تقديم الخدمات المعلوماتية الموثوق بها لبناء "الحزام والطريق"
-- كلمة في مؤتمر وندوة لإطلاق خدمة المنتجات المعلوماتية "شينخوا سيلو"
(16 يوليو 2015)
تساي مينغ تشاو رئيس وكالة أنباء شينخوا
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة الأصدقاء:
صباح الخير!
أولاً، أرحب بالنيابة عن وكالة أنباء شينخوا بالمسؤولين والمبعوثين الدبلوماسيين لدى الصين والخبراء والباحثين ورجال الأعمال الصينيين والأجانب لحضور مؤتمر وندوة إطلاق خدمة المنتجات المعلوماتية "شينخوا سيلو(خدمة طريقي الحرير والبخور لوكالة أنباء شينخوا)".
قبل ما يزيد عن 2100 سنة، ارتحل المبعوث تشانغ تشيان في عهد أسرة هان الإمبراطورية الصينية إلى آسيا الوسطى مرتين لشق طريق للتجارة يمتد من الشرق إلى الغرب ويربط آسيا بأوروبا. وكان هذا الطريق بمثابة طريق للتبادل التجاري والمعرفي والتعاون الودي بين الحضارات. فعبر مئات السنين ووسط صدى أجراس الجمال، قام المبعوثون الدبلوماسيون ورجال الأعمال والسياح والعلماء والحرفيون من مختلف البلدان الواقعة على طول ذلك الخط قاموا برحلات مكوكية على طريق الحرير لتبادل المنتجات ولطلب العلم، مما دفع بتقدم الحضارة البشرية وكتابة فصل خالد للصداقة.
وفي خريف عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة بشأن بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21". لتربط هذه الرؤية الإستراتيجية عبر الزمان والمكان بين الماضي والحاضر وبين الصين والخارج، ما يضيف مفهومًا حديثًا مواكبًا للعصر ومهمة تاريخية جديدة لطريقي الحرير والبخور. وتتفق هذه الرؤية مع المطلب المشترك للدول الواقعة في مناطق" الحزام والطريق". فيما تخلق فرصًا جديدة للاستفادة المتبادلة من مزايا الدول المختلفة وتعزيز الانفتاح والتنمية لصالح كل منها. وأحرزت عملية بناء "الحزام والطريق" تقدمًا مرجوًا بفضل الرد الإيجابي والتواصل النشط والمشاركة الواسعة من قبل الدول الواقعة في هذه المناطق. وبذلك بعث طريق الحرير العريق حيوية نابضة ونورًا جديدا.
وتتسم مناطق "الحزام والطريق" بمساحة واسعة وتختلف عن بعضها البعض من حيث النظام السياسي والمستوى التنموي والقوانين والقواعد والعادات والتقاليد والثقافة. لذلك أصبح ضمان انتشار سهل وسريع وسلس للمعلومات مسألة أساسية هامة من شأنها تحقيق تناسق السياسات وترابط البنى التحتية وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب. وعلى ضوء هذا، قامت وكالة أنباء شينخوا بتطوير وإطلاق خدمة المنتجات المعلوماتية "شينخوا سيلو" في إطار خدمة إستراتيجية "الحزام والطريق" وتغيير الوضع الحالي المتسم بعدم سلاسة نشر المعلومات وعدم تناسقها، حيث ستقدم الوكالة خدمات المعلومات الاقتصادية الفعالة والمفيدة والسريعة والفورية من أجل بناء منصة لتجارة البضائع والاستثمار والتعاون لصالح الحكومات والمؤسسات بشتى الدول الواقعة في مناطق "الحزام والطريق" وسعيًا وراء ربط النمو الصيني بنمو تلك الدول، حيث ستحصل الأخيرة على قوة دافعة بفضل النمو الصيني في حين ستستفيد الصين من نمو تلك الدول.
وفيما يخص خدمات المعلومات الاقتصادية، كسبت وكالة أنباء شينخوا خبرات وموارد وافرة، إذ دخلت الوكالة مجال خدمات المعلومات الاقتصادية بعد أن كتب الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، مؤسس سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين, ملاحظة تذكارية لشينخوا تقول "تنمية الموارد المعلوماتية، خدمة بناء التحديثات الأربعة" - والتي تمثلت في أهداف تحديث الصين آنذاك - في عام 1984، من ثم صارت الوكالة رائدة وقائدة لمجال المعلومات الاقتصادية الصينية. وتماشيًا مع عملية تعزيز الإصلاح والانفتاح في البلاد وسرعة نمو الاقتصاد الصيني في الـ31 سنة الماضية، شهد مجال المعلومات الاقتصادية لشينخوا تطورا ونموا مطردا، حيث يتم تقديم خدمات المعلومات الاقتصادية لما يربو عن 20 ألف مستخدم مؤسساتي محلي وخارجي حاليًا.
أصبحت المشاركة في بناء "الحزام والطريق" عن طريق تنمية خدمة المنتجات المعلوماتية "شينخوا سيلو" مهمة كبيرة لشينخوا في العهد الجديد. لذلك قامت شينخوا بإجراء أبحاث سوقية واسعة شارك فيها المراسلون من مكاتب شينخوا فيما يزيد عن 60 دولة واقعة ضمن مناطق "الحزام والطريق" على مدى 3 أشهر. كما أجرى مراسلونا مما يزيد عن 30 مكتبًا محليًا لشينخوا أبحاثًا مع الشركات الصينية، بينما استمعت هيئة المعلومات الاقتصادية الصينية التابعة لشينخوا إلى آراء بعض المبعوثين الدبلوماسيين الأجانب لدى الصين والمؤسسات الصينية والأجنبية. وعلى أساس ذلك تم تشكيل الهيكل الأساسي لخدمة المنتجات المعلوماتية "شينخوا سيلو".
وتقدم خدمة "شينخوا سيلو" حاليا المنتجات المعلوماتية باللغتين الصينية والإنجليزية على شبكة الإنترنت. وتضم 4 أصناف رئيسية من المنتجات: الأول هو قاعدة البيانات التي تتألف من القوانين والقواعد وأحدث السياسات وأحوال الاقتصاد الكلي ومعلومات المشروعات وتقييم مخاطر الاستثمار لمختلف الدول؛ الثاني يتمثل في الخدمات الائتمانية التي تضم تقارير حول تقييم الائتمان والمخاطر لمختلف الدول والمؤسسات والشركات والمشروعات الاستثمارية وتهدف هذه الخدمات إلى تقديم مراجع للمؤسسات عند صناعة القرار؛ ويتمثل الصنف الثالث في خدمات الاستشارات المعلوماتية ومراكز البحوث حيث تقدم الوكالة للمستخدمين خدمات استشارية خاصة استنادًا إلى ما تملكه شينخوا من نظام جمع المعلومات الممتد إلى كل أرجاء العالم وفريق محللين اقتصاديين محترفين إلى جانب شركاء التعاون الموثوق بهم والمراكز الفكرية. أما الصنف الرابع فهو خدمات سماسرة الصفقات التي تتضمن مفاوضات تجارية عبر الإنترنت وسمسرة مشروعات استثمارية من أجل تقديم مساعدات للمستخدمين في مشروعات استثمارية معينة.
ولا يمكن الاستغناء عن دعم ومشاركة كافة المستخدمين في عملية تحسين وتنمية خدمة المنتجات المعلوماتية "شينخوا سيلو". وتجدر الإشارة إلى أن اقتراحات بعض المستخدمين تتجسد في المنتجات التي يتم إطلاقها اليوم. وفيما بعد سنقيم آلية للتفاعل الوثيق مع المستخدمين حيث سنقوم بإصلاحات وتعديلات فورية حسب اقتراحات المستخدمين ضمن مساعينا الرامية إلى تقديم منتجات احترافية وممتازة وعملية. ومن أجل ضمان سهولة معرفة المستخدمين بمنتجاتنا المعلوماتية والحصول عليها واستخدامها،عينت هيئة المعلومات الاقتصادية الصينية التابعة لشينخوا مدراء تسويق في شتى الدول الواقعة في مناطق "الحزام والطريق"،كما أرسلت مندوبين إلى كافة المقاطعات والمناطق والبلديات في الصين. وستنشر معلومات الاتصال بهم على الموقع الرسمي لـ"شينخوا سيلو".
السيدات والسادة الأصدقاء:
تضم وكالة أنباء شينخوا بصفتها وكالة الأنباء الوطنية وأكبر وسيلة إعلام صينية 31 مكتبًا محليًا و180 مكتبًا خارجيًا، وينتشر مراسلوها الدائمون في كافة الدول الواقعة في مناطق "الحزام والطريق". لذا سنقوم بنشاط بتغطية أحوال التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول في الوقت الذي سنتعاون فيه مع وسائل الإعلام والهيئات بتلك الدول انطلاقا من المعرفة العميقة للاحتياجات المتبادلة والمصالح المتداخلة واللعب الجيد لدور الجسر في مجال نشر المعلومات والتعاون التجاري والتبادل الثقافي فضلا عن تقديم إسهامات في توارث وتنمية الروح الجديدة لطريقي الحرير والبخور المنعكسة في "الوحدة والثقة المتبادلة، المساواة والمنفعة المتبادلة، التسامح والتعلم المتبادل، التعاون والكسب المشترك" ودفع السلام والنمو العالميين.
شكرًا لكم!