حلب 22 ديسمبر 2017 (شينخوا) تجمع المئات من الشبان والشابات من الطائفة المسيحية اليوم (الجمعة ) في ساحة أحد الكنائس في حي العزيزية بحلب ( شمال سوريا ) ، وراح كل منهم يكتب أمنية على قصاصة ورقية ، علها تحقق في العام الجديد ، ويقوم بإلصاقها على عدة مناطيد هوائية ، ليصار بعد حين إلى اطلقها في السماء ، وسط أجواء من الفرح والبهجة في مدينة عانت الكثير من الويلات بسبب الحرب لاكثر من اربع سنوات .
ويلفت انتباهك وانت تسير في شوارع حلب الغربية في هذه الايام، الزينة والاضواء الملونة ، واشجار عيد الميلاد التي ملئت الأماكن ، في حين كانت هذه الأحياء في نفس الوقت من العام الماضي ساحة لسقوط القذائف التي خلفت عشرات الضحايا ، وغاب عنها الفرح وطقس الاحتفالات بأي مناسبة كانت في حلب .
الناس في حلب الآن يشعرون بالأمان ، وحركة الأسواق نشطة ، ومعظم الأهالي يخرجون للمشي في الشوارع ، ويلتقطون الصور التذكارية امام أشجار عيد الميلاد التي وضعت وأضيئت في عدة أماكن في حلب ، ويتبادلون التهنئة بحلول عيد الميلاد ورأس السنة ، كما تسمع وانت تسير أيضا أصوات الأغاني التي ملئت احياء حلب ، لتعلن من جديد عودتها للحياة .
الكنائس في حلب كانت مضاءة بالاضواء ، و أبوابها مفتوحة للزائرين ، واقيمت فيها القداديس ، في أجواء من الفرح التي لم تشهده منذ سنوات .
وقال مار جوليان مسؤول فرقة الكشاف في الكنسية اليسوعية في حلب لوكالة انباء (( شينخوا )) بدمشق اليوم اردنا هذا العام بمناسبة أعياد الميلاد القيام بفكرة تهدف إلى نشر المحبة والسلام بين الناس " .
وأضاف " حلب غاب عنها الفرح لسنوات بسبب المعارك التي كانت مستعرة في السنة الماضية .. واليوم جاء الناس والفرح يملئ قلوبهم كي يعبروا عن سرورهم بعودة الأمان والاستقرار لحلب وكتبوا امنياتهم على قصاصات ورقية ، وقاموا بلصقها على مناطيد هوائية سيتم اطلاقها في السماء ، في مشهد جميل ، يدخل البهجة الى نفوس هؤلاء المشاركين " .
ومن جانبها رأت ألين أن هذه الفكرة رائعة لان الناس كانت تفتقد هذه الأشياء في السنوات الماضية وخاصة أيام الحرب " ، وأضافت " كتبت أمنية دعوت من خلالها أن يعود معظم الناس الذين غادروا حلب إلى بلدان مجاورة " .
أما كارولين قالت إن " هذه المبادرة جديدة ونحن جدا مسرورين بهذه الجمعة لأننا متعطشين لمثل هكذا اجتماعات وافراح " .
وقال جورج وهو يحمل بيده الأمنية التي كتبها على قصاصة ورقية صفراء اللون لوكالة (( شينخوا )) إن" العيد هذه السنة هو عيدين عيد الميلاد الذي له طابع خاص في نفوسنا ، والعيد الاخر هو الذكرى السنوية الأولى لتحرير حلب من الإرهاب " .
وأضاف إن " الفرح في حلب هذه الأيام لا يوصف .. فالكل مسرور ويمشي دون خوف " ، مشيرا إلى أن العام الماضي كانت الاحتفال ممزوج بالالم ، وكانت على وقع المعارك وسقوط القذائف .
وقالت ريما كبابه وهي ترتدي قعبة بابا نويل حمراء اللون على رأسها " نحن فرحين جدا لأننا اليوم نحتفل بعيد الميلاد الذي يجمع الناس كلها في مكان واحد وخصوصا هذه السنة فلها نكهة خاصة لانها تزامنت مع تحرير حلب من الإرهاب " .
وانطلقت المناطيد في الهواء ، بعد اشعال شعلة من النار بداخلها ، وعلت معها الصيحات والتصفيق كلما ارتفعت ، بمشهد رائع ، آملين أن تحقق امنياتهم التي حملتها تلك المناطيد وحلقت بها في الفضاء البعيد .