بكين 8 مايو 2015 (شينخوا) يمر اليوم سبعين عاما على توقيع ألمانيا النازية على اتفاق استسلام غير مشروط كان من شأنه أن ينهي الصراع الأوروبي الذي دار إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي هذه اللحظة الخاصة، يتعين على جميع الشعوب المحبة للسلام حول العالم تذكر التاريخ وحماية النظام العالمي وفي القلب منه الأمم المتحدة فيما تعزز السلام والتنمية العالميين في ظل العالم المعاصر.
ويعد العام الجاري عاما ذا أهمية تاريخية خاصة حيث أنه يمثل الذكرى الـ70 للنصر في الحرب العالمية ضد الفاشية وحرب المقاومة التي خاضها الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، فضلا عن تأسيس الأمم المتحدة.
فقبل سبعين عاما، شكلت حروب العدوان البربرية التي شنها الفاشيون الألمان والعسكريون اليابانيون "صفحة سوداء" في التاريخ الإنساني حيث غرقت أكثر من 80 دولة ومناطق وحوالي ملياري شخص في آسيا وأوروبا وأفريقيا والمنطقة الأوقيانوسية في نيران الحرب وعانت من كارثة مفجعة.
وقدمت الصين، باعتبارها ساحة قتال رئيسية في آسيا، إسهامات لا تمحى للحرب ضد الفاشية حيث صدت العدوان الياباني بثمن باهظ تضمن سقوط 35 مليون ضحية، وهو ما دعم جهود الحرب التي شنتها القوى المتحالفة في ساحات القتال في أوروبا والباسيفيك.
وبنتيجة النصر التي خرجت بها الحرب العالمية الثانية، ضمن النظام العالمي وفي القلب منه الأمم المتحدة السلام والتنمية العالميين خلال السنوات السبعين الماضية التي أعقبت الحرب، وينبغي الحرص عليهما وحمايتهما.
ولا يزال إعلان القاهرة الذي صدر في أول ديسمبر عام 1943 عن الصين والولايات المتحدة وبريطانيا يمثل حجر زاوية لتشكيل النظام في شرق آسيا فيما بعد الحرب. وبالمثل إعلان بوتسدام.
وإن أي محاولة لتحدى النظام العالمي القائم على أساس هاتين الوثيقتين مآله الفشل.
ورغم أن العالم يشهد في الوقت الراهن تغييرات معقدة وعميقة ، إلا أن طبيعة الحرب العالمية الثانية والأهمية التاريخية للنصر فيها واللتين أدرجتا في ميثاق الأمم المتحدة وغيره من الوثائق الدولية غير قابلتين للجدل على الإطلاق ولا يسمح بالعبث بهما
بيد أن الحكومة اليابانية تحت قيادة رئيس الوزراء شينزو آبي لم تواجه التاريخ الذي ارتكبت فيه البلاد جرائم حرب منهجية شنيعة قبل سبعة عقود، فيما مازالت تلعب لعبة تهرب مخزية تجاه تاريخ الحرب.
وفي الآونة الأخيرة، أعرب آبي في الكونغرس الأمريكي عن "خالص ندمه" على "الأعمال" التي ارتكبتها اليابان قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها و"ألحقت معاناة" بدول آسيوية أخرى، مواصلا التخفيف من حدة الأعمال الوحشية التي ارتكبت في زمن الحرب.
إن الزعيم ذو النزعة القومية المتزايدة الحدة مدين بتقديم اعتذار مخلص للدول الأسيوية المجاورة التي سقطت ضحية للعدوان الوحشي والحكم الاستعماري لهذه الدول الفاشية الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي وقت يحتفل فيه العالم بالذكرى الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، ينبغي على آبي أن يلتزم الحذر قولا وفعلا وعليه حقه اغتنام الفرصة الذهبية للتواصل مع جيرانه بشرف وكرامة.
إن نسيان الوسائل التي انتهجت في الماضي لخيانة التاريخ والعبث به تعنى بداية إتباع نفس الطريق الكارثي.
وينبغي على جميع الدول والشعوب المحبة للسلام الحرص على السلام الدائم صعب المنال والحفاظ على أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه والدفع قدما من أجل إقامة نمط جديد للعلاقات الدولية يتمحور حول التعاون القائم على الكسب المتكافئ.