عمان 21 مايو 2015 (شينخوا) بدأت في منتجع البحر الميت (55 كلم) غرب عمان اليوم (الخميس) فعاليات أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السادس عشر تحت شعار "إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص" لمدة ثلاثة أيام.
وحسب بيان للمنتدى، سيتم مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والعالمية والدور الأردني المؤثر في هذه القضايا.
وسيجمع المنتدى هذا العام أكثر من 900 من قادة الأعمال والسياسيين وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية من أكثر من 50 بلدا.
ومن المقرر أن يبحث المشاركون في المنتدى الإقليمي، الذي ينظم بشراكة وتعاون بين المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، العديد من المواضيع التي تهم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة التعليم وتشغيل الشباب.
وقال رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية عماد فاخوري لوكالة أنباء (شينخوا) فإن المنتدى، الذي سيحضر افتتاحه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، يوفر فرصة لتجمع صناع القرار في مختلف القطاعات ومناقشة القضايا التي ستحدد مستقبل المنطقة.
وأضاف إن الزعماء والقادة سيجتمعون لتحديد مسارات للتعاون من أجل الدفع بعجلة النمو والتنسيق، وذلك في سياق تحديات الصراع الإقليمي ومن ابرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصل في وقت سابق اليوم والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريز ونائب الرئيس العراقي اياد علاوي ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني.
وقال فاخوري إن هذا الاجتماع سيوفر أرضية للتفكير والبحث والمناقشة مع كافة الشركاء من حكماء ورجال وسيدات أعمال ومؤسسات المجتمع المدني بشأن السياسات الدولية الاقتصادية وخطط الإصلاح التي تساهم في تحقيق النتائج الإيجابية التي تهم المنطقة في ما يتعلق بقضايا التشغيل والريادة والتعليم مع التركيز على التحديات التي تواجه الشباب.
وأشار إلى أن انعقاد المنتدى في البحر الميت يأتي بعد فترة وجيزة من إطلاق "رؤية الأردن 2025"، مما يشكل فرصة بالنسبة للأردن لتسليط الضوء على خارطته الاقتصادية المستقبلية حيث سيتضمن المنتدى جلسة عن الأردن بعنوان "الأردن انطلاقة متجددة".
وأضاف إن تخصيص جلسة حول الأردن ستكون فرصة لتسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة، حيث سيليها تجمع لإعلان عدد من المشروعات، وتوقيع عدد من الاتفاقيات، من قبل الوزارات والمؤسسات الوطنية المختصة ما يوفر محاولة لتسليط الضوء على إمكانات الأردن الاقتصادية.
وقال إن أبرز القطاعات المشاركة في مناقشات المنتدى، مجتمع الأعمال ودوره في النهوض في التنمية في المنطقة، وذلك بوجود شركات مهمة من قطاع خدمات البنية التحتية وخدمات الرعاية الصحية وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والطاقة والسياحة والتنمية الحضرية.
من جهته، قال مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي ميروسلاف دوتشيك، في تصريح سابق، إن "صحة الاقتصاد المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ترتبط، بشكل معقد، بالوضع الأمني للمنطقة، والعكس صحيح".
وأكد أنه يمكن النجاح في بناء مستقبل آمن ومزهر للمنطقة من خلال التصدي لتحديات النمو الشامل والبنية التحتية ورأس المال البشري ومساعدة الأعداد الكبيرة من النازحين.
ويأمل الأردن أن يتم، خلال أعمال المنتدى حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تسليط الضوء على الأعباء التي يتحملها جراء تبعات الأزمة السورية وعرض التحديات التي يواجهها نتيجة الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين إلى المملكة، وذلك من أجل إيجاد الحلول والتفكير في طرق زيادة المساعدات والشراكات بين القطاعين العام والخاص ومع مؤسسات المجتمع المدني لتمكين المملكة من مواجهة هذه التحديات.
كما ستشهد فعاليات المنتدى، توقيع عدد من الاتفاقيات في قطاعات مختلفة مثل الطاقة والنقل وغيرها من الإعلانات المهمة في قطاعات أخرى؛ حيث يشارك في فعاليات مختلف الوزارات والمؤسسات الوطنية ذات العلاقة بمواضيع المنتدى مثل الطاقة والصناعة والسياحة والنقل والبنى التحتية وتكنولوجيا المعلومات.
وتركز فعاليات المنتدى على 8 أولويات هي الشباب والبطالة، أثر التكنولوجيا على القطاعات المختلفة، الطاقة، التعاون والتكامل الإقليمي، التغيرات الجيوسياسية، التعامل مع الأزمة السورية، ومواجهة التطرف.
ويترأس محاور المنتدى لهذا العام كل من عمر الغانم، الرئيس التنفيذي لصناعات الغانم (الكويت)، وجوردون براون، رئيس مبادرة البنية التحتية الاستراتيجية العالمية ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي وهو عضو في البرلمان ورئيس وزراء المملكة المتحدة للأعوام 2007-2010، وسوما تشاكرابارتي، رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD) (لندن)، وبدور القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وجون رايس، نائب رئيس مجلس إدارة جينرال الكتريكهونج كونج.
ومن المقرر أن تناقش الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) موضوع تمكين الشباب، خلال مشاركتها المرتقبة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويعد المنتدى الاقتصادي العالمي منظمة دولية مستقلة ملتزمة بتحسين أوضاع العالم من خلال دعم التعاون بين القطاعين العام والخاص، وإشراك القادة في شراكات لصياغة أجندة السياسات الإقليمية والدولية، وبما يتماشى مع مفهوم المواطنة العالمية.
ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي مؤتمرا سنويا في دافوس السويسرية وعددا من المؤتمرات الإقليمية الدورية، كما يصدر عن المنتدى مجموعة من المؤشرات الاقتصادية في مجالات التنافسية وبيئة الأعمال والقوى العاملة وأداء الأسواق.
وتعد هذه المرة التاسعة التي يستضيف فيها الأردن أعمال المنتدى حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ كانت منطقة البحر الميت قد استضافت في مايو 2013 دورة للمنتدى، فيما عقد المنتدى أول اجتماع له في المنطقة ذاتها سنة 2003.
ويمثل المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصة لصنّاع القرار في مختلف القطاعات للاجتماع والتحاور حول القضايا الهامة التي تحدد مستقبل الاستقرار والتقدم الاقتصادي في المنطقة.
وتأسس المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1971 كمؤسسة غير ربحية ومقره الرئيسي جنيف، سويسرا، وهو غير مرتبط بأي أهداف سياسية أو حزبية أو قومية، ويتعاون المنتدى بشكل وثيق مع جميع المنظمات الدولية الرائدة.