بروكسل 29 يونيو 2015 (شينخوا) قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ هنا يوم الأثنين أن الصين تفكر في اطلاق منصة استثمارية صينية أوروبية لدعم الانتعاش الاقتصادي في أوروبا.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني الزائر في خطاب القاه في مراسم افتتاح لقمة الاعمال بين الصين والاتحاد الأوروبي أن بلاده مستعدة للتعامل مع الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية ، وهو خطة استثمارية قيمتها 315 مليار يورو وطرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر لانعاش الاقتصاد في أوروبا، خصوصا بناء البنية التحتية الكبيرة.
واعتبر لي أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي من أكثر العلاقات أهمية واستقرارا وبناءة في العالم، مقترحا التجميع بين المميزات الصينية التنافسية في القدرة الانتاجية وصناعة المعدات مع التكنولوجيا المتطورة للاقتصادات الأوروبية.
ودعا الجانبين الى ضم الأيدي لاستكشاف اسواق الطرف الثالث مع التعاون في مجالات ذات أولوية مثل صناعة المعدات.
وقال لي إنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي تنفيذ تعاون مالي أكثر تقدما في محاولة لتلبية متطلبات الاستثمارات الصناعية.
وأضاف أن الصين ستوسع شراءها للسندات التى اصدرها البنك الاستثماري الأوروبي وستحسن نظام المستثمر المؤسسي الأجنبي المؤهل للعملة الصينية (رنمينبي).
وعلاوة على ذلك، شجع لي على أدوار أكبر للاستثمارات والترتيبات المالية الأخرى في انتعاش الاقتصاد الأوروبي ، بما فيها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذى بادرته الصين، ووقع ممثلون من 57 دولة مؤسسة للبنك يوم الأثنين في بكين، اتفاقية تحدد الاطار والهيكل الاداري للمؤسسة المالية المتعددة الأطراف .
وبموجب مبادرات الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادى والعشرين، تم تأسيس صندوق لطريق الحرير من قبل الصين لتحسين التواصل للبنية التحتية بين آسيا وأوروبا.
وقال لي إن الصندوق سيتم استخدامه للتعاون مع أوروبا في تطوير التكنولوجيا العالية، وبناء البنية التحتية والخدمات المالية.
وتهدف الخطة الاستثمارية الاوروبية الأخيرة في الاعوام الثلاثة المقبلة أيضا، كما شرحه البنك الاستثماري الأوربي، الى الانتعاش في الاستثمارات في المشروعات الاستراتيجية حول أوروبا لضمان أن الأموال تصل الى الاقتصاد الحقيقي.
وحث رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا الجانبين على زيادة تحرير التجارة والاستثمارات والتعامل المناسب مع الاحتكاكات التجارية، معبرا عن ثقته بأن يزيد حجم التجارة الثنائية على بليار دولار أمريكي بحلول عام 2020.
وفي رده على مسألة الدين اليوناني، قال لي في الاجتماع مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولز إن الصين، بصفتها داعما ثابتا لعملية التكامل الأوروبي، دائما حامل مسؤول طويل الأمد للسندات الأوروبية وتتوقع حلا مناسبا لمسألة الدين اليوناني.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن السياسات المالية الموسعة لن تكفي لتحفيز الاقتصاد المتباطئ، مشجعا كل من الصين والاتحاد الاوروبي على تبنى اصلاحات هيكلية وتعزيز التعاون في قدرة الانتاج الدولي من أجل انتعاش الاقتصاد الحقيقي.
واشار لي الى أن التبادلات بين الشعبين أصبحت دعامة مهمة للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي ، وحث الجانبين على اطلاق آلية حوار رفيع المستوى وانجاح عام الحوار بين الثقافتين الصينية الأوروبية .
ومن جانبه، وصف يونكر الصين بأنها شريك قوي وموثوق بها للاتحاد الاوروبي ، قائلا إنه يتعين على الجانبين بناء شراكة أقوى ذات منافع متبادلة في مواجهة الأزمة المالية الدولية الحالية وغيرها من التحديات العالمية.
وقال إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتعزيز التعاون مع الصين في بناء البنية التحتية والتواصل البيني، مضيفا أنه يرحب بالمزيد من الاستثمارات من الشركات الصينية في اوروبا.
ووصل لي إلى بروكسل يوم الأحد لحضور الاجتماع الـ17 لزعماء الصين والاتحاد الاوربي. وخلال زيارته، اصدرت الصين والاتحاد الأوربي وثيقا لتحديد أولويات تعاونهما في المستقبل وبيانا بشأن التغير المناخي ووقعا عددا من الاتفاقات التعاونية في السياسات الاقليمية وحماية حقوق الملكية الفكرية والجمارك والابتكار التكنولوجي.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر شريك تجاري للصين لـ11 عاما، بينما ظلت الصين ثانى أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي منذ 12 عاما. وزاد حجم التجارة الثنائية على 600 مليار دولار أمريكي في عام 2014.
وبعد زيارته لبروكسل، سافر لي الى باريس في وقت متأخر من يوم الاثنين في زيارة رسمية لفرنسا.