بكين 16 مارس 2017 (شينخوا نت) أجرى سفير جمهورية العراق لدى الصين أحمد تحسين برواري مؤخرا مقابلة خاصة مع وكالة انباء شينخوا، وشارك آراءه حول مبادرة "الحزام والطريق"، والدورتين السنويتين، والتبادلات الاقتصادية وغيرها من المواضيع الأخرى. وما يلي بعض تفاصيل المقابلة مع السفير:
الصحفي: نقدم لكم التهنئة بمناسبة توليكم المنصب الجديد في بكين، السؤال الاول، ما تقييمكم للعلاقات الصينية العراقية؟
السفير: قبل كل شيء شكرا جزيلا لوكالة انباء شينخوا لإجراء هذا اللقاء، ومنذ قدومي الى الصين في بداية شهر كانون الثاني 2017، أجد هناك أهمية إيصال الصورة الواضحة الصحيحة لما يجري في العراق للشعب الصيني الصديق.
أن العلاقات العراقية - الصينية علاقات تاريخية تتصف بالصداقة والتفهم لظروف الطرفين، وأستمرت وتواصلت علاقة الصداقة على الرغم مما مر به العراق من ظروف صعبة، بقت الصين داعمة ومساندة له، وبالرغم من التغيرات الكبيرة التى حدثت في العراق. بالرغم من وجود اواصر اتصال وعلاقات بين الشعبين الصيني والعراقي ترجع إلى الاف السنين، لكن العلاقات الرسمية خاصة بعد أن أصبح العراق جمهوريا بدأت في 1958. ومنذ ذلك الوقت كما ذكرت كانت العلاقات تتسم بعلاقات صداقة ومتوازنة جدا بالرغم من الظروف التي مرت عليها بعد 2003. وكانت الصين من الدول التي كانت تتفهم المصاعب الكبيرة التي كنا نمر بها وكانت داعمة لنا.
اضافة الى العلاقات السياسية التي كانت تتسم بالتفاهم والصداقة. لدينا علاقات اقتصادية حيوية ومهمة جدا بالنسبة لنا في العراق، فتعتبر الصين المستورد الأكبر للنفط العراقي. وفي سياق آخر، توجد استثمارات وتعمل شركات صينية كبيرة في العراق في مجالات متعددة لإعادة بناء البنية التحتية العراقية بعد ان تم تدميرها خلال السنوات الثلاثين الماضية، بسبب الحروب والحصار الاقتصادي الذي مر به العراق.
ان العراق والصين تعتبر دولتين من دول الحضارات العريقة جداً، ولربما اقدم الحضارات في العالم، لذلك نعتقد بأن العلاقات الثقافية التي تربطنا لها أهمية كبيرة قد تساوي العلاقات السياسية والاقتصادية . ولان شعوبنا لها إرث حضاري كبير تكون نظرتها لمشاكل العالم وكيفية حل هذه المشاكل ومستقبل العالم قد تختلف عن بعض الدول الأخرى، ولذلك استطيع أن أوجز العلاقة بين الطرفين بأنها علاقات صداقة عريقة ونتطلع إلى تطويرها في المستقبل.
الصحفي: في ظل مساعي الصين لمساعدة العراق في إعادة الإعمار في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، هل يمكن أن تتحدث عن التبادل والتعاون القائم بين البلدين ؟
السفير: كما ذكرت نحن في العراق في السنوات الثلاثين الماضية مررنا بحروب كثيرة وبسبب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على العراق والأزمات التي جعلت من العراق من دولة غنية ولها إمكانات هائلة إلى دولة عليها قروض كبيرة ومعزولة سياسياً. وأصبح مستوى معيشة العراقيين تحت خط الفقر المحدد من الأمم المتحدة والبنية التحتية فيها محطمة بالكامل. ولذلك خاصة بعد 2003، نحن مصممون على إعادة البناء في كل المجالات. واهم هذه المجالات هو مجال النفط والغاز الطبيعي الذي يحتاج إلى دعم كبير من الشركات الصينية. بالرغم من أن الصين هي المستورد الأكبر للنفط العراقي، وهي ايضاً مساهمة كبيرة اما بشكل عقود مع الحكومة العراقية او بشكل استثمارات لتطوير البنية التحتية في هذا المجال. وبسبب الأزمة المالية ليست لدينا القدرة الكاملة بدون دعم الأصدقاء لبناء هذه البنية التحتية النفطية.
ومنذ عام 2003، نعاني من نقص في توفير الطاقة الكهربائية وتلبية حاجة المواطنين بشكل مناسب، فعملت الشركات الصينية على تقديم المساعدة في بناء محطات انتاج الطاقة الكهربائية وتوزيع الطاقة الكهربائية في مناطق مختلفة من العراق. وتعتبر الشركات الصينية مساهمة ايضاً في دعم العراق لبناء البنية التحتية في الطرق والجسور وخاصة في مشاريع السكن، إذ ينقصنا مليونا وحدة سكنية. ولذلك هناك فرصة كبيرة للشركات الصينية للعمل في هذا المجال. ونرحب بها ونقدم لها تسهيلات. وهناك بالفعل عدد من الشركات التي تعمل في العراق. لكن بناء مليوني وحدة سكنية يحتاج إلى فترة طويلة وعمل كبير.
وفي تطور آخر، نطمح أيضاً الى الاستفادة من الخبرات الصينية في كثير من المجالات مثل التخطيط في الاقتصاد والتعليم والصحة .