البقاع (شرق لبنان) 7 يناير 2015 (شينخوا) تعاني مخيمات النازحين السوريين في لبنان من جراء العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان حاليا والتي أدت إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة وإلى سيول وثلوج.
العاصفة القطبية التي أطلق عليها هنا اسم (زينا) تسبب بها منخفض جوي يسيطر على منطقة شرق البحر الابيض المتوسط أدت ثلوجها إلى قطع الطرق في مختلف المناطق التي ترتفع 700 متر عن سطح البحر موقعة أضرارا في شبكات الكهرباء والمياه والانترنت وحوادث سير وتزحلق واقتلاع أشجار أوقعت عددا من الجرحى.
وتتوقع الارصاد الجوية استمرار الطقس العاصف والأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة وتساقط الثلوج لتلامس المناطق التي ترتفع 400 عن سطح البحر، إضافة إلى تدني درجات الحرارة بشكل كبير.
وقد داهمت العاصفة المخيمات العشوائية التي أقيمت معظمها على أرض زراعية فأدت الرياح العاتية إلى تمزيق الخيم التي اجتاحت مياه السيول والأمطار عددا منها مما أدى يوم أمس (الثلاثاء) إلى وفاة الطفلة السورية هبة عبد الغني (10 أعوام) جراء الصقيع والبرد في مخيم للنازحين في منطقة البقاع الأوسط بشرق البلاد.
ويقول النازح من (ريف ادلب) عبد الرحمن العلي لوكالة أنباء (شينخوا) "العاصفة قوية ويمكن أن تكون قاتلة، ويضيف أنه خلال محاولته إزالة الثلوج التي تراكمت فوق خيمته الهزيلة في سهل (غزة) في البقاع الغربي "خشى أن تهدم الثلوج سقف الخيمة فيسقط فوق اطفالي السبعة الذين يرتعشون من البرد القارس، بعدما تدنت درجة الحرارة إلى ما بين 2و4 تحت الصفر".
ويؤكد العلي "بتنا في خوف حقيقي من تداعيات العاصفة في هذا النزوح الذي انهكنا حقا".
بدورها تقول النازحة حليمة أبو السعود من (ريف دمشق) "كأن كل المآسي التي تضربنا غير كافية ، حتى تأتينا العاصفة برياح عاتية وبرد وثلوج غمرت كل شيء وسدت علينا كل المنافذ وتهددنا في خيمنا".
وتتابع "المرض يحاصرنا والبرد يهاجمنا والثلج يمكن أن يدمر خيمنا وحياتنا وليس بمقدورنا مواجهته، إننا في الطريق إلى الهاوية".
من جهتها تبدو شادية العظيمي في حال أفضل من غيرها، حيث لديها مدفأة وحطبا يكفيها للتدفئة على مدى يومين وتقول "أمضيت وأطفالي الخمسة وقتا طويلا خلال الأسابيع الماضية أجمع الحطب من الحقول".
وتتابع " رغم الدفء المتوافر في خيمتي أخشى أن يقتلعها غضب العاصفة فالرياح العاتية تهز الخيمة".
وتشير إلى أن "الرياح اسقطت بعض الخيم في مخيمنا، كما احدثت ثقوب وفجوات في أخرى فتسربت مياه الأمطار إلى داخلها".
وتؤكد أنه "اذا استمرت الأحوال الجوية العاصفة لفترة أطول فعلينا التفتيش عن مكان أكثر امانا ".
أما النازح عبد الحميد أبو لطيق من (حلب) فيشكو بمرارة من نفاد كمية مازوت التدفئة التي قدمتها له الأمم المتحدة خلال الأسبوع الماضي، مضيفا أن "الحطب مفقود من محيط مخيمنا بعدما تهافت النازحين على جمعه أيام الصحو."
ويوضح أن "البرد الذي يضربنا يهدد أطفالنا بموجه قاسية من الأمراض الصدرية خاصة وأن الملابس داخل الخيمة تبللت بمياه الأمطار".
ويؤكد "كنا قد طلبنا من الجهات المانحة منذ أسابيع تزويدنا بشوادر بلاستيكية لحماية الخيم،لكنهم رفضوا بحجة النقص في التمويل علما أننا في وضع صعب والحاجة باتت قاتلة وما من مستجيب".
من جانبها تعبر النازحة ام حسن سميرة النعيمي عن حيرتها من كيفية توفير الحليب لطفلها الرضيع الذي لا يتجاوز الشهر التاسع من عمره وتقول أن مالديها منه يكفي ليومين فقط في حين أن لامال لديها.
وتشير إلى أن "المشكلة الأكبر هي في عشرات الأطفال المرضى من البرد ، إذ لا يوجد طبيب في المخيم والدواء غير متوفر، فهل نترك أطفالنا يموتون أمامنا".
بدورها تصرخ ردينا الغضبان من (ادلب) "هربنا من عاصفة الحرب لنقع ضحية عاصفة الثلج".
وتتابع "نجونا من القنابل والرصاص، لنجد غضب الطبيعة ينتظرنا فلا التدفئة ولا الطعام ولا العلاج مؤمن ،والخيم باتت بؤرا تحوي المياه والأمراض والصراخ والأنين".
وتضيف بحرقة "الموت من الصقيع والجوع يهددنا وصراخ الأطفال يتقاطع مع دوي الرعد والكل يتألم بتنا نشحذ اللقمة ونفتش بين النفايات عن مانأكله او ما نشعل به المدفأة".
من جهتها تقول النازحة صالحة غبيرة وهي تشير إلى فراش بللته مياه الأمطار و الرطوبة "أطفالي ينامون هنا وهكذا وضع يكفي لقتل رجل بريعان شبابه، فكيف سيتحمل ذلك الأطفال."
وتضيف غبيرة "الأجساد تعبت والنفسيات في الحضيض، والسوري يعاني في نزوحه وفي ارضه الأم بشكل بات فيه الموت الوسيلة الفضلى للتخلص من الالام ".
يذكرأنه يوجد حاليا في لبنان 1400 مخيم عشوائي موزعة في مختلف المناطق اللبنانية وتضم 18 في المئة من النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية.
ويبلغ عدد النازحين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان قرابة 1,2 مليون شخص عدا عن السوريين المتواجدين في البلاد من دون تسجيل.
ويشكل الأطفال والنساء 4 من كل 5 نازحين ، ويعاني معظمهم من صعوبة في تلبية إحتياجات البقاء الأساسية الخاصة بهم في ضوء عجز لبنان عن تلبية احتياجاتهم وتقلص تقديمات الدول المانحة للمؤسسات الدولية الراعية.