الجزائر 10 مارس 2015 (شينخوا) افتتحت اليوم (الثلاثاء) بالعاصمة الجزائر أعمال الحوار الوطني الليبي بحضور 20 من القادة السياسيين والأحزاب والشخصيات الليبية الفاعلة برعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي والذي يهدف للوصول إلى حل سياسي للأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ العام 2011.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا ليون برناردينو في كلمة الإفتتاح "إن الحوار بين الليبيين ذو أهمية قصوى وعلى القادة السياسيين في ليبيا أن يوجهوا الآخرين لبلوغ نقطة الوصول"، مؤكدا أن "كل الحاضرين اليوم في الجزائر يسعون لبناء ليبيا ديمقراطية لا إرهاب فيها".
وأوضح أن الأطراف الليبية بمختلف توجهاتها "يجب أن تلعب دورا لبناء النظام السياسي الديمقراطي الليبي من أجل تنظيم الحياة السياسية في البلاد".
وأضاف "اليوم نبعث برسالة وحدة وتشجيع للأطراف الليبية ونحن هنا لدعم الحوار ويجب القبول بمنطق المفاوضات والحوار".
وحذر برناردينو من أن "استمرار الإقتتال واستهداف طرابلس بالطائرات يعقد من الحوار والمفاوضات"، مشددا على أن "الحل العسكري مستحيل في ليبيا والحل هو الحوار".
واعتبر أن "الحاضرين هنا يتقاسمون شعور التوحد ضد خطر الإرهاب الذي يهدد ليبيا".
وقال "نحن ننتظر كثيرا من اجتماع (الجزائر) ... والأمم المتحدة تلعب دور المسهل وتشجع الحوار وهو مسار غير مرتبط بوقت معين".
وأعرب المبعوث الدولي عن قناعته بأن "تجربتكم ستسمح لكم بالتعاون من خلال الحوار"، مؤكدا أن الأمر يتعلق قبل كل شيء بـ "مسار بين الليبيين أنفسهم قبل كل شيء".
من جانبه، أشاد الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشئون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في كلمة له "بالجهود التي تبذلها الأطراف الليبية لإيجاد حل سلمي للأزمة".
وقال "عن وجودكم (في الجزائر) دليل قاطع على تصميمكم للمضي قدما نحو توافق كامل للعبور بليبيا إلى بر الأمان".
وحيا مساهل جهود برناردينو التي تهدف للوصول إلى "حكومة وحدة وطنية" في ليبيا، مجددا دعم بلاده لهذه الجهود.
وأكد أن الجزائر "لم تكن لتبقى مكتوفة الأيدي والأشقاء يكتوون بنار الفتنة والإقتتال ويواجهون تهديدا لوحدتهم الترابية".
وشدد على أن "الجزائر لن تدخر أي جهد في السعي لتجاوز الأزمة".
واعتبر أن "التطورات الأخيرة والتهديدات الأمنية وما تطرحه من تحديات تحتم علينا جميعا وبخاصة الليبيين التنسيق لمواجهة ذلك" مؤكدا أن "اجتماع الجزائر يندرج ضمن هذا الإطار".
ودعا مساهل إلى "تخطي الصعاب"، قائلا "نحن على يقين بأن حل الأزمة في يد الليبيين وواجبنا هو مساعدتهم والحل يختاروه بكل سيادة".
وأضاف "نحن متأكدون من أن أشقاءنا بمختلف التوجهات لهم الحكمة والشجاعة والوعي بأنهم على موعد جديد ليبرهنوا اليد في اليد بأنهم هنا لبناء دولة ليبية جديدة يتوق لها كل الليبيين".
واعتبر مساهل أن "مسار الحل السلمي للأزمة يتطلب إضافة إلى الإرادة المزيد من الصبر والمثابرة والصدق لما تمليه تعقيدات وخطورة الأزمة"، مشيرا إلى أن "اجتماع الجزائر هو محطة انتقال واعدة".
وأكد للحاضرين أنهم "سيجدون في الجزائر كل الدعم من أجل التوافق الوطني بين الليبيين".
يشار إلى أن جولة الحوار بين الأطراف الليبية تجري حاليا في جلسة مغلقة على أن تتوج ببيان ختامي لاحقا.
ويشارك في الحوار 20 شخصية سياسية ليبية، منهم رئيس حزب (الوطن) عبد الحكيم بلحاج ورئيس حزب (العدالة والبناء) محمد صوان وعبد الله الرفادي وأبو جلة سيف النصر وجمعة الأسطة ممثلا لمحمود جبريل الغائب، وجمعة أحمد العيتقة وجمعة القماطي وعبد الحفيظ شوقة وفوزي الصغري وربيع شريّر، وهشام الوندي ورمضان خالد وناسك شتوان وحافظ هدور وعثمان الرعيش وأحمد الرويسي ومحمد الهوني ومبروكة الشريف بالإضافة إلى سفراء دول جوار ليبيا.
وصرح القيادي في حزب (العدالة والبناء) رمضان خالد لمراسل وكالة أنباء (شينخوا) بأن "الحوار المنعقد في الجزائر ليس فيه خطوط حمراء"، مشيرا إلى أن كل الأطراف المختلفة حضرت اجتماع الجزائر "ما عدا القليل".
ولفت إلى أن أطرافا حضرت بتمثيل عالي المستوى وأطراف أخرى حضرت "بتمثيل منخفض" على غرار تحالف القوى الوطنية الذي يقوده محمود جبريل الذي يمثله في الحوار ثلاثة مساعدين له.