واشنطن 4 أبريل 2015 (شينخوا) ذكر باحثون أمريكيون في واشنطن أن خطة عمل مبادرة الحزام والطريق التي نشرتها الصين مؤخرا تمثل "مسعى عظيما وتاريخيا".
وصرح روبرت هورماتز وكيل وزارة الخارجية السابق للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة قائلا "لقد أعجبت كثيرا بالخطاب الذي ألقاه الرئيس شي في بواو (منتدى بواو الآسيوي). فالخطة التي وصفها تاريخية وسيكون لها تأثيرات كبيرة على المنطقة الآسيوية برمتها والعديد من الأجزاء الأخرى من العالم أيضا".
وقال هورماتز إن "هاتين المبادرتين معا تمثلا ن مجموعة هامة تاريخيا من المبادرات الاقتصادية الدولية التي قادتها الصين، فلم تطرح مبادرات بهذا الحجم والأهمية التاريخية منذ أربعينات وخمسينات القرن الماضي"، مضيفا "إنها حقا مسعى عظيم وتاريخي".
وشاطره الرأى بيتر بوتلير الأستاذ المساعد البارز للدراسات الصينية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز، قائلا "إنني معجب للغاية بخطة العمل التي أعلنتها الحكومة (الصينية)، إذ إنها تفتح منظورا جديدا وهاما بشأن التنمية في وسط وغرب آسيا".
فقد نشرت الصين في الـ28 من مارس خطة عمل بشأن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها في العام الماضي وتغطى منطقة تمتد من الصين إلى أوروبا. وقامت الخطة على أربعة مبادئ وهي الانفتاح والتعاون، والتناغم والشمولية، وعمل السوق، والمنفعة المتبادلة والتركيز على تنسيق السياسات والترابط والتجارة دون عوائق والتكامل المالي والروابط الشعبية.
واشاد الخبراء الأمريكيون بجوهر التعاون في الخطة وأعربوا عن اعتقادهم بأنه أحد العناصر الرئيسية لنجاح الخطة مستقبلا.
وذكر هورماتز "أظن أن مبادرتي الحزام والطريق يمكنهما تقديم إسهامات كبيرة للمنطقة إذا ما شارك الجيران الإقليميون بصورة فاعلة في جميع مراحل التصميم والتنفيذ التي تعد على ما يبدو سمة رئيسية للخطة".
وقال بوتلير إن الصين لديها من القدرة والموارد المالية ما يمكنها من توفير تلك السلع العام عالميا، ما يجعل الخطة تبدو "ممتعة وواعدة للغاية". وأضاف أن نجاح الخطة "يتوقف حقا على جودة المشروعات وعلى درجة التعاون بين الصين والدول المجاورة".
وأعرب هورماتز عن اعتقاده بأنه يتعين على الولايات المتحدة الترحيب بهاتين المبادرتين والتعاون مع الصين في هذه الخطة لأنها ستكون "بناءة للغاية" من الناحيتين الجغرافية والاقتصادية.
وأشار هورماتز إلى أن الحكومة الأمريكية كان لديها في وقت من الأوقات خطة طريق حرير جديد تهدف إلى دفع ازدهار أفغانستان بعد خفض أو انسحاب القوات الأمريكية ، مضيفا أن الصين "لديها أيضا رغبة قوية في وجود أفغانستان مستقرة ومزدهرة" وإبقائها بعيدة عن الإرهاب.
ولفت هورماتز إلى أن التعاون البحري الإقليمي والمفاوضات التجارية الجارية حاليا سيستفيدان أيضا كثيرا من التعاون بين البلدين في هذه الخطة.
والأكثر من ذلك، من وجهة نظرى أن هذه الخطة مهمة بشكل خاص في مجال الطاقة حيث تعمل الصين على تنويع مصادرها من الطاقة فيما تتجه الولايات المتحدة الآن لكي تصبح مصدرا عالميا للغاز الطبيعي وبعض المنتجات البترولية.