في الصورة الملتقطة يوم 25 نوفمبر 2016، زائرة تشاهد الصور أثناء معرض المطبوعات الممتازة الصينية في العاصمة اللبنانية بيروت.
بيروت 25 نوفمبر 2016 (شينخوا) انطلقت في قصر الاونيسكو هنا اليوم (الجمعة) فعاليات معرض المطبوعات الممتازة الصينية باحتفال إصدار كتاب "يدا بيد - قصة قرن من الصداقة الصينية – اللبنانية" لمناسبة الذكرى 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
المعرض الذي تنظمه المصلحة الوطنية العامة الصينية للاعلام والنشر وسفارة الصين في بيروت حضره شخصيات رسمية وسياسية واجتماعية وثقافية ودبلوماسية وإعلامية وأطلقت خلاله الطبعتين الصينية والعربية لكتاب "يدا بيد - قصة قرن من الصداقة الصينية – اللبنانية".
وتحدث في كلمة في الاحتفال مدير "دار جامعة الشعب الصيني" ليون شانغ عن عمق العلاقات والروابط التي تجمع بين لبنان والصين في شتى المجالات لا سيما الفكرية والأدبية.
بدوره أشار رئيس مجموعة "فرنسبنك" الوزير السابق عدنان القصار إلى أن "تاريخ العلاقات بين لبنان والصين قديم جدا يعود إلى أسلافنا الفينيقيين التجار الأوائل عبر البحر الذين استوردوا الحرير من الصين وصبغوه بلون الأرجوان وصدروه إلى أوروبا ".
وقال إن العلاقة تطورت وازدهرت بين الصين ولبنان في شكل كبير في القرن الماضي وذلك بفضل التبادلات الوثيقة بين شعبينا وكما قال أحد الفلاسفة الصينيين تستند العلاقة بين البلدين على المودة ".
وأوضح القصار أنه "قبل توقيع العلاقات الدبلوماسية في عام 1971 شهدت وأخي عادل التبادلات النشطة بين شعبي الصين ولبنان خلال الرحلات المتكررة إلى الصين والتي بدأت منذ 63 عاما وأذكر أن محبي الأدب من الشباب الصينيين كانوا من أشد المعجبين بالاديب اللبناني جبران خليل جبران وذلك طبعا بفضل جهود المترجمين الصينيين الموهوبين بينغ كسن وماو دون".
وأضاف "كان من دواعي سروري أن ألتقي في بكين في الخمسينات بالدكتور جورج حاتم وكان من دواعي فخري أن أدعمه وأدعم مؤسسته فهو طبيب لبناني استثنائي كافأته الحكومة الصينية بمنحه الجنسية الصينية، وكانت المرة الأولى التي تمنح لأجنبي وذلك بفضل مساهمته الكبيرة في علاج مرض الجزام في الصين".
ورأى أنه "في عام 1971 تطورت العلاقة بين البلدين واتخذت منحى جديدا كليا مع إقامة العلاقات الدبلوماسية مما ساهم المزيد من الناس في تعزيز التبادلات الثنائية بين الصين ولبنان من خلال القنوات الرسمية أو غير الرسمية بما في ذلك العلماء وقوات حفظ السلام الصينية والسفراء".
وأضاف "رافقت رئيس وزرائنا الراحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زيارة رسمية إلى الصين على رأس وفد حكومي كبير وقد تم توثيق كل هذه التبادلات والقصص في هذا الكتاب الذي نطلقه اليوم "يدا بيد مئات السنين الصين ولبنان".
وقال "إنه لشرف لنا ان تكون لنا قصتنا الشخصية في العلاقة مع الصين البلد العريق وأن تكون صداقتنا القديمة مع الشعب الصيني موثقة في فصل كامل في هذا الكتاب" مضيفا "لسنا نغالي إن قلنا إنه منذ المرة الاولى التي زرنا فيها هذا البلد العظيم في الخمسينات كانت وبقيت الصين عزيزة وغالية علينا".
واستعار قول الأديب جبران خليل جبران أنه "ليس التقدم بتحسين ما كان بل بالسير نحو ما سيكون" معتبرا أن "الامر نفسه ينطبق على العلاقات بين الصين ولبنان."
وأضاف القصار "انني على ثقة بأن الصداقة بين البلدين ستزدهر على أساس إرث عمره مئات السنين ورؤية واحدة وحزام واحد واستراتيجية طريق واحدة ينتهجها ويروج لها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من المنفعة المتبادلة على كل الصعد، لا سيما الثقافة والتجارة."
من جهته قال السفير الصيني وانغ كيجيان "إن كتاب "يدا بيد - قصة قرن من الصداقة الصينية – اللبنانية" يسجل القصص المؤثرة في التعاون والتبادل بين الصين ولبنان من نظرة مميزة".
وأضاف ان "الكتاب ليس استعادة حية لتاريخ التبادلات الودية الصينية - اللبنانية فحسب بل أصبح دليلا مهما لترابط قلوب الشعوب ومتابعة عمل السلف وشق طريق المستقبل".
واعتبر أن "إصدار الكتاب يشكل مكونا مهما من مشروع تقارب الشعوب في إطار مشروعي الحزام والطريق".
من جهته اعتبر مدير عام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة في كلمته أن "العلاقات اللبنانية - الصينية تشكل نموذجا فريدا ومميزا للتعاون بين الدول من حيث الاختلاف بالحجم والمساحة وعدد السكان".
وقال إن "البلدين يتشاركان في التنوع الإنساني والثقافي والحضاري والمعتقد والدين، فضلا عن الحيوية والعراقة المتشابهة على المستوى التاريخي والمتناغمة، اذ تجمع بين لبنان والصين فرادة الغنى و أهمية العطاء الكبير الذي شهدته الحضارة الانسانية".
ودعا إلى " ضرورة التبصر والنظر لمستقبل أفضل وأعمق وأكثر حضورا في العلاقات لما فيه خير البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة".
وأكد على "السعي الحثيث إلى إعادة إحياء طريق الحرير وتعبيده لما يشكله من شريان أساسي ومحوري تستفيد منه البشرية جمعاء مثلما كان حاصلا في السابق".
ورأى أن "كتاب"يدا بيد - قصة قرن من الصداقة الصينية – اللبنانية" يؤرخ جزءا جوهريا وأساسيا من التعاون بين الصين ولبنان على مستوى التبادل الثقافي والادبي والاعلامي بلغات متعددة".
ووصف الكتاب بأنه عمل رائد" وأنه "قصة قرن من الصداقة الصينية – اللبنانية تشكل تشخيصا دقيقا للترابط الذي قامت به شخصيات صنعت تاريخ العلاقة الثنائية بين البلدين والتي تستوجب أن نعززها في أطر معرفية بناءة وجوهرية في الميادين كافة".
وأشار إلى " ما قام به عملاقا الأدب الصيني ماو دون ولينغ تشين من ترجمة بين عامي 1930 و1932 لتحفتي الأدب العالمي اللتين كتبهما عميد الادب العالمي جبران خليل جبران "النبي" و"رمل وزبد" ونقلتا إلى اللغة الصينية قد أسهم في مد جسر معرفي وأدبي على طريق تعزيز التفاهم الانساني والتقارب في إطار منظومة التعاون بين الصين والعالم العربي".
واعتبر أن "المعرفة التي تتجاوز الحدود والجغرافيا وتمتد على مساحة التاريخ من الماضي إلى الحاضر والمستقبل ستؤتي ثمارها وأكلها من خلال حسن العلاقة والتعاون والتآزر الذي يصب في خانة مصلحة البلدين والشعبين، لا بل إن ذلك سيسهم في اعلاء شأن الانسانية ودور المعرفة".
وأشار إلى أن "الصين وقفت دائما على المستويين السياسي والدبلوماسي إلى جانب القضايا العربية وخصوصا في المحافل الدولية لا سيما من خلال دعمها للقضية الفلسطينية التي شكلت محور اهتمام وعناية مميزين لدى الجانب الصيني".
وأكد "إن تعزيز العلاقات بين البلدين أصبح أمرا ملحا وضروريا يستدعي تعاونا على مستوى تقنيات المعرفة والاعلام والتواصل التي أصبحت أكثر سهولة وتتيح تعزيز التعاون مباشرة بين الطرفين من دون الحاجة إلى وسائل اعلامية تتحكم بعبور أنباء الحوادث والاخبار بطريقة تتدخل بصياغة الخبر وآلية نشره بما يتوافق مع السياسات التي تمثلها".
وأعرب عن أمله في أن "يصل البلدان إلى صياغة تعاون يتضمن تبادل البرامج الاعلامية والثقافية بشكل مستدام ودوري على مستوى الاعلام الحديث والاعلام التقليدي من إذاعة وتلفزيون ووكالات ومواقع الكترونية".
كما أمل أن يصل التعاون اللبناني الصيني إلى مستوى ريادي في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والثقافية".
يذكر ان معرض المطبوعات الممتازة الصينية يقام برعاية دار النشر الجامعة "رينمين" الصينية ومجموعة "فرنسبنك".
قائد الجيش اللبناني يستقبل نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية في بيروت