على الرغم من مرور فترة من نهاية الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب فيها، إلا أن المناقشات تستمر بين الخبراء الصينيين بشأن اتجاه السياسات المحتملة التي قد يتبناها ترامب تجاه دول الشرق الأوسط.
وقال جين ليانغ شيانغ الباحث المساعد في مؤسسة دراسات الشؤون الدولية بشانغهاي ان سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط تتأثر بثلاث عوامل يتمثل أولها بشخصية ترامب الذي يميل إلى اتخاذ موقف عدم التدخل العميق فضلا عن " عدم إلمامه بشؤون الشرق الأوسط بشكل جيد"، وثانيها صناع القرار من العسكريين والدبلوماسيين ممن يحيطون بترامب، والثالث هو تطورات أوضاع المنطقة.
ويرى جين ان من المرجح ان تعمل الولايات المتحدة على الانسحاب من الأزمة السورية "بشكل مشرف" عن طريق المساومة مع روسيا لتنتهي المعركتان في حلب والموصل بشكل سريع، فضلا عن أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في العام المقبل، وتعديل الدستور المحتمل بشأن النظام الرئاسي التركي، سيحدثان تأثيرات كبرى على تطور أوضاع المنطقة.
بدوره توقع يوي جيان هوا الباحث في أكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية ان تنسحب حكومة ترامب من الشرق الأوسط على نحو مستمر، إلا أنها لن تتنازل عن المنطقة كلياً، فيما لن تتنازل أوروبا عن المنطقة أيضا إلا أن "العين بصيرة واليد قصيرة" كما يقول المثل.
وشدد يوي ان العوامل الداخلية في المنطقة بما فيها الحوكمة الإقليمية وحوكمة الدولة من شأنها أن تقرر اتجاه التحول الإقليمي.
ومن جانبه قال لي وي جيان الباحث في مؤسسة دراسات الشؤون الدولية بشانغهاي ان كثيرا من تكهنات الخبراء وتحليلاتهم تنبثق عن شخصية ترامب وأفكاره وتصرفاته ، فضلا عن مواقفهم الشخصية تجاه ترامب، مؤكدا على ان عوامل غير محددة تتواجد في مثل هذه التحليلات .
وأضاف لي ان كثيرا من التحليلات لم تخرج عن كونها تحليلات دبلوماسية تقليدية تتسم بالمواجهة والردود، إذ تتميز السياسات الخارجية الأمريكية بخصائص المواجهة، فعلى سبيل المثال، يتم طرح إعادة توازن آسيا-الباسيفيك من أجل مواجهة النهوض الصيني, أما اتفاق الشراكة عبر الباسيفيك (تي بي بي) فيطرح لمواجهة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي بادرت إليه الصين، والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي بادرت إليها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وخلص لي قائلا ان تطور الأوضاع "أقوى" من الرغبة الإنسانية ، ومن الضروري التركيز في الدراسات على أساليب جديدة مثل البحوث في ماهية التأثيرات المحتملة التي قد يحدثها تطور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية الدولية على السياسات الخارجية الأمريكية ، وكذلك ماهية التأثيرات الكامنة التي قد تحدثها الاستراتيجية التنموية الصينية-الروسية على العلاقات بين الدول الكبرى.
(مصدر: شينخوا نت)