ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا خلال الجلسة الافتتاحية لقمة الأمن النووي الرابعة في واشنطن. (شينخوا/لان هونغ قوانغ)
الزملاء الأعزاء ،
وباعتبارها أكبر دولة نامية، تلتزم الصين دائما بتطوير واستخدام الطاقة النووية في نفس الوقت الذي تضع فيه ضمان السلامة في المقام الأول. وهذا لتجسير الفجوة في إمدادات الطاقة ومواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ. وتعد الصين البلد الأسرع نموا في مجال الطاقة النووية. وفي الوقت ذاته، تحافظ على سجل جيد للأمن النووي. فمنذ انعقاد القمة في لاهاي ، أحرزت الصين تقدما جديدا في مجال الأمن النووي.
-- وفي سعيها إلى تحقيق الامتياز من خلال التحسين المستمر، سعت الصين جاهدة إلى استكشاف سبلا فعالة لتعزيز الأمن النووي. وقمنا بالفعل بإدراج الأمن النووي في نظام الأمن القومي للصين وتدوينه في قانون الأمن القومي وتعريف طبيعته الإستراتيجية. ونعمل باستمرار على تحسين الإطار القانوني الوطني المتعلق بالأمن النووي ودراسة إصدار قانون حول الطاقة الذرية وقانون حول الأمن النووي. وقمنا بصياغة وتنفيذ خطة عمل متوسطة إلى طويلة الأجل حول الأمن النووي، ونبذل حاليا جهودا لتحسين آليات المراقبة وإنفاذ القانون ولتطبيق عملية بناء القدرة بحيث تشمل جميع العاملين في هذه الصناعة ولتنظيم أنواع مختلفة من تدريبات المحاكاة لرفع القدرة على الاستجابة في حالات الطوارئ.
-- وفي إطار التزامها بوعدها بشأن الأمن النووي، أوفت الصين بالتزاماتها الدولية وتعهداتها السياسية. وصادقت الصين على جميع الصكوك القانونية الدولية في مجال الأمن النووي، ونفذت قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بشكل مستمر ودقيق، ودعمت المبادرات الدولية المتعلقة بالأمن النووي وشاركت فيها بكل نشاط. واكتمل إنشاء مركز الامتياز للأمن النووي الذي وعدت به في القمة التي عقدت في لاهاي وذلك قبل عام من الموعد المقرر ويباشر عمله الآن في بكين؛ وتم بكل سلاسة تحويل مفاعل "مصدر النيوترون المصغر" الذي يعمل باليورانيوم عالي التخصيب والتابع لمعهد الطاقة الذرية ليبدأ في استخدام وقود من اليورانيوم منخفض التخصيب الأكثر أمنا؛ وتم إحراز تقدم إيجابي في البرنامج الذي ينفذ بمساعدة صينية ويهدف إلى تحويل مفاعل بحثي يعمل باليورانيوم عالي التخصيب في غانا.
-- وتطلعا منها إلى تحقيق تعاون يقوم على الكسب المشترك، تعمل الصين بقوة على تعزيز التبادلات والتعاون الدوليين. وتدعم الصين بثبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تنفذ خطة العمل المتعلقة بالسلامة النووية وستزيد من التبرعات التي تمنحها لصندوق الأمن النووي. واتفقت الصين والوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن تبدآ رسميا في تنفيذ الخدمة الاستشارية الدولية الأولى للحماية المادية هذا العام. وفي فبراير من العام الجاري، عقدت الصين والولايات المتحدة بنجاح الحوار السنوى الأول للأمن النووي. كما سنعمق تبادلاتنا وتعاوننا مع البلدان الأخرى ومع الأمم المتحدة ومع المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي.
وفيما تعزز من أمنها النووي الخاص، ستدفع الصين بنشاط التعاون الدولي ذي الصلة، وتتقاسم التكنولوجيات والخبرات، وستساهم بالموارد والمنصات. وأنا هنا أعلن:
أولا، ستقوم الصين ببناء شبكة لبناء القدرة في مجال الأمن النووي. وسوف نستخدم المنصات القائمة بما فيها مركز الامتياز للأمن النووي ومركز التدريب الصيني لكشف الإشعاع بالجمارك للقيام بتدريب أفراد متخصصين في مجال الأمن النووي، وللقيام بتدريبات وتبادلات فيما يتعلق بتكنولوجيات الأمن النووي وأنشطة أخرى. ونرحب بمشاركة دول آسيا الباسيفيك، والدول الواقعة بطول "الحزام والطريق، والبلدان النامية الأخرى في مشروعات ذات صلة وسنظل نجري تعاونا وثيقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ثانيا، ستعزز الصين نمط التعاون من أجل تحقيق استخدام أقل لليورانيوم عالي التخصيب. وسندعم جميع الدول في الوصول باستخدام اليورانيوم عالي التخصيب إلى الحد الأدنى وفقا لاحتياجاتها طالما أن الأمر قابل للتطبيق اقتصاديا وتكنولوجيا. ونحن على استعداد للبناء على "نموذج غانا" ومساعدة الدول في تحويل مفاعل "مصدر النيوترون المصغر" العامل باليورانيوم عالي التخصيب والمستورد من الصين بموجب مبدأ التطوعية والبراغماتية. وسوف نقدم للدول المهتمة الأخرى نمط التعاون متعدد الأطراف هذا في تحويل مفاعل "مصدر النيوترون المصغر" العامل باليورانيوم عالي التخصيب لتتخذ منه مرجعا لها.
ثالثا، سوف تنفذ الصين خطة العمل المتعلقة بتدعيم أمن المصادر المشعة. وللحيلولة دون سقوط الكمية الكبيرة من المصادر المشعة في أيدي الإرهابيين، سنقوم، خلال السنوات الخمس القادمة، بمراجعة المصادر المشعة داخل الصين، وتحسين النظام الأمني وإعطاء الأولوية لإجراء مراقبة في الوقت الحقيقي للمصادر المشعة المتنقلة عالية المخاطر. ونحن على استعداد لتقاسم خبراتنا مع البلدان الأخرى والعمل معها لتعزيز المراقبة الأمنية للمصادر المشعة.
رابعا، سوف تطلق الصين مبادرة الدعم التكنولوجي في مواجهة أزمة الإرهاب النووي. وسوف نقوم، جنبا إلى جنب دول ومنظمات متقاربة في الفكر، بإجراء بحوث علمية في مجالات تحليل وتتبع المواد النووية المدنية، وبتنظيم تدريبات محاكاة بشكل نشط، وبتعزيز قدرتنا على مواجهة الأزمات بشكل مشترك.
خامسا، سوف تعزز الصين نظام مراقبة أمنها الوطني للطاقة النووية. فالصين تطبق المراقبة الأمنية الأشد صرامة لضمان سلامة وأمن محطات الطاقة النووية داخل الصين وتلك المصدرة إلى أنحاء أخرى من العالم. فلا شيء يترك للصدفة. واعتمادا على المركز الوطني للبحث والتطوير من أجل تكنولوجيات مراقبة السلامة والأمن النوويين والإشعاعيين ، سنساعد الأخرين على تعزيز قدرتهم على مراقبة الأمن وسنسهم بنصيبنا في تعزيز سلامة وأمن الطاقة النووية في أرجاء العالم.
الزملاء الأعزاء ،
ما نزرعه في الربيع، ستتفح زهوره في الصيف، ويطرح ثماره في الخريف، ويقوينا طوال الشتاء. وكلما كان حرثنا أكبر، سيكون حصادنا أكثر. وطالما أننا نتعاون بنية صادقة ونواصل تعزيز الأمن النووي، ستقدم الطاقة النووية بكل تأكيد مستقبلا أكثر إشراقا للبشرية.