شرم الشيخ 15 مارس 2015 (شينخوا) أعلنت مصر أن حصيلة مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد الذي أنهى فعالياته اليوم (الأحد) بمنتجع شرم الشيخ بلغت 60 مليار دولار، في شكل اتفاقيات استثمارية وقروض، فضلا عن تعهدات بدعم خليجي بـ 12.5 مليار دولار.
وقال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، في مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر الدولي، إن إجمالى قيمة العقود التي تم الإتفاق عليها بالفعل خلال المؤتمر بلغت 36.2 مليار دولار.
ومن أبرز اتفاقيات الاستثمار المباشر التي وقعتها مصر، الاتفاقية الخاصة بالاكتشافات الجديدة من شرق وغرب النيل مع شركة (بيرتيش بتروليوم) البريطانية بقيمة 12 مليار دولار، والإتفاق على خمسة مشروعات عقارية مع مجموعة (ماجد الفطيم) الإماراتية بقيمة خمسة مليارات دولار.
وتابع محلب الذي غلبته دموعه أنه "بالإضافة إلى مبلغ 36.2 مليار دولار تمثل استثمارات مباشرة يبدأ تنفيذها على الفور، فإن المؤتمر نجح كذلك في الاتفاق على مشروعات ممولة قيمتها 18.6 مليار دولار".
وأضاف أن هناك أيضا "5.2 مليار دولار من صناديق ومؤسسات دولية كقروض مع وزارة التعاون الدولي، وهو ما يجعل إجمالي هذه المبالغ يقترب من 60 مليار دولار".
وتمثلت أهم المشروعات الممولة، أي تلك التي تقيمها شركات ثم تسدد الحكومة المصرية قيمتها على فترات طويلة، في قيام شركة (سيمنس) الألمانية بالاتفاق على إقامة ثلاث محطات كهربائية بطاقة إجمالية 13 ألف و200 ميجاوات بتكلفة استثمارية بلغت عشرة مليارات دولار.
كما وقعت الحكومة المصرية مع البنك الأوربي للتنمية وإعادة الإعمار، اتفاقا لتمويل 23 مشروعا بقيمة 750 مليون يورو، بجانب الاتفاق مع بنك الاستثمار الأوروبي على دعم المشروعات المتعلقة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بقيمة مليارين و120 مليون يورو.
وأشار رئيس الوزراء المصري إلى ما التزمت به أربع دول عربية هي السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان بتقديم 12.5 مليار دولار لمصر.
وبجانب هذه الاتفاقات، وقعت مصر خلال المؤتمر الاقتصادي على مذكرات تفاهم مع العديد من الشركات والمؤسسات بقيمة 92 مليار دولار، حسب ما أعلن أشرف سالمان وزير الاستثمار المصري.
ومن أبرز مذكرات التفاهم هذه، مذكرة تفاهم مع شركة (أكوا باور) السعودية لإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم بتكلفة حوالي 9.4 مليار دولار.
وأكد محلب أن المشروعات المقدمة فى مؤتمر دعم و تنمية الاقتصاد المصري " لا تتغير بتغير الحكومات، فمصر لديها خطة تنموية ثابتة تقوم على الاستغلال الأمثل والاستفادة المثلى من إمكاناتها الهائلة".
وقال إنه تم تكليف الوزراء بتشكيل مجموعة عمل لمتابعة نتائج المؤتمر كل ساعة، وتعهد بأن يبذل كل جهد لتنفيذ خطة الرئيس عبدالفتاح السيسي وآمال وطموحات الشعب.
ودعا محلب شباب مصر إلى "استكمال (ما وصفه بـ) التجربة المصرية، التي اعتبرها هدية مصر للعالم، والتي ستغير مصر إلى أن نصل إلى وقت لا يكون لدينا فيه عجز في الميزانية".
وبدأ المؤتمر الإقتصادي الجمعة في منتجع شرم الشيخ المصري في محاولة من مصر لبناء اقتصادها المترنح منذ أربع سنوات.
وبرغم هذه الاتفاقات التي حازتها مصر خلال المؤتمر، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمة في ختام فعاليات المؤتمر، إن "مصر تحتاج ما بين 200 إلى 300 مليار دولار لكي تبنى بشكل جيد".
وطالب السيسي الشركات التى ستنفذ المشروعات في مصر بسرعة إنجازها وبتكلفة منخفضة، وأكد أن التزام مصر بسداد مستحقات الشركات أمر لايقبل الشك.
وشدد على أن مصر" تستيقظ الآن"، وأضاف "مصر بشعبها هي التي علمت الدنيا وإن شاء الله ستعلمها مرة أخرى، مصر لن تموت، استيقظت وستستيقظ".
وقال "نحتاج إلى التحرك بسرعة أكثر.. هذا الكلام موجه لكل المصريين وكل المستثمرين المصريين وحتى الشركاء المستثمرين الدوليين، إذا كنتم تريدون أن تساهموا بجدية في تنمية البلد فلابد من العمل ليل نهار".
وأوضح " أن هذا المؤتمر سيعقد كل عام مرة، وليس لنا فقط ولكن سيصبح تجمع اقتصادي للدول التي تمر بظروف صعبة، وأوجه الدعوة لكل الشركات والمستثمرين السنة القادمة تقريبا في نفس الميعاد".
وتابع " أشكر جميع الحضور.. وكل من ساهم في نجاح هذا المؤتمر، لا تعلموا كيف أسعدتم الشعب المصري بحضوركم، المؤتمر كان يتابعه الشعب المصري لحظة بلحظة".
وختم السيسي قائلا "كلمتي الآن للمصريين، الناس جاءت من كل مكان لأجلكم أنتم، ورد فعلهم للتعاون مع مصر كان رسالة للدنيا كلها، وأيضا لكم أنتم، ونريد أيضا أن نعمل معهم ومع أنفسنا ليس مئات المرات فقط بل آلاف المرات".
وأنهى المؤتمر أعماله في أجواء حماسية، وعمت فرحة غامرة أروقته تأثرا بما لمسه القائمون عليه من نجاح.
وجابت سيارات تحمل علم مصر وصور الرئيس السيسي محيط قاعة المؤتمر والشوارع الرئيسية بمدينة شرم الشيخ، بينما صدحت مكبرات صوت بالأغاني الوطنية.
وهنأ الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي عهد السعودية، الرئيس السيسي خلال لقاء اليوم، على نجاح المؤتمر الذي أسفر عن استثمارات تصب في صالح جهود التنمية الاقتصادية التي تسعى مصر لتحقيقها.
كما أشاد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات بالتميز الذي شهدته فعاليات المؤتمر، والنتائج الإيجابية التي تمخضت عنه، لاسيما استعادة ثقة مجتمع الأعمال العربي والدولي في الاقتصاد المصري وإبرام العديد من الاتفاقات الواعدة على هامش أعماله.
وبينما ثمن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي النتائج الإيجابية للمؤتمر، وأشاد بالدعم الذي قدمته الدول العربية لمصر، أكدت المدير التنفيذي للبنك الدولي سيري مولياني أن المؤتمر يعد رسالة مهمة للعالم يعكس قدرة مصر على النهوض الاقتصادي في الفترة المقبلة.
إلى ذلك، قدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التهنئة لمصر على نجاح المؤتمر، وقال في تصريحات للصحفيين عقب مباحثاته مع نظيره المصري سامح شكري اليوم " أهنئكم، فالمؤتمر الاقتصادي كان مؤثرا بشكل كبير".
وأضاف كيري أنه " بات من الواضح أن مصر لديها فرص متعددة، وهناك الكثير من العمل الذى يتعين القيام به، ونتطلع لاستمرار العمل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء والجميع".