واشنطن 21 يونيو 2015 (شينخوا) قال خبير في الشؤون الصينية بمعهد بروكينغز بالولايات المتحدة أن الصين والولايات المتحدة يجب أن تظهرا للعالم قدرتهما على التجاوز عن التشاؤم والسخرية بهدف مواصلة علاقة أكثر قوة.
وقال تشنغ لي، الخبير بمعهد بروكينغز للأبحاث الأمريكي المعروف، في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) قبل بدء محادثات رفيعة المستوى بين البلدين هذا الأسبوع ، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة السعي إلى توافق وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بهدف المساعدة على الحفاظ على السلام والرخاء الاقتصادي.
وأضاف لي، وهو مدير مركز جون إل ثورنتون الصين التابع للمعهد، إن وجهات النظر المتشائمة إزاء الصين وحتى الدعوات لاحتواء الصين تبدو مؤخرا في إزدياد في الولايات المتحدة، لكنها بأي حال من الأحوال ليست رأي التيار الرئيسي ولا يجب أن تنسب إلى صانعي السياسات في البيت الأبيض.
وأوضح لي أن" الحقيقة الأساسية هي أن الصين تصعد بسرعة، والغرب يعيد تقييم الصين. ومن غير المستغرب في هذه العملية أن تتباين آراء الناس حول الصين".
وقال، مثلما أشار الكثير من الخبراء الأمريكيين حول الصين، أشاروا إلى أن البلدين سيواصلان رسم المسار لعلاقة أكثر تعاونية، داعيا واشنطن وبكين إلى عدم التأثر بالصرخات المتشائمة وغير المفيدة من قبل جماعات المصالح.
وأوضح لي إن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة أكثر من خلافاتهما ، مستشهدا بالتعاون والتنسيق بين البلدين حول قضايا مثل التغير المناخي ومكافحة الإرهاب والصحة العامة العالمية والحد من الانتشار النووي.
وفي عالم بات أكثر عولمة من أي وقت مضى، بحسب قوله، يملك الشعبان وخاصة الشباب، الكثير من القيم وأنماط الحياة المشتركة التي يمكن أن تفيد في تحسين التواصل والتفاهم بين البلدين.
ومن المقرر أن تعقد الصين والولايات المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء الجولة السابعة من الحوار الإستراتيجي والاقتصادي والجولة السادسة من المشاورات رفيعة المستوى بشأن التبادلات بين الشعبين في واشنطن، وهما محور التبادلات المكثفة رفيعة المستوى بين البلدين.
وقال لي أن الاجتماعين سيوفران منصة للصين والولايات المتحدة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الرئيسية محل الاهتمام المشترك وتعزيز التفاعلات بين الوكالات الحكومية والمسؤولين وتطمئن بعضهما البعض بشأن نواياهما الاستراتيجية.
وأكد أن "آلية التبادل هذه تساعد في تجنب المزيد من الخلاف بين بلدينا"، مشيرا إلى وجود أكثر من 90 حوار وتشاور بين الصين والولايات المتحدة، قائلا إن"مثل هذه الآليات إيجابية جدا في العلاقات الثنائية".
وأشاد لي بمبادرات الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 وبنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية للصين كـ"دفعة" لتطوير البنية التحتية في الدول المجاورة وكذا الدول في المناطق الأخرى.
وقال لي إنه من الخطأ رؤية هذه المبادرات كجزء من إستراتيجية للصين لتحدى المكانة الاقتصادية للولايات المتحدة، " نظرا لأن البلدين يستفيدان من التنمية الاقتصادية العالمية، ونظرا لكونهما أكبر اقتصادين في العالم، فإنه يجب على الصين والولايات المتحدة التركيز أكثر على المصالح المشتركة وتعزيز المنفعة المتبادلة ونتائج الكسب المتكافئ".
وحول قضايا الأمن الألكتروني ، قال لي أنه يأمل فى أن تأخذ الصين والولايات المتحدة زمام المبادرة، كلاعبين مسؤولين وأصحاب مصلحة، لوضع قواعد دولية وإجراءات تقنية وآليات لإدارة المخاطر في الفضاء الألكتروني.
وقال فان تشانغ لونغ، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية، في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، إن قضية بحر الصين الجنوبي هي مجرد حلقة في تاريخ العلاقات الصينية-الأمريكية، ويتعين على البلدين أن ينظرا إلى المستقبل البعيد من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام للقضايا الإقليمية والدولية الأخرى الأكثر أهمية.
وقال لي أن الكثير من الإستراتيجيين الأمريكيين يرون أيضا أن قضية بحر الصين الجنوبي ليست القضية المهمة التي تستحق مواجهة عسكرية بين البلدين، مضيفا أن شن حرب بسبب ذلك" لا يخدم أي منهما".