دمشق 3 ديسمبر 2016 (شينخوا) دعت القيادة العامة للجيش السوري اليوم ( السبت ) المدنيين الذين نزحوا من الأحياء الشرقية بحلب بسبب العمليات العسكرية ، للعودة إلى المناطق التي تم تحريرها مؤخرا من قبل الجيش السوري في الأحياء الشرقية من مدينة حلب ( شمال سوريا ) ، وسط تقدم مستمر للجيش في المناطق التي مازالت تحت سيطرتهم ، وفقا لوكالة الانباء السورية ( سانا ) .
ونقلت وكالة ( سانا ) عن بيان صادر عن القيادة العامة للجيش قولها إن " القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تدعو الأخوة المواطنين سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة إلى منازلهم بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى تلك الأحياء وباشرت مؤسسات الدولة بإعادة تأهيلها ".
وأشارت الوكالة إلى أنه خلال اليومين الماضيين عادت مئات العائلات إلى منازلها في مساكن هنانو بعد أن أعاد اليها الجيش والقوات الرديفة الأمن والاستقرار وذلك بالتوازي مع استمرار الجهات المعنية في المحافظة بتأهيل المرافق والخدمات فيها.
ومن جانبه أكد محافظ حلب حسين دياب في وقت سابق اليوم أن جميع المؤسسات الخدمية تعمل على مدار الساعة لإعادة ترميم وإصلاح ما خربته التنظيمات الإرهابية التكفيرية في مدينة حلب ، لافتا إلى ضرورة " الاستنفار الكامل لتقديم جميع الخدمات إلى الأحياء التي أعاد إليها الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار لتسهيل عودة الأهالي إليها وتسريع وتيرة العمل واستثمار جميع الطاقات البشرية والفنية ووضع برامج زمنية دقيقة لإنجاز الأعمال المطلوبة وتسهيل عملية المتابعة والمراقبة " .
ويشار إلى أن الجيش السوري والقوات المتحالف معه نجحت مؤخر من السيطرة على الجزء الشمالي من شرق حلب، وذلك كجزء من هجوم كبير شنه الجيش ومقاتلي المتحالفين معه لاستعادة السيطرة على جميع المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شرق حلب.
وفي سياق متصل قام العماد فهد جاسم الفريج وزير الدفاع السوري اليوم بجولة ميدانية تفقد خلالها المواقع والنقاط العسكرية في حلب وريفها على اتجاه الشيخ سعيد ، النقارين ، غرب مطار النيرب ، وفقا لوكالة ( سانا ) .
كما قام وزير الدفاع السوري بزيارة عدد من الأحياء المحررة في مساكن هنانو وحي بني زيد ومعبر الكاستيلو واطلع من القادة الميدانيين على طبيعة المهام المنفذة والنجاحات التي تحققت في مدينة حلب وريفها وعلى الإجراءات والتحضيرات التي يتم تنفيذها لتأمين احتياجات المواطنين الذين حررهم الجيش العربي السوري من سطوة الإرهاب وأمن خروجهم من الأحياء الشرقية للمدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت أن الجيش أصبح يسيطر على 60 في المئة من المناطق التي يسيطر عليها المسلحين في شرق حلب، مشيرا إلى أن 300 شخص على الأقل قتلوا منذ أطلق الجيش السوري في هجوم على شرق حلب في منتصف نوفمبر الماضي .
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مؤخرا أن 30000 مدني على الاقل فروا من شرق حلب باتجاه المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي وقت سابق من اليوم سيطر الجيش السوري على حي طارق القريب من منطقة الباب، مما مكن قوات الجيش السوري من تأمين الطريق نحو المطار الدولي في مدينة حلب، الذي كان خارج الخدمة مؤخرا وتحولت إلى قاعدة عسكرية.
كما سيطر الجيش أيضا على حي كرم الطرب في الجزء الجنوبي من شرق حلب، مما أسفر عن مقتل العديد من المسلحين.
وردا على التقدم العسكري للجيش السوري ، واصل مقاتلو المعارضة المسلحة إطلاق قذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع على غرب حلب، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 29 أخرين يوم السبت، وفقا لوكالة سانا.
ومن جانبه قال ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، اليوم "السبت" أنه يأمل بالتوصل إلى صيغة لتجنب حلب معركة رهيبة .
وأضاف في مؤتمر صحفي في روما "كنت أشعر أنها ستكون معركة رهيبة تنتهي بحلول عيد الميلاد، رأس السنة الجديدة " .
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي قالت مؤخرا إن أكثر من 30،000 شخص تم اجلاؤهم من شرق حلب باتجاه المناطق الحكومية خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت اللجنة في بيان تلقت وكالة ( شينخوا ) بدمشق سابقا إن المدنيين يجب ضمان حمايتهم وتأمين ممرات آمنة .
ويقول الجيش السوري أنها سيمضي قدما في العملية حتى يتم السيطرة على جميع المناطق التي يسيطر عليها المسلحين في شرق حلب.
واستولى المسلحون على شرق حلب في عام 2012، والقوات الحكومية فرضت مؤخرا حصارا على تلك المنطقة قبل أن يطلق هجوما واسعا لاستعادتها .
وبدأت المنظمات الإنسانية تدق ناقوس الخطر حول أوضاع 250،000 شخص يعيشون في شرق حلب، مع العلم أن الحكومة السورية اطلقت تصريحات بتأمين أوضاع الفارين من تلك الاحياء .
