واشنطن 27 سبتمبر 2015 (شينخوا) تلقت القمة التي انتهت لتوها بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك أوباما اشادة لنجاحها الكبير في إدارة الخلافات بين القوتين الرئيسيتين والحد من التوترات وتعميق التعاون في القضايا الرئيسية.

واختتمت قمة شي-أوباما يوم الجمعة زيارة دولة استمرت اربعة أيام قام بها شي إلى الولايات المتحدة حيث زار مدينة سياتل الواقعة على الساحل الغربي قبل أن يتوجه إلى واشنطن العاصمة يوم الخميس. ووصف أوباما الزيارة بأنها "إيجابية للغاية" في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع شي في البيت الأبيض.

وصدرت قائمة تضم 49 نتيجة ملموسة لزيارة شي بعد القمة التي شملت اتفاقات وتوافقات على عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية بما في ذلك الأمن الإلكتروني وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب وإصلاح صندوق النقد الدولي ومساعدة التنمية العالمية.

واتفق الجانبان على انهم "ينبغي ان يستمرا في الالتزام بالحفاظ على علاقة قوية بين الصين والولايات المتحدة للاسهام في السلام والاستقرار والرخاء في العالم والمنطقة" بحسب بيان مشترك لقائمة النتائج.

وأكد الزعيمان مجددا التزامهما بمواصلة السعي إلى بناء نموذج جديد للعلاقة بين الدول الكبرى وتوسيع الجهود المشتركة لمكافحة تغير المناخ للسعي إلى اتفاق ملزم في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باريس في ديسمبر ومشاركة بعضهما البعض في مساعدة الدول الفقيرة في مكافحة الفقر.

وقال فيكرام نهرو الزميل البارز في برنامج آسيا بمعهد كارنجي الدولي للسلام إن اجتماعات شي وأوباما "كانت ناجحة في مناقشة الخلافات بين البلدين بوضوح وايجاد مجالات اهتمام مشترك حيث يمكن للبلدين التعاون."

وفي إشارة إلى إنهما يمثلان أكبر اقتصادين على هذا الكوكب في ظل وجود نظامين سياسيين واقتصاديين مختلفين بشكل أساسي قال نهرو إن حتى خطوات الطفل الرضيع إلى القضايا الحاسمة يمكن أن تصنع فرقا كبيرا للعالم.

ويقول خبراء إن زيارة شي نزعت فتيل توترات وقعت في الآونة الأخيرة لأنه ناقش مع أوباما بالتفصيل بعضا من أهم مخاوف الولايات المتحدة بما في ذلك الأمن الإلكتروني والنزاعات البحرية وتغير المناخ وحقوق الإنسان.

وقال كثير من الخبراء إن الإعلان الرئاسي المشترك حول تغير المناخ انجاز كبير لزيارة شي. وجددت أكبر دولتين تخلفان الانبعاثات التزامهما بخفض انبعاثات الغازات التي تؤدي للاحتباس الحراري إذ تعتزم الصين إطلاق نظام لتجارة الانبعاثات على المستوى الوطني في 2017 والذي تعمل عليه الصين منذ حوالي 20 عاما مع بعض الشركاء الأمريكيين. وستقدم الصين أيضا ثلاثة مليارات دولار لمساعدة الدول النامية في التعامل مع تغير المناخ.

وقال وزير الخارجية الأمريكي يوم الجمعة في بيان إن الإعلان "يمثل خطوة هامة في قيادة الولايات المتحدة والصين والتعاون بشأن تغير المناخ" ووصف تغير المناخ "بالتحدي الواضح للعصر".

وأشاد ريك لارسن عضو مجلس النواب الأمريكي والرئيس المشارك لمجموعة العمل الأمريكية الصينية في الكونجرس الأمريكي بالإعلان وقال إنه "بشرى حاسمة للتوصل إلى اتفاق ناجح للأمم المتحدة بشأن المناخ في باريس في ديسمبر."

وقال لارسن في بيان يوم الجمعة "العمل معا لمكافحة التحدي الواضح الذي يواجه عالمنا قد يكون أحد أهم الانجازات البيئية الملموسة في تاريخ العالم."

وقال نهرو إن خطوات الصين لن تعزز التعاون الصيني الأمريكي في تغير المناخ فحسب لكنها أيضا ستدفع الولايات المتحدة إلى اتباع ريادة الصين وان تقدم إطار وطني منظم للوصول إلى سعر للكربون قائم على السوق مما يساعد في تحقيق اهدافها للحد من الانبعاثات.

واتفق الجانبان أيضا على إقامة آلية للحوار رفيعة المستوى من أجل مكافحة السرقة الإلكترونية وتعهدا بعدم الانخراط فيما يسمى السرقة الإلكترونية برعاية الدولة لحقوق الملكية الفكرية من أجل كسب مزايا تجارية.

وقال روبرت هورماتس وهو وكيل وزارة أمريكي سابق للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة ويشغل الآن منصب نائب رئيس مؤسسة كيسينجر للاستشارات "حقيقة أن الرئيسين شي وأوباما اتفقا على العمل معا على هذا نتيجة هامة لقمتهما. هذا يعطي لهذا الموضوع أولوية كبيرة على أجندتي البلدين في الداخل والخارج."

وقال ميتشال أوهانلون مدير بحوث السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز إنه على الرغم من أنه لا يزال "متشككا قليلا" فإنه يعتقد أن التوافق على مكافحة الجرائم الإلكترونية كان "اتفاق يمهد الطريق" بصورة كامنة.

وقال نهرو إنه إذا تمكن البلدان من ترجمة هذا إلى تعاون ملموس فإنه قد يصبح نموذجا لنظام عالمي يتعمل مع هذا التحدي العالمي المتزايد.

وفيما يتعلق بقضية ساخنة أخرى تدعم الولايات المتحدة والصين الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي والحل السلمي للنزاعات على الأراضي بين الأطراف المعنية بشكل مباشر عبر المفاوضات والتشاورات.

وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية اتفق الجانبان على دفع المفاوضات بقوة وتسريع العمل من أجل تحقيق معايير عالية وتحقيق المنفعة المتبادلة واتفاقية الاستثمار الثنائية متبادلة المنفعة والاتفاق على تيسير تجارة الرنمبي والمقاصة في الولايات المتحدة.

ورحب جون فريسبي رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني "بالتقدم الكافي" في محادثات اتفاقية الاستثمار المتبادل وأضاف أن مجتمع الأعمال يدعم تماما التوصل لمثل هذه المعاهدة الهامة.

وقال مايكل بلومبرج مؤسس بلومبرج أل.بي. ورئيس بلدية مدينة نيويورك السابق يوم الجمعة في بيان إنه يريد أن "يقدم التهنئة للرئيس أوباما والرئيس شي على عدد من الخطوات الاقتصادية لكن بشكل خاص تقدم آلية تجارة العملة الصينية في الولايات المتحدة."

وقال بلومبرج "القيام بهذا خطوة قوية جدا تجاه تحسين العلاقات الثنائية وتعزيز التجارة بين البلدين وتحسين تنافسية الشركات الأمريكية وتعزيز القطاع المالي الأمريكي." وأضاف "لا يزال هناك الكثير للقيام به لكن هذه خطوة أولى عظيمة."

وأشار فريسبي بزيارة شي للولايات المتحدة وقال إنها تبعث "رسالة واضحة للسعي إلى تعزيز التعاون وبناء الثقة والتعامل مع الخلافات."

وأضاف "يأمل مجلس الأعمال الأمريكي الصيني في أن تعمل هذه الزيارة كعامل محفز لتحسن العلاقات والأفعال الملموسة لتنفيذ الالتزامات في الأشهر المقبلة."