للمشاركة في الاغاثة من الكارثة وتقديم المساعدات الانسانية.
وقال كوريا ان بلاده تقدر دعم الصين الثابت في جهود الاغاثة من الزلزال وإعادة الاعمار فيما بعد الزلزال.
ويقول وزير خارجية الاكوادور جوليام لونج إن الصين هي من قدمت المساعدات الأكثر لبلاده في الساعات الاولى بعد وقوع الزلزال.
ويقول دانيل سانتوس من لجنة الاغاثة من الكوارث وإعادة الاعمار في الاكوادور ان المساعدات الصينية ستعزز الصداقة بين البلدين.
ومن المتوقع ان يلبي مشروع محطة الطاقة الطموح، الذى نفذته شركة سينوهايدور الصينية، 44 بالمئة من الطلب على الطاقة في الاكوادور.
وتجدر الاشارة إلى ان الطاقة الناتجة عن المحطة لعبت دورا رئيسيا في أعمال الاغاثة من الزلزال.