ليما 21 نوفمبر 2016 (شينخوا) اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره البيروفي بيدرو بابلو كوشينسكي يوم الاثنين على دفع تحقيق تنمية أفضل وأسرع للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
جاء هذا التوافق خلال محادثات معمقة جرت بين رئيسي البلدين عقب مراسم استقبال رسمية أقامها كوشينسكي أمام قصر الرئاسة.
فبدعوة من كوشينسكي، وصل شي إلى العاصمة البيروفية ليما يوم الجمعة لحضور الاجتماع السنوي لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) وللقيام بأول زيارة دولة إلى هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية.
وقال شي لكوشينسكي إنه يأمل في أن تعمق هذه الزيارة عرى الصداقة التقليدية بين البلدين، وتعزز الحوار والتعاون الشاملين، وتدعم الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وبيرو لكي يعود ذلك بمزيد من الفوائد على الشعبين.
ولدى إشارته إلى زيارة كوشينسكي للصين في سبتمبر الماضي والتي كانت أول زيارة خارجية للرئيس البيروفي منذ أدائه اليمين الدستورية في 28 يوليو، ذكر شي أنهما أجريا محادثات مثمرة واتفقا على دفع العلاقات الثنائية قدما إلى مرحلة جديدة.
وأوضح الرئيس الصيني أن السنوات الخمس المقبلة تعد فترة هامة بالنسبة للتنمية الوطنية للبلدين، داعيا الجانبين إلى وضع تصميم رفيع المستوى وتخطيط شامل للعلاقات الثنائية، وإدارة آلياتهما للتعاون بشكل جيد، وتنفيذ خطة العمل المشتركة لتعاونهما للفترة من 2016 إلى 2021 تنفيذا تاما، وتوطيد تآزر إستراتيجياتهما التنموية من أجل حصد نتائج حقيقة من توافقاتهما.
وأكد أن يتعين على البلدين التعامل مع التعاون في القدرة الصناعية باعتباره محركا رئيسيا لعلاقاتهما الاقتصادية والسعي بجد لكي تخرج المشروعات الرئيسية حصادها في وقت مبكر.
كما يمكن للجانبين مواصلة توطيد التعاون في صناعة التعدين، والطاقة، وتشييد البني التحتية، فضلا عن استكشاف مجالات جديدة للتعاون مثل حماية البيئة، والطاقة النظيفة، والربط المعلوماتي.
ولدى دعوته البلدين إلى رفع مستوى اتفاقية التجارة الحرة بينهما والموقعة في عام 2009 سعيا لضخ حيوية جديدة في التجارة البينية، أكد شي أن الحكومة الصينية ستواصل تشجيع الشركات القادرة على الاستثمار في هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية.
وبالإضافة إلى ذلك، نصح شي الجانبين بالعمل على توسيع التبادلات باستمرار في مجالات الثقافة، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والرعاية الصحية، والرياضة، والإعلام ، والكليات والجامعات، والمراكز البحثية وغيرها من المجالات، وكذا تدعيم التعاون في مجال السياحة.
وتوجه شي بالتهنئة لبيرو على نجاح اجتماع قادة اقتصادات الأبيك، لافتا إلى أن النتائج الجوهرية للاجتماع تضمنت مساهمات وأوجه حكمة أمريكا اللاتينية بأسرها.
وقال إن الصين مستعدة للعمل مع بيرو وغيرها من الاقتصادات الأعضاء بالأبيك لتنفيذ نتائج الاجتماع بكل جدية، ودفع عملية بناء منطقة تجارة حرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ قدما، والعمل معا على إقامة اقتصاد مفتوح في المنطقة.
ومن جانبه، أشاد كوشينسكي بالنمو المستدام للعلاقات الثنائية، قائلا إن بيرو تتطلع إلى مواصلة تعزيز علاقاتها مع الصين في ظل تقاسمهما لتجارب تاريخية متماثلة ولتطلعات متماثلة إلى تحقيق التنمية الوطنية ولإمكانات هائلة للتعاون في المجالين الاقتصادي والثقافي.
وأضاف كوشينسكي أن بيرو ترغب في الارتقاء باتفاقية التجارة الحرة التي أبرمتها مع الصين، مضيفا أن الاستثمارات الصينية في مجالات صناعة التعدين، والطاقة، والطاقة الكهرومائية، والنقل، والبنية التحتية موضع ترحيب.
كما أعرب الرئيس البيروفي عن أمله في أن يقوم البلدان بتوطيد علاقاتهما في مجالات التعليم والثقافة والسياحة، وتهيئة ظروف أكثر ملاءمة للتبادلات الشعبية.
وذكر كوشينسكي أن بيرو تثمن دعم الصين للبلاد في استضافة اجتماع الأبيك، مؤكدا أن ليما مستعدة للعمل مع بكين في تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وكذا معارضة الحمائية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي أعقاب محادثاتهما، شهد شي وكوشينسكي مراسم توقيع وثائق تعاون من بينها خطة عمل حكومية مشتركة للتعاون للفترة من 2016 إلى 2021، واتفاقات في مجالات التجارة والاقتصاد، وصناعة التعدين، والمناطق الصناعية، والربط المعلوماتي، والتكنولوجيا الاقتصادية، وفحص الجودة، والبيئة وغيرها من المجالات.
وبرفقة كوشينسكي وقرينته، قام شي وقرينته بنغ لي يوان بوضع أكليل من الزهور على النصب التذكاري لأبطال استقلال بيرو في وقت سابق من اليوم.
تعد بيرو المحطة الثانية من جولة شي الحالية التي تشمل ثلاث دول في أمريكا اللاتينية. وقبل بيرو، قام شي بزيارة دولة إلى الإكوادور. وستكون شيلي المحطة الأخيرة من جولته التي تستمر أسبوعا .
وتعد هذه ثالث جولة لشي في أمريكا اللاتينية بصفته رئيس الصين منذ توليه مهام منصبه في عام 2013.