جارميش- بارتينكيرشن، ألمانيا 8 يونيو 2015 ( شينخوا) اختتم قادة
دول مجموعة السبع قمتهم التي استمرت ليومين يوم الاثنين بتعهدات بتبني
إجراءات قوية حول قضايا تتراوح من التغير المناخي والتجارة العالمية
إلى الأزمة الأوكرانية ومكافحة الإرهاب.
وأثارت الاتفاقيات التي تحققت على صعيد قضية التغير المناخي
الاهتمام الأكبر، مع التزام دول مجموعة السبع بسد فجوة الدعم المالي
المقدم للدول النامية لمساعدتها على التصدي لمشكلة التغير المناخي،
وتعهدها بإزالة الكربون عالميا خلال هذا القرن.
وفي بيان مشترك صدر بعد القمة التي عقدت في بلدة
جارميش-بارتينكريشن، قال قادة دول وحكومات كندا وفرنسا وألمانيا
وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة إنهم سيسعون إلى تقليص
انبعاث غازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 40 و70 بالمائة بحلول العام
2050 مقارنة بمستويات العام 2010، وطالبوا "كافة الأطراف" بالمشاركة
في هذه المهمة.
وأعلن قادة دول المجموعة أن دولهم ستكافح من أجل تحويل قطاعات
الطاقة الخاصة بها بحلول العام 2050 فضلا عن تطوير سياسات وطنية
منخفضة الكربون.
كما أكدت المجموعة مجددا أنها ستواصل جهودها للوفاء بهدف جمع 100
مليار دولا ر أمريكي سنويا حتى العام 2020 من القطاعين العام والخاص
لمساعدة الدول النامية على التعامل مع التغيرات المناخية.
وحول الصراع في أوكرانيا، الذي كان أيضا موضوعا ساخنا في قمة هذا
العام، أعربت مجموعة السبع عن قلقها إزاء التصعيد الأخير في القتال في
شرق أوكرانيا، وحثت كافة الأطراف على الاحترام التام لوقف إطلاق النار
وتنفيذه وسحب الأسلحة الثقيلة.
كما جدد قادة الدول السبع الصناعية دعمهم الكامل للجهود الرامية
إلى تسوية دبلوماسية للصراع في أوكرانيا وجددوا دعواتهم إلى الاحترام
الكامل لاتفاقيات مينسك الموقعة في فبراير 2015 في العاصمة
البيلاروسية.
ودعوا الحكومة الأوكرانية أيضا إلى "مواصلة بحزم التحول الجوهري
الضروري تماشيا مع التزاماتها مع صندوق النقد الدولي والاتحاد
الأوروبي" وتعهدوا بزيادة الدعم المالي والتقني لجهود الإصلاح
الأوكرانية.
وبالنسبة لسياسة العقوبات، قالت مجموعة السبع إن هذه العقوبات
مرتبطة "بالتنفيذ الكامل لاتفاقيات مينسك واحترام سيادة أوكرانيا"،
محذرة من فرض تدابير مقيدة جديدة إذا اقتضى الأمر.
وفي حديثه إلى الصحفيين بعد انتهاء القمة، قال الرئيس الأمريكي
باراك اوباما إن القمة تطرقت إلى ماهية الخطوات التي يمكن أن تتخذ في
حالة تصعيد الوضع في أوكرانيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أمل قادة
مجموعة السبع في حل النزاع في البلاد بدون فرض المزيد من
العقوبات.
وحول المجال التقليدي للقمة والمتعلق بالقضايا الاقتصادية، رحبت
الدول السبع بالتقدم المحرز في المفاوضات التجارية الرئيسية الجارية،
بما في ذلك شراكة التجارة والاستثمار عبر ضفتي الأطلنطي بين الاتحاد
الأوروبي والولايات المتحدة.
وقالت في بيان مشترك "إننا سنسرع على الفور العمل على كافة القضايا
المتعلقة بشراكة التجارة والاستثمار عبر ضفتي الأطلنطي، وضمان التقدم
في كافة عناصر المفاوضات، بهدف التوصل إلى تفاهمات بشأن مسودة اتفاق
في أسرع وقت ممكن، ويفضل أن يكون ذلك بنهاية هذا العام".
كما تعهد قادة مجموعة السبع بالمساعدة في تحسين ظروف العمل
والحماية البيئية في سلاسل الإمداد العالمية.
وفي هذا الصدد، أعربوا عن دعمهم لإنشاء صندوق عالمي بهدف الوقاية
والحد من الحوادث والإصابات الخطيرة المرتبطة بأماكن العمل من خلال
تعزيز الأطر العامة وإرساء ممارسات مستدامة في مجال الأعمال.
وبخصوص الإرهاب، قال قادة المجموعة إن مكافحة الإرهاب وتمويل
الإرهابيين تشكل أولوية رئيسية لمجموعة السبع وإنها ستواصل جهودها
المنسقة في هذا المجال.
وأكد قادة المجموعة بشكل خاص على التزامهم بالتنفيذ الفعال للإطار
الدولي القائم لتجميد أصول الإرهابيين، وتعهدوا بتسهيل طلبات التجميد
عبر الحدود بين دول المجموعة.
كما اتفقوا على اتخاذ إجراءات لضمان شفافية أكبر لجميع التدفقات
المالية من خلال تشريعات مناسبة للعملات الافتراضية وطرق دفع جديدة
أخرى.
وخلال حديثه عن إستراتيجية مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، قال
اوباما إن المجتمع الدولي مستعد لبذل المزيد لتدريب القوات الأمنية
العراقية وتحسين تجهيزها لمكافحة الإرهابيين. كما أكد ضرورة بذل
المزيد من الجهود لقطع تدفق المقاتلين الأجانب وتعزيز المراقبة على
الحدود في الدول المعنية.
علاوة على ذلك، توصل القادة أيضا إلى مبادئ مشتركة من أجل تعزيز
نظام مالي دولي سليم ومعالجة أسباب أزمة اللاجئين وتحسين الاستجابة
لطوارئ الصحة العامة ودفع دور المرأة ومشاركتها في الحياة
الاقتصادية./نهاية الخبر/