هافانا 2 يناير 2017 (شينخوا) شارك آلاف الكوبيين في مسيرة عسكرية ومدنية يوم الاثنين تحية لزعيمهم الراحل فيدل كاسترو في ساحة الثورة بهافانا.
ويمثل يوم 2 يناير الذكرى الـ60 لإنزال اليخت غرانما، الذي يعد بداية لحرب العصابات ضد الدكتاتور فولغينسيو باتيستا.
بدأ العرض العسكري في السابعة صباحا، يترأسه الرئيس راؤول كاسترو، وتم تخصيصه أيضا للذكرى الـ60 للانتفاضة التي حدثت في مدينة سانتياغو دى كوبا شرقي البلاد في 30 نوفمبر عام 1956.
وكان من المقرر في الأصل إقامة المسيرة في 2 ديسمبر الذي يوافق عيد القوات المسلحة الثورية الكوبية، ولكن تم تأجيلها بسبب وفاة فيدل كاسترو يوم 25 نوفمبر.
وفي خطاب رئيسي، شدد جنيفر بيلو رئيس رابطة الشبيبة الشيوعية على أهمية هذا الحدث وأكد على إلتزام الأجيال الشابة في الجزيرة بالسير على خطى أفكار فيدل وأعماله .
وهتف المشاركون وهم يسيرون نحو المنصة "أنا فيدل، أنا فيدل. يحيا فيدل". وتم تزيين الميدان بالأعلام وصور فيدل، فيما أنشدت الجماهير أغنية "السير مع فيدل" التي كتبها المؤلف الموسيقي الكوبي راؤول توريس تكريما للرجل الذي حكم الأمة الواقعة في منطقة الكاريبي لمدة 48 عاما.
وقسمت المسيرة إلى عدة مجموعات. ركزت الأولى على تاريخ كوبا وشارك فيها فرسان ارتدوا زيا صاروا يشبهون به الجنود الذين حاربوا من أجل الاستقلال عن أسبانيا في القرن الـ19.
كما تضمنت نسخة طبق الأصل من اليخت غرانما يرافقها أطفال، ومحاربون مخضرمون من حرب العصابات التي دارت في جبال سيرا مايسترا (1956-1958) ومعركة خليج الخنازير (1961)، ومتطوعون دعموا النضال من أجل الحرية في إفريقيا.
"لا يمكنني أن أغيب عن هذا اللقاء مع التاريخ"، هكذا ذكر الضابط المخضرم روبن بيريز (82 عاما) الذي شارك في عدة حملات بما فيها محاربة الميلشيات المناهضة للثورة والقتال في معركة خليج الخنازير والانضمام لقوة التدخل السريع الكوبية التي أرسلت إلى أنغولا في نوفمبر عام 1975.
وأكد بيريز قائلا "لقد أتيت إلى هنا مرة أخرى لكي أوكد إلتزامي بأفكار فيدل، فلطالما كنت مناصرا له وسأظل هكذا حتى الموت".
وتألفت المجموعة الثانية من أعضاء من مؤسسات عسكرية كوبية وهي القوات المسلحة الكوبية وقوات الداخلية وقوات النخبة والبحرية.
وقال الطيار المتقاعد لويس جراسيا "هذه هي المرة العاشرة التي أشارك فيها في عرض عسكري في الساحة، إذ حلقت خمس مرات بطائرات فوق الحشد وشاركت خمس مرات مع القوات الراجلة".
وأضاف "لقد ولدت في بلدة صغيرة جدا في جبال سيرا ماسترا تدعي نويفا أسيراديرو. وكان من الصعب أن تجد خريطة، ولكن بفضل فيدل وثورته، تخرجت كطيار في الاتحاد السوفيتي".
وأخيرًا، جاء القسم الثالث ممثلا لمبدأ الحرب الشعبية، حيث ضم وفودا من الأقاليم والعمال والميلشيات الطلابية يتبعهم آلاف الأشخاص الذي شاركوا في المسيرة دعما للنظام الاشتراكي.
تجدر الإشارة إلى أنه عقب انتصار فيدل كاسترو في يناير عام 1959، أعيد تسمية الساحة المدنية لتصبح ساحة الثورة وصارت المنبر الرئيسي للعديد من الأحداث التاريخية التي أقيمت في البلاد خلال العقود الخمسة الماضية.