بكين 11 يونيو 2015 (شينخوا) في هدنة مرحب بها بعد اسابيع من التصريحات القاسية واتهامات لا اساس لها ضد الصين، قالت واشنطن أمس الاربعاء إن الولايات المتحدة ستستمر في التعاون مع الصين في المستقبل القريب حيث ان هذه السياسة تخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل جيد.
ونظرا لزيادة الاعتماد المتبادل بين البلدين، فان مواصلة التعاون مع الصين هو بالتأكيد الاختيار الصحيح للولايات المتحدة.
غير انه يبدو ان واشنطن تنسى باستمرار ان التعالى والانتقاد لن يساعدا في تعاونها مع الصين.
وحتى يكون التعاون الامريكى الصينى فعالا ومثمرا بشكل أكبر، يجب على السياسيين الامريكيين المسؤولين التوقف على الاقل عن التصريحات والخطوات التي من الممكن ان تقوض الثقة المشتركة.
واتهم مسؤولون ومشرعون أمريكيون خلال الايام القليلة الماضية الصين بقيامها باختراق الكتروني كبير لشبكات الحكومة الفيدرالية الامريكية.
وعلى الرغم من حقيقة ان التحقيق ما زال جاريا لتتبع مصدرالهجمات المزعومة، قفز العديد من المسؤولين الامريكيين لاستنتاج ان الصين تتحمل مسؤولية هذه الهجمات.
إلى جانب الامن الفضائي, فان الحالة الأخرى التى تظهر انحياز الولايات المتحدة العميق ضد الصين هى قضية بحر الصين الجنوبي.
وأصبحت الولايات المتحدة ناقدا شرسا لجهود البناء التي تقوم بها الصين في بحر الصين الجنوبي بعد ان غضت البصر لمدة اعوام عن انشطة الاستصلاح التي تقوم بها فيتنام والفلبين في المنطقة المتنازع عليها.
وقدمت الولايات المتحدة أيضا لاطراف النزاع الاخرين مساعدات عسكرية وتأكيدات بان الولايات المتحدة ستستمر في مواجهة مطالب الصين بشأن بحر الصين الجنوبي.
وادى هذا الموقف غير المتوازن بوضوح إلى حدوث توتر غير مسبوق في المنطقة ووضع الاستقرار الاقليمي في خطر.
والعلاقات بين الصين والولايات المتحدة, اكبر كيانين إقتصاديين في العالم ولاعبين عالميين كبار, لها تأثير يتجاوز نطاق العلاقات الثنائية.
ان تنمية علاقات سلسلة بين الصين والولايات المتحدة لن تعود بالنفع فقط على البلدين ولكن على العالم باثره, واي انتكاسة فى علاقاتهما ستتسبب في مخاوف على المستوى العالمي.
ومن المأمول ان تتفق واشنطن مع بكين فى الرأى بان تبنى نوعا جديدا من العلاقات بين الدول الكبرى, تتميز بالتعاون الذى يعود بالنفع على جميع الاطراف والاحترام المتبادل بدلا من الدخول فى مواجهات واجواء المعادلة الصفرية.
وتعطي الصين أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الولايات المتحدة وكانت جادة بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.
وتؤدى اتهامات واشنطن المعتادة والتي لا اساس لها من الصحة ضد الصين باعتبارها المصدر الاساسي للهجمات الالكترونية فى العالم إلى تدمير الثقة المشتركة, كما ان المناورات الامريكية بشأن بحر الصين الجنوبي اسفرت عن نفس النتيجة حتى الان بل واسوأ.
ومن أجل تحسين العلاقات الامريكية الصينية ، يجب على واشنطن الا تضيع الوقت في تغير اسلوبها وحل خلافاتها مع الصين وهو الامر الذى يمكن تحقيقه فقط عن طريق الدخول فى حوار حقيقى.