بكين 7 يوليو 2021 (شينخوا) "في كل زيارة لنا للصين كنا نرى شيئا جديدا، مبان جديدة، وشوارع جديدة، ومظاهر نهضة جديدة"، هكذا قال بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، الذي زار الصين مرات عدة مع وفود من حزبه، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بالفيديو مؤخرا بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

وذكر الصالحي أن الحزب الشيوعي الصيني قاد الشعب الصيني إلى تحقيق تطور هائل، مشيرا إلى أن "من يغب عن الصين لعدة أشهر أو حتى لسنة يمكن أن يرى الفروقات في التطور الذي تشهده الصين"، حيث رأى أن الصين تمكنت في فترة قياسية من تنفيذ خطط التنمية التي وضعتها لنفسها وخلق نموذج للتطور.

فقد اكتسب الصالحي فهما مباشرا وعميقا للصين والحزب الشيوعي الصيني من خلال زياراته للصين ومتابعته المستمرة لها، حيث أوضح أن الحزب الشيوعي الصيني هو حزب سياسي يتمتع بتاريخ عريق ويلتزم بتنفيذ خطط التنمية ويتفانى في خدمة الشعب ويتطور دائما ويبتكر الأفكار ويجمع بين الماركسية والاشتراكية بما يتلائم مع الظروف الفعلية للصين، كما يتمسك بأن "الماركسية ليست شيئا جامدا وإنما شيء يتطور مع الواقع ويرتبط بالظروف". وأثنى الصالحي على فكرة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية حيث قال إنها "أحد مزايا الإبداع في فكر الحزب الشيوعي الصيني".

وخلال زياراته للصين، التقى الصالحي العديد من مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني والمسؤولين الحكوميين وتركت هذه اللقاءات في نفسه انطباعا عميقا واستطاع أن يلحظ من خلالها أن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية يوليان اهتماما كبيرا بالتخطيط الشامل للمستقبل، ولفت إلى أن هذا التخطيط لا يهتم فقط بالمدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي، وإنما يتضمن أيضا "خططا داعمة على مستوى المقاطعات الكبرى للمقاطعات الأقل تطورا". وأبدى إعجابه بهذا العمل وبمدى عزيمة والتزام أعضاء الحزب الشيوعي الصيني تجاه تنفيذ هذه الخطط.

ورأى السياسي الفلسطيني أن مسار التنمية في الصين فريد للغاية، حيث ذكر في هذا الصدد أن الصين أثبتت نفسها من ناحية التنمية الهائلة التي حققتها على صعيد الاقتصاد والمجتمع المحليين و"أحدثت تطورا هائلا في المفاهيم الاقتصادية على المستوى العالمي". كما ألمح إلى أن "النهضة في الصين هي نهضة طورت الشعب الصيني، والاقتصاد الصيني، والعالم بأسره".

وترك نموذج التنمية الحضرية الذي تمثله مدينة شنتشن بجنوب الصين انطباعا عميقا لدى الصالحي، حيث قال إن التطور الكبير الذي شهدته هذه المدينة يمثل نموذجا مصغرا للتطور الحاصل في الصين ويقدم رسالة مفادها أن الصين تستطيع أن تتطور بشكل كبير على صعيد الاقتصاد والانفتاح وجميع الأصعدة الأخرى.

ووصف أوجه التقدم التي تشهدها الصين في جميع المجالات بالمعجزة، قائلا إن "المعجزة الصينية هي قصة نجاح في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للعالم...ولا يمكن أن تكون عابرة في تاريخ البشرية"، مبينا في نفس السياق أن التجربة الصينية على صعيد التنمية الاقتصادية تقدم تجربة جديدة يمكن أن تستفيد منها بلدان العالم.

وقد أصبح كتاب "شي جين بينغ: حول الحكم والإدارة" نافذة يستطيع من خلالها الصالحي أن يزيد من فهمه ودراسته للصين، حيث أشار إلى أن "هذا الكتاب مهم جدا ومفيد داخل الصين وخارجها لأنه يشرح الفلسفة التي يعمل بها الحزب الشيوعي الصيني سواء من حيث التجربة الماضية (تجربته الممتدة على مدى 100 عام منذ تأسيسه) أو من حيث النظر إلى المستقبل".

وأضاف أنه من المسائل الملموسة التي يمكن الاستفادة منها من هذا الكتاب هي رؤيته تجاه ضرورة أن يكون مستقبل البشرية بالتعاون،"عالم يستطيع أن يمضي إلى الأمام بالتعاون الاقتصادي" للتغلب على الصعوبات والمشكلات المشتركة التي تواجه البشرية، كما سلط الضوء على أن العديد من الآراء في الكتاب أثارت إعجابه، ومنها مفهوم الحزب الشيوعي الصيني المتمحور حول الشعب، ومفهوم تعزيز التعاون ونبذ الصراع، وفكرة دفع وتطوير الاقتصاد العالمي من خلال مبادرة الحزام والطريق.

ولدى حديثه عن مبادرة الحزام والطريق، ذكر الصالحي أن هذه المبادرة تحمل معها المزيد من فرص التنمية للدول المجاورة للصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق، وتوفر فرصا قيمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في تلك الدول، مشيرا إلى أن نجاح الصين يقدم بلا شك مثالا يحتذى به في العالم.

وعبر عن تطلعه إلى أن تكون هناك في المستقبل ترجمات لتجربة الصين المتقدمة وأفكارها النظرية في الإدارة والاقتصاد والصناعة وغيرها من المجالات إلى لغات مختلفة "بحيث تكون هناك فائدة أكبر من هذه التجربة".

وبمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، قال الصالحي إن الحزب الشيوعي الصيني قاد الشعب الصيني لتحقيق العديد من الإنجازات العظيمة ويزيد الآن من إسهاماته التي لم تعد تقتصر على السعي لتحقيق سعادة ورفاه الشعب الصيني فحسب وإنما تهتم بالعالم بأسره وبالعمل على تعزيز بناء مستقبل أفضل للبشرية، معربا عن تمنياته بأن يستمر الحزب الشيوعي الصيني في نجاحاته وفي تقدمه إلى الأمام.