لندن 19 أكتوبر 2015 (شينخوا) مع التطور التدريجي السريع للعلاقات الاقتصادية الصينية - البريطانية، فإن ممارسة أعمال مع الصين من قبل بريطانيا ستصبح قريبا لا يختلف عن ممارسة أعمال من قبلها مع ألمانيا أو فرنسا، وفقا لما ذكره رجال أعمال بريطاني مشهور.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، سلط جيري غريمستون، رئيس مجلس إدارة مجموعة "ستاندرد لايف بلس"، وهي مجموعة تأمين مقرها بريطانيا، الضوء على إنجازات النمو في الصين والعلاقات المثمرة بين الصين وبريطانيا، وقال إن العام الذهبي للعلاقات بين البلدين سيكون مبنيا على أساس التطورات الكبرى السابقة.
-- لا اختلافات
وقال غريمستون، الذي قام بأكثر من 200 زيارة إلى الصين منذ عام 1992، "إننا أكثر بلد غربي مرحب بالاستثمارات الصينية، ويرى المستثمرون الصينيون الكثير من الفرص هنا، وتعد لندن أكبر مركز مالي خارجي للصين".
في الشهر الماضي، زار غريمستون الصين كعضو في وفد بريطاني برئاسة السكرتير الأول في البلاد ومستشار الخزانة (وزير المالية البريطاني) جورج أوزبورن.
وقال غريمستون، الذي ابتهج من رؤية تطور العملة الصينية الرينمينبي (اليوان) والإصلاحات المالية في البلاد، "لقد اعتدنا الحديث عن تدويل الرينمينبي، لكن العملة تعتبر دولية حاليا -- حجم الرينمينبي المتداول دوليا يزداد كل شهر".
وتوقع أن تكون الخطوة الكبيرة القادمة للتجارة الخارجية الصينية هي تدويل سلة استثماراتها، مشيرا إلى بريطانيا تعد وجهة جاذبة للأصول الصينية.
وقال غريمستون إن "الجميع، بمن فيهم أصدقائي في الصين، يتوقعون أنه كجزء من الموجة القادمة من الليبرالية، سيكون هناك المزيد من الحرية في استثمار الأصول في الخارج".
وأضاف "ستشاهد مدير أصول صيني يبحث بنشاط لبدء أعمال في لندن، كما سترى مدير أصول في بريطانيا يقوم بالمزيد من الأعمال في الصين".
وبالنظر إلى ما وراء التعاون بين بريطانيا والصين في القطاع المالي، قال "أعتقد أن الشيء الأكثر وضوحا (في المستقبل القريب) هو الاستثمار الصيني في البنية التحتية البريطانية، مثل محطة الطاقة النووية، ونظام السكك الحديدية عالية السرعة، وأسواق العقارات".
وأفاد "في نهاية المطاف، أظن أنه ليس بعد فترة طويلة من الآن، فإن ممارسة الأعمال مع الصين سيصبح كممارسة الأعمال مع أي بلد آخر، لن يكون هنك أية اختلافات بالنسبة لممارسة الأعمال بين المملكة المتحدة والصين عن مثيلها بين المملكة المتحدة وألمانيا، أو المملكة المتحدة وفرنسا".
-- العام الذهبي
وباعتباره أحد الشاهدين على العديد من الأحداث التاريخية في العلاقات بين الصين وبريطانيا، أوضح غريمستون أن ما يسمى بـ "العام الذهبي" الحالي لديه سجل التتبع الخاص به.
وقال "لا أظن أنها لحظة جاءت من فراغ ، أعتقد أنها لحظة بدأت تنمو منذ سنوات، بل إنني أفضل أن أعيد تلك اللحظة إلى عام 1997 مع العودة الناجحة لهونغ كونغ إلى الصين، وأظن أن عام 1997 هو ما يمثل بداية لعلاقة جديدة بين المملكة المتحدة والصين".
ومذكرا بزيارة كل من تولى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا منذ عام 1997 إلى الصين -- والتي كان غريمستون شاهدا على كل منها -- قال رجل الأعمال البريطاني إن أكثر الإنجازات وضوحا في القطاع المالي خلال السنوات الخمس الماضية هي تدويل الرينمينبي وتطور لندن كمركز تجاري رئيسي للرينمينبي، وهي "فرص عملية حقيقية" بنيت على "أساس من الدفء".
وأفاد "بدون أن يصبح الرينمينبي دوليا، فإنك لن ترى الاستثمارات تتدفق بين الصين والمملكة المتحدة، لذلك يتعين عليك أن يكون لديك ذلك الدفء ، وتدويل الرينمينبي، وتدفق التجارات ورؤوس الأموال التي كنت ربما قد شاهدت التداخل بين المملكة المتحدة والصين".
-- آفق واعدة
وأكد غريمستون مجددا في المقابلة ثقته في الأفق الاقتصادي للصين على المدى الطويل وفي مسيرة إصلاحاتها .
وقال إنه "لن يكون جيدا وممكنا للاقتصاد الصيني قطعا أن يواصل النمو بذات المعدل الذي كان ينمو عليه سابقا، وفي الحقيقة سيكون غير مستقرا في حال استمر بالنمو بنفس السرعة"، مضيفا أن إعادة توزان الاقتصاد الصيني ليحقق نموا بمعدل سنوي عند 7% أو 6% هو خطوة ضرورية ومنطقية.
وأردف "وبالطبع، فإن الاقتصاد الصيني ذاته أصبح ضخما للغاية، وكمية الأنشطة التي تم توليدها من 6% أو 7% تعتبر كبيرة بالتأكيد".
ومستعرضا انخراطه بقطاع الأعمال في الصين وصلاته الشخصية مع الشعب الصيني لسنوات، لفت غريمستون إلى اثنتين من "الخصائص الخاصة" للتنمية الصينية، واللتين هما دور الحزب في الصين وطبيعة الشعب الصيني ذاته.
وقال غريمستون إن "الشعب الصيني موجه نحو الأسرة، إنهم يعملون بجد، ولديهم حس عال تجاه المسؤولية الاجتماعية، وأظن أن هذه الخصائص ستبقى حتى عندما تمتلك الصين اقتصادا أكثر تطورا بكثير"، معربا عن اعتقاده بأنه بحلول عام 2049، فإن الصين ستبدو كاقتصاد غربي متطور بشكل كامل من ناحية المظهر الخارجي، أما فى الداخل فإنها ستبقى الصين.
وأضاف غريمستون "أظن أن الصين ستكون بشكل شبه مؤكد أقوى أمة في العالم بحلول عام 2049، ستكون قوة اقتصادية كبرى، وآمل أنها ستكون قوة الاستقرار والسلام في العالم، وستستخدم التجارة العالمية لخلق الإزدهار لشعبها والشعوب في الدول الأخرى".
--توجه الإصلاح
ويبدي غريمستون تفاؤلا حول التنمية المحورية لمسيرة الإصلاح في الصين التي تجري حاليا، مثل منطقة التجارة الحرة، ومبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، وتأسيس البنك الآسيوي للبنية التحتية، من بين أمور أخرى.
ولفت إلى أن الغرض التجريبي التي تقدمه مناطق التجارة الحرة الصينية يعد حيويا، لأنها تعتبر مختبرات حية حيث يمكن أن تحاكم فيها الإصلاحات الاقتصادية لمعرفة ما إذا كان يمكن تطبيقها في البلد كله.
وقال "أعمل في ثلاث من أصل أربع مناطق تجارة حرة، وهي شانغهاي وقوانغدونغ وتيانجين، ولكل منها خصائصها الخاصة، وكل منها تعمل مع المملكة المتحدة لتحديد مجال السياسة حيث يمكن أن تساعد مدخلات من ممارسين واضع السياسة في تطوير الأمور ".
كما أكد على أن مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي للبنية التحتية تعد "أفكارا استثنائية"، حيث تقدم نمطا تجاريا للبلدان في العالم، والذي تستطيع فيه بريطانيا أن تلعب دور كبيرا في التمويل والخدمات الاحترافية ومجالات أخرى من الخبرة.
وبالمقارنة بين المبادرة المقترحة من الصين وخطة مارشال التي طرحت بهدف مساعدة أوروبا في فترة ما بعد الحرب، أعرب غريمستون عن اعتقاده بأن مبادرة "الحزام والطريق" طرحت في بيئة اقتصادية أكثر إيجابية، وستعود بفوائد ليس على الصين فحسب، بل للبلدان المشاركة أيضا.
وقال إن "جمال المبادرة إنها ليست خطة أنانية وذلك بما يشبه خطة مارشال، إنها خطة تريد الصين أن تمنحها لبقية العالم، وبالطبع فإن الصين لديها مصالحها الذاتية في ذلك، وبريطانيا تريد أن تكون جزءا منها".
تقرير خاص: زيارة الرئيس الصيني المرتقبة تفتح فصلا جديدا في العلاقات الصينية-البريطانية وترسي نموذجا للتعاون الدولي |
زيارة شي لبريطانيا تبشر بعصر ذهبي فى العلاقات بين الصين وبريطانيا |