سنغافورة 31 مايو 2015 (شينخوا) صرح مسؤول عسكري صيني بارز هنا اليوم (الأحد) بأن الصين تفي بمسؤولياتها الدولية في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وخلال الكلمة التي ألقاها في حوار شانغري-لا الرابع عشر قال الأدميرال صن جيان قوه نائب رئيس الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني إن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ودولة كبرى مسؤولة شاركت بشكل فعال في التعاون الأمني الدولي ولعبت دورا متميزا في جهود خلق جوار يتميز بالسلم والاستقرار والرخاء وتوفير خدمات عامة من أجل مواجهة المشكلات والتحديات الدولية.
وقال "قام الجيش الصيني منذ عام 1990 بإرسال أكثر من 30 ألف ظابطا وجنديا للمشاركة في 24 بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة. وفي العام الحالي وللمرة الأولى أرسلت الصين كتيبة مشاة تضم 700 فردا إلى جنوب السودان. وتعد الصين أكبر قوة مساهمة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن".
وأشار إلى أن بناء على قرارات مجلس الأمن أرسلت الصين 20 فريق مهام مكونة من 59 سفينة بحرية إلى خليج عدن والمياه قبالة سواحل الصومال منذ عام 2008 لحماية ما يقرب من 6 آلاف سفينة نصفها ينتمي لدول أجنبية. واستجابة لدعوة مجلس الأمن ومنظمة مكافحة انتشار الأسلحة الكيماوية أنهت سفن البحرية الصينية مهمة حراسة السفن التي قامت بتسليم الأسلحة الكيماوية السورية لتدميرها في عام 2014.
وقال المسؤول العسكري الصيني إن الصين تشارك الدول المتضررة معاناتها وأنها مستعدة لتوفير مساعدة مالية ومادية وأفراد لتلك الدول قدر استطاعتها، وشملت المساعدات التي قدمتها الصين جهود الإغاثة من كارثة الإعصار في الفلبين والبحث عن طائرة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة ومكافحة وباء إيبولا في افريقيا ونقل إمدادت مياه عاجلة إلى المالديف.
وقال صن إن الجيش الصيني قدم مساعدات انسانية عاجلة كلما كان ذلك ضروريا. وخلال عملية إجلاء المواطنين الصينيين من اليمن ساعدت البحرية الصينية في إجلاء 279 شخصا من 15 دولة تشمل باكستان وسريلانكا وألمانيا واليابان وسنغافورة. وعندما تعرضت نيبال لزلزال بقوة 8.1 درجة لم يقم الجيش الصيني فقط بتسليم إمدادات إغاثة وإنما أيضا قام بإرسال فرق طبية وفرق إنقاذ. وحملت السفينة الطبية (بيس ارك) التابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني مساعدات وخدمات طبية للخارج، وساهمت في عمليات إغاثة طبية في 18 دولة وقدمت علاج وأدوية للمحتاجين.
وأضاف "ساهمت الصين بشكل فعال في تطوير التعاون الدفاعي والأمني الثنائي ومتعدد الأطراف من أجل التعاون مع بقية العالم للتعامل مع التهديدات والتحديات الأمنية".
وقال إن حتى الآن أجرى الجيش الصيني أكثر من 100 تدريب عسكري مشترك وشارك في أنشطة تدريبات مع أكثر من 50 دولة. وفي ابريل الماضي عقدت البحريتان الصينية والأمريكية تدريبات مشتركة في بحر الصين الجنوبي. وفي منتصف الشهر الجاري نفذت البحريتان الصينية والروسية تدريبات مشتركة في البحر المتوسط حول حماية خطوط الشحن في المياه المفتوحة. وقبل أيام قليلة أرسلت الصين أفراد للمشاركة في التدريبات الرابعة للإغاثة من الكوارث في ماليزيا. وعلى مدار الأعوام ساعدت الصين في تدريب عشرات الآلاف من الجنود من مختلف الأنواع لأكثر من 130 دولة. كما شاركت الصين أيضا بشكل فعال في مساعدة إزالة الألغام الإنسانية الدولية عن طريق تدريب أفراد فنيين متخصصين من افغانستان والعراق والسودان، وتبرعت بمعدات إزالة ألغام وقدمت مساعدة للدول المعنية.
وأضاف "شاركت الصين بشكل فعال في دفع التنمية الراسخة للنموذج الجديد من العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة وإثراء الروابط الأمنية للشراكة التعاونية والاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا وبناء مجتمع مصير مشترك للصين والآسيان أكثر قربا واتخاذ زمام المبادرة لإطلاق الاجتماعات غير الرسمية لوزراء دفاع الصين والآسيان وإنشاء آليات تشاور أمنية ودفاعية مع 27 دولة والمشاركة بشكل فعال في تبادلات الدفاع متعددة الأطراف في أطر عمل مثل منظمة شانغهاي للتعاون ومنتدى الآسيان الاقليمي واجتماعات وزراء دفاع الآسيان بلس".
وقال إن الصين تلتزم بإنشاء رصداقة وشراكة مع جيرانها وتعزيز المودة والجدية والمنفعة المشتركة والشمولية في جوارها. وحتى الآن أكملت الصين ترسيم الحدود البرية مع 12 من 14 دولة مجاورة وأنشأت حدود بحرية مع فيتنام في خليج بيبو. ووقعت الصين اتفاقيات حسن جوار وصداقة وتعاون مع ثمانية من الدول المجاورة وبدأت مفاوضات حول اتفاقية مماثلة مع الآسيان.
وشدد الأدميرال على أن في التعامل مع النزاعات البحرية مع الدول المجاورة أبقت الصين في الذهن دوما الصورة الكاملة للأمن البحري. وعلى الرغم من الأدلة التاريخية والقانونية الكافية ومطالباتها التي لا جدال فيها بحقوقها ومصالحها، تحلت الصين بأقصى درجات ضبط النفس وقدمت إسهامات إيجابية للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم ككل.
وأضاف المسؤول أن الصين تلتزم بالتنمية السلمية وتطبق سياسة دفاع قومي دفاعية في طبيعتها. وأشار إلى أن وجود صين أقوى وأكثر تطورا سيجلب فرصا هاما ورخاء مشترك وطاقة إيجابية لكافة الدول حول العالم.