الرباط في 3 نوفمبر 2016 (شينخوا) تحتضن مدينة مراكش المغربية قمة المناخ في دورتها ال 22 ما بين 7 و 18 نوفمبر الحالي بعد نحو 11 شهرا من توصل 195 بلدا لاتفاقية باريس حول المناخ، وفي ظل تزايد الضغوط لتحويل الوعود التي اطلقت في قمة باريس بشأن خفض انبعاثات الكربون الملوثة الى افعال.
ويلزم اتفاق باريس الدول الغنية والفقيرة بتحجيم ارتفاع مستويات الكربون ويهدف للقضاء على انبعاثات الغازات الناتجة عن النشاط الإنساني المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وحذر تقرير وزعه مكتب الامم المتحدة الإعلامي بالرباط اليوم (الخميس) عشية دخول اتفاق باريس حيز التنفيذ إلى أنه من المتوقع أن تصل انبعاثات عام 2030 إلى ما بين 54 و56 مليار طن من معادل ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يزيد كثيرا عن مستوى 42 مليار طن المطلوب لكي تظل هناك فرصة للحد من الاحترار العالمي إلى ما دون درجتين مئويتين لهذا القرن.
ووقعت 180 بلدا على اتفاقية المناخ التاريخية الذي تم التوصل اليها في باريس في ديسمبر الماضي إلا انها لن تسري إلا بعد أن تصادق عليها 55 دولة مسؤولة عن 55 بالمائة من انبعاثات الغازات الملوثة، لتصبح اتفاقية ملزمة.
وصادقت كل من الصين والولايات المتحدة على اتفاقية باريس عشية اجتماع زعماء مجموعة العشرين في هانغتشو في الصين شهر سبتمبر الماضي كما صادقت الهند مؤخرا على الاتفاق.
وحتى انضمام بكين وواشنطن إلى الاتفاق، لم تكن صادقت عليه سوى 24 دولة لا تصدر سوى 1 بالمائة من انبعاثات الغاز في العالم، طبقا للجنة الامم المتحدة المسؤولة عن الاتفاق الذي يهدف الى الحد من الاحتباس الحراري عند درجتين مئويتين فوق مستوياته قبل الثورة الصناعية.
وحذر تقرير حديث صادر عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية من أن تلوث الهواء بغاز ثاني أوكسيد الكربون في العام 2015، بلغ حدا قياسيا يقدر ب 400 جزء في المليون على مستوى الأرض كلها.
ويتعارض هذا المستوى من التلوث والذي سيستمر في عام 2016 ، بحسب التقرير ، مع الأهداف التي أدرجت في العديد من الاتفاقيات الدولية في مجال المناخ و في مقدمتها إتفاق باريس للتغير المناخي والذي وقع نهاية العام الماضي بغية الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري و تحفيز الطاقة المتجددة.
ونقل التقرير عن الأمين العام للمنظمة بيترى تالاس قوله "منذ زمن طويل لم نقم بما يجب لتحقيق هدف نسبة 1,5 بالمائة من نسبة الكربون في الجو، وهو أخفض مستوى تم تحديده في اتفاق باريس، وسنصل إلى هدف 2 درجة، في المستقبل القريب، إذا لم نبدأ في تغيرات في انبعاثات الجزيئات".
وقال مندوب (كوب 22) عبد العظيم الحافي في حديث ل "شينخوا" إن اتفاقية المناخ تهدف إلى الحد من الاحتباس الحراري من خلال استبدال الوقود الاحفوري الملوث بمصادر طاقة متجددة وصديقة للبيئة، داعيا مختلف دول العالم وخاصة المصنعة للوفاء بالتزاماتها في هذا الصدد.
وأبرز أن التغيرات المناخية تهدد العالم بحدوث اسوأ التأثيرات المتمثلة في الفيضانات والعواصف الشديدة، وارتفاع مستوى مياه البحر بسبب الاحتباس الحراري.
من جهته قال المسؤول عن قطب المجتمع المدني بمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة إدريس اليزمي، إن قمة مراكش ستكون فرصة لرفع مستوى الاهتمام بإفريقيا ودول الجنوب المهددة بشكل أكبر بالتغيرات المناخية.
وتابع أن إشكالية التمويل وتقوية القدرات ودراسة سبل حماية دول القارة الإفريقية والجزر المهددة بالزوال بسبب التغيرات المناخية، ستكون على قائمة أولويات المفاوضات بقمة مراكش.
من جانبه قال رئيس الائتلاف المغربي من أجل عدالة مناخية كمال حبيب أن دول الجنوب مطالبة بإيجاد آليات لتعبئة تمويلات بمصادر ذاتية، تساعدها على الانتقال بنجاح نحو اقتصاد أخضر و مستدام.
وتسعى الرئاسة المغربية لقمة المناخ لجعل المؤتمر محطة مهمة لوضع مخطط خلال الفترة الممتدة من الآن إلى حدود ما قبل 2020 من أجل تقوية قدرات الدول الفقيرة ونجاح تأقلمها مع الالتزامات الجديدة واستفادتها من التكنولوجيا الجديدة ودعم جهودها في التنمية المستدامة و الأمن الغذائي، عبر توفير تمويلات بقيمة 100 مليار دولار خلال تلك الفترة.