بقلم/ عماد الأزرق
شرم الشيخ، مصر 14 مارس 2015 (شينخوا) وقع وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي، ورئيس شركة (إعمار) العقارية الإماراتية محمد العبار اليوم (السبت)، على عقد مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر،، باعتبارها ضرورة ملحة لانقاذ القاهرة التي وصل عدد سكانها إلى 20 مليون نسمة.
وشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مراسم توقيع العقد.
وتفقد السيسي وبن راشد معرض العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، والذي يتضمن ماكيت ومجسمات ومخططات العاصمة الجديدة، وذلك على هامش مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد.. مصر المستقبل" المنعقد حاليا بشرم الشيخ.
وخلال استماعه لعرض من رئيس شركة إعمار المنفذة للمشروع عن مخطط اقامة المدينة، رفض السيسي ما ذكره محمد العبار من أن تنفيذ المشروع خلال 10 سنوات، مطالبا بأن يتم الانتهاء من تنفيذها خلال 5 سنوات فقط متعهدا بتقديم المساعدات اللازمة لانجاز ذلك.
وتتكلف العاصمة الجديدة نحو 45 مليار دولار، وهو بمثابة مركز جديد يضم أماكن (قصر الرئاسة والبرلمان والحكومة وحى دبلوماسى على أعلى مستوى)على مساحة 1500 فدان.
وحرص المخططون المصريون على أن تكون مكونات العاصمة الجديدة أضعاف مثيلاتها في عدد من عواصم العالم.
يقول الدكتور مصطفى مدبولى وزير الاسكان، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العاصمة الادارية الجديدة تبلغ مساحتها حوالي 700 كيلو متر مربع أي ما يعادل مساحة سنغافورة وأكبر من العاصمة الفرنسية 7 مرات، و12 مرة ضعف منهاتن.
وأضاف مدبولي إن مطار العاصمة الجديدة سيتم انشاؤه على مساحة 16 كيلو مترا وتعادل 1.3 مرة مساحة مطار هيثرو في لندن، ومساحة المنطقة الحكومية أكبر 3 مرات من مساحة حى السفارات في برلين.
وأوضح أن مساحة حديقة العاصمة، تبلغ 8 كيلو مترات، أكبر مرتين ونصف من الحديقة المركزية في نيويورك و6 مرات حديقة هايد بارك في لندن.
وأشار إلى أن مساحة المدينة الترفيهية في المشروع أكبر 3.5 مرة من (يونيفيرسال ستوديوز)، كما أن مساحة منطقة الأعمال المركزية أكبر 1.5 من منطقة الأعمال في شيكاغو.
وكان وزير الإسكان المصري قد أعلن مساء أمس (الجمعة)، خلال مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصرى: مصر المستقبل"، عن تدشين العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، التى ستقع شرق الطريق الدائرى الإقليمى فى المساحة المحصورة بين طريق السويس وطريق العين السخنة فى موقع وسط بين قلب القاهرة القديمة، ومنطقة قناة السويس.
وأكد مدبولى أن مشروع العاصمة الجديدة سيتم تنفيذه بالكامل بأيدى المصريين، لينضم إلى قائمة المشروعات العملاقة التى دشنتها مصر أخيرا، وأنه سيلعب دورا مهمًا جدًا فى جذب الاستثمارات العربية والدولية، ويأخذ بفكر الاستدامة فى عملية التنمية بأحدث النظم العالمية.
وقال إن التخطيط للعاصمة الجديدة تم بصورة علمية، فى ظل توقعات تضاعف عدد سكان القاهرة خلال الـ 40 سنة المقبلة، مضيفا إن "العاصمة الجديدة نتاج لتخطيط علمى وضعه أكبر خبراء التخطيط".
وأضاف إن هذا المخطط الاستراتيجى حدد المدن الجديدة المفترض إنشاؤها كالعلمين، وقناة السويس، وتوشكى، وشبكة الطرق، ومشروع المليون فدان، وقال "نعمل على مضاعفة المعمور المصرى لـ 12 في المائة، ومن هنا كانت فكرة اختيارنا للعاصمة الجديدة، والتي ستقع شرق الطريق الدائرى الإقليمى فى المساحة المحصورة بين طريق السويس وطريق العين السخنة فى موقع وسيط بين قلب القاهرة القديمة، ومنطقة قناة السويس".
وأوضح مدبولي خلال كلمته بالمؤتمر الاقتصادى، أن العاصمة الجديدة تتكلف 45 مليار دولار، وبناؤها يستغرق من 5 إلى 7 سنوات وهو بمثابة مركز جديد يضم أماكن (قصر الرئاسة والبرلمان والحكومة وحى دبلوماسى على أعلى مستوى) على مساحة 1500 فدان.
وأضاف أن المشروع سيضم حديقة كبيرة جدًا تمثل أكبر حديقة على مستوى العالم، ترمز إلى حداثة مصر فى المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى أنه سيتم إنشاء منطقة للتكنولوجيا والابتكار تضم مجموعة من الجامعات على أعلى مستوى، فضلاً عن مصانع "سوفت وير" لتكنولوجيا المعلومات والتى ستخدم الاقتصاد المصرى وأيضًا مركزًا للتجارب.
واشار إلى "إن تخطيط العاصمة الإدارية الجديدة مأخوذ من مناطق وسط المدينة مثل قصر النيل ومصر الجديدة إلى جانب العواصم العالمية التى تجمع بين التاريخ والحداثة، وقررنا عمل عاصمة عالمية على أعلى مستوى تضم جميع فئات المجتمع المصرى وبخاصة الشباب ومحدودى ومتوسطى الدخل".
ونوه إلى أن الشكل العام للعاصمة سيكون مناطق خضراء ترتبط بمراكز النمو فى المحافظات من خلال شبكة من وسائل النقل، مشيرًا إلى أنه مع اكتمال المدينة ستبلغ 160 ألف فدان تستوعب ملايين من سكان القاهرة الكبرى.
وأكد أن "حجم التنمية فى هذه المدينة يتمثل فى 700 كيلو متر مربع وبعد إخراج الأودية والمناطق الجبلية ستكون 460 كيلومترًا مربعًا هى مساحة المنطقة العمرانية فى هذه المدينة، 25 حيًا سكنيًا مع اكتمال نموها، 10 آلاف كيلو متر من الطرق، و1.7 مليون فرصة عمل دائمة، أكبر حديقة على مستوى العالم، ومطار دولى جديد وحديقة ترفيهية 4 أضعاف مدينة "ديزنى لاند"، وبناء مليون و100 ألف وحدة سكنية و40 ألف غرفة فندقية، وسنعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة".
وقال مدبولي إن العاصمة الجديدة التي من المخطط أن تكون في حجم سنغافورة ستضم مقار حكومية وبعثات دبلوماسية ووحدات سكنية في المنطقة الواقعة بين القاهرة ومدينة السويس والعين السخنة.
ويرى المهندس الاستشاري الدكتور حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن انشاء عاصمة جديدة لمصر ضرورة ملحة للغاية بعد اصبحت الحياة تستعصي فيها على أهلها نزرا للازدحام الشديد، وعدم قدرة العاصمة على استيعاب أية توسعات جديدة.
وأضاف صبور لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الحكومة ارتأت مع ذلك الوضع المستعصى على الحل أن تقوم ببناء العاصمة الجديدة ونقل المباني الحكومية والادارية إليها لتخفيف العبء عن القاهرة.
وأوضح أن العاصمة الجديدة ليست ببعيدة عن القاهرة، لافتا إلى أن المسافة مابين مدينة القاهرة الجديدة والعاصمة الجديدة المزمع انشائها 12 كم فقط.
وأشار إلى العاصمة الجديدة تم تخطيطها على أعلى المستويات العالمية، لتتفوق على الكثير من العواصم العالمية الكبرى.
ونوه بأن هذه ليست المحاولة الأولى لتفريغ القاهرة من المباني الحكومية والادارية، مشيرا إلى أنه هو من قام بالتخطيط لمدينة السادات، التي كانت الدولة تعتزم نقل عدد من الوزارات اليها.
يشار إلى أن أحمد نظيف أخر رئيس حكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك كان قد طرح تفكير الحكومة وقتها في نقل العاصمة بعيدا عن القاهرة غير أن مبارك في ذلك الوقت رفض ذلك الأمر.
وتعد القاهرة من أكثر عواصم العالم ازدحاما، وتلوثا، وفشلت كل الحلول المروية بما في ذلك إنشاء ثلاثة خطوط لمترو الانفاق في احتواء الزحام المتزايد، أو تخفيف حدة الزحام.