( نهائيات الدورة ال14 لمسابقة "جسر اللغة الصينية" لمنطقة الأردن)
عمان 15 ديسمبر 2016 (شينخوا) أجمع أدباء وصحفيون ومثقفون أردنيون على أن العلاقات الثقافية بين الأردن والصين تتطور بشكل متسارع وبدأت تأخذ مكانها على طريق الحرير لما فيه صالح الشعبين الصيني والأردني للتعرف على ثقافة الآخر.
وأكدوا أن اللغة الصينية بدأت تدخل كل بيت أردني, وهناك إقبال ملحوظ على تعلم الصينية من خلال المراكز والجامعات الأردنية، وهو ما يسهم في تعزيز التواصل وتوطيد التعاون الاقتصادي والثقافي بين الجانبين.
وذكر الناطق الرسمي باسم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين إبراهيم السواعير أنه بعد ست زيارات قام بها إلى الصين في إطار اتفاقية التبادل الثقافي بين اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ونظيره الصيني تم التعرف على ثقافة الصين التي تنفتح باعتدال على العالم وتهتم كثيرا بتعريف الأصدقاء العرب على تراثها ومنتجها الفكري.
وتابع بقوله إن "البروتوكول الصيني الأردني وفر علاقات ثقافية بين البلدين وخاصة بعد زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الصين في سبتمبر 2015 . ومع الزيارات التي قامت بها وفود أردنية متتالية إلى الصين في المجالات التربوية والثقافية، أصبحت الصين قريبة منا".
"كما تسنى عبر هذه الزيارات التعريف بالمنتج الثقافي الصيني من خلال كتب ألفها كتاب وأدباء أردنيون عن الصين" هكذا قال السواعير، مشيرا إلى دور السفارة الصينية في عمان حيث تقوم حاليا بمخاطبات رسمية لإنشاء المركز الثقافي الصيني في عمان والذي سيحتضن كل الأنشطة الثقافية الصينية في الأردن بشكل مؤطر من خلال مشاركة فرق احترافية صينية في المهرجانات الأردنية بشكل دائم.
كما تقوم السفارة الصينية بالتنسيق مع جامعة اليرموك في إربد شمال الأردن لإنشاء معهد كونفوشيوس لتعلم اللغة الصينية، كما أن هناك جامعات ومعاهد أردنية أخرى تقوم بتدريس اللغة الصينية حيث تجرى سنويا مسابقة "جسر البطولة" في اللغة الصينية وتقام التصفيات النهائية لها في بكين.
وأكد السواعير أن اللغة الصينية بدأت تدخل كل بيت أردني، خاصة أن هناك تجارا كثر يتعاملون مع الصين واللغة الصينية تساعدهم في التواصل وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي.
وأوضح أن العلاقات الثقافية تحديدا لم تعد مجرد زيارات بروتوكولية للسياحة وإنما اكتشاف لما يفكر فيه المثقف والشاعر والأديب والفنان التشكيلي الصيني، منوها إلى الملتقى الثقافي الأردني الصيني-طريق الحرير البري والبحري، الذي أطلقه اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين يوم السبت الماضي وتناول طريق الحرير الثقافي.
ومن جانبه، قال الصحفي مشهور أبو عيد الذي شارك في دورة تدريبية حول الإعلام في الصين إن العلاقات العربية الصينية قائمة منذ زمن بعيد وقد ازدهرت التجارة بين الجانبين ازدهارا كبيرا عبر طريق الحرير القديم الذي دعا الجانب الصيني إلى إحيائه.
وأضاف أبو عيد أن العرب يتابعون التطور الثقافي والاقتصادي في الصين التي كانت وما تزال من المناصرين للحق العربي في جميع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقال أبو عيد إن الصين كعملاق اقتصادي أثبتت في السنوات الأخيرة أن تطورها الاقتصادي جعل المنتجات الصينية تدخل جميع منازل الأردنيين، ورغم ذلك فإن "الصين لم تتغول سياسيا بحجم القوة الاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها على المستوى العالمي".
وتابع أن "هذا يحسب إلى جانب الصين لأنها تبني علاقاتها مع الطرف الآخر على أسس الشراكة والتنمية وليس على أسس استعمارية مثل بعض الدول الغربية".
وأضاف "عندما زرت الصين ضمن وفد صحفي عربي أطلعنا على منجزاتها في النواحي الثقافية والاقتصادية، وهو ما يؤشر على أن الشعب الصيني شعب عامل منتج ملتزم برسالة الصين العظيمة وأن شعبها ما زال يتمتع بهذا الخلق والثقافة العالية القائمة على الإنتاج والتعاون. كما ترسخ لدي انطباع بأنه شعب صديق وحميم من خلال تعاملنا معه".
وأشار إلى أن معالم الصين وأهمها سور الصين العظيم الذي يجسد قوتها تقف شاهدا على عظمتها وأصالتها.
وأكد أبو عيد أن طريق الحرير هو إعادة لمنتج تواصل دول الشرق ببعضها البعض حيث تسعى دول في الوقت الراهن إلى إعادة هذا الطريق لأنها تجد فيه فرصة لتعزيز علاقات التعاون كما يمكن من خلاله تحقيق نهوض اقتصادي وحياة أفضل لشعوب أخرى.
وقال إن الامتداد التاريخي للشعب الصيني من خلال حضارته ما زال متجذرا في هذا الشعب وفي تعامله وتسامحه مع الآخر،وهو ما يجسد عظمة هذا الشعب في المحافظة على عاداته وتقاليده رغم كل التطورات التي طرأت على المجتمع الصيني.
ومن جانبها، أكدت مديرة العلاقات العامة في وزارة الثقافة الأردنية رولا عواد، على التطور الذي شهدته العلاقات الثقافية بين الأردن والصين عقب توقيع برنامج التعاون الثقافي بين البلدين، قائلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن برنامج التعاون الثقافي الذي وقع في بكين في سبتمبر 2014 يعد تطورا كبيرا بالنسبة للعلاقات بين البلدين، إذ أنه ينظم تبادل زيارات الوفود وإقامة الأنشطة الثقافية لكل منهما في البلد الأخر ومن بينها معارض للفنون والصور والنحت والفن التشكيلي وعروض مسرحية، وتهدف زيارات الوفود إلى مشاركتها في دورات تدريبية تتعلق إما بالشؤون المسرحية أو الفنية أو تقنيات المسرح مثل الصوت والإضاءة والديكور وتصميم الأزياء وغيرها.
وأشارت إلى أن هذه الفعاليات من شأنها الارتقاء بالعلاقات الثقافية بين البلدين، وكان آخرها حفل توقيع اتفاقية إنشاء مركز ثقافي صيني في عمان أقيم في سبتمبر الماضي وحضره وزير الثقافة الأردني نبيه شقم.
وكانت أعمال الدورة الرابعة لمنتدى رؤساء الجامعات العربية الصينية قد عقدت في الزرقاء الأردنية في سبتمبر الماضي. وقد أصبح هذا المنتدى منصة تتضمن مختلف أنواع التعاون ويجرى من خلالها إنجاز برامج عربية صينية مشتركة تسهم في دفع مبادرة الحزام والطريق.