بيروت 6 ابريل 2015 (شينخوا) دعا نائب وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن اليوم (الإثنين) البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت للمساهمة في معالجة التحديات التاريخية بالشرق الأوسط، وذلك بعد قرابة عام من شغور المنصب، مطالبا بضرورة إخضاع معرقلي تأمين النصاب الدستوري للمساءلة العامة.

وقال بلينكن في تصريح للصحفيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، اليوم إنه "لمعالجة التحديات العديدة التي تواجهها المنطقة اليوم يحتاج لبنان إلى أن يكون كل جزء من حكومته عاملا على نحو فعال، وأنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات التاريخية مع كرسي رئاسي فارغ".

ودعا بلينكن "البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس في أقرب وقت وفقا للدستور والميثاق الوطني".

وتابع أن "انتخاب الرئيس هو قرار يعود اتخاذه كليا إلى اللبنانيين، ولكن عليهم أن يتخذوه والذين يعرقلون تأمين النصاب البرلماني ينبغي أن يخضعوا للمساءلة العامة".

وفشل البرلمان اللبناني الخميس للمرة 21 في الانعقاد لانتخاب رئيس للبلاد بسبب عدم اكتمال النصاب الدستوري ليستمر بذلك فراغ سدة الرئاسة لما يقرب من عام.

وقرر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إرجاء الجلسة المقررة لانتخاب رئيس للجمهورية إلى 22 ابريل الجاري.

ويتطلب النصاب القانوني حضور 86 نائبا يشكلون ثلثي أعضاء البرلمان المكون من 128 نائبا.

ولم تتوافق (قوى 14 مارس) و(قوى 8 مارس) منذ فراغ سدة الرئاسة في 25 مايو 2014 بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، حول شخصية مسيحية من الطائفة المارونية لشغل منصب الرئيس، وتستخدم هذه القوى مسألة النصاب لتعطيل جلسات انتخابه.

وترشح (قوى 14 مارس) وعلى رأسها تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للرئاسة، بينما تدعم (قوى 8 مارس) وفي مقدمتها حزب الله ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، فيما يرشح رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط النائب هنري حلو.

وحث المسؤول الأمريكي زعماء لبنان على أن "لا ينظروا خارج وطنهم من أجل حل للجمود الرئاسي والعمل بدلا من ذلك على إيجاد حل من الداخل، والأصوات المسؤولة في المجتمع الدولي سوف تدعمكم".

وقال إن "انتخاب الرئيس لن يحل جميع المشاكل إنما سيكون بمثابة خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح"، وحذر من أنه "ما لم يتم اختيار رئيس للبنان فإن هذا الوضع سيؤدي إلى تعميق تآكل المؤسسات السياسية في لبنان".

وتتولى الحكومة اللبنانية صلاحيات الرئاسة الشاغرة بسبب تعميق الانقسامات بين الفرقاء في لبنان على خلفية التوتر والصراع الطائفي في سوريا.

وفي الشأن السوري، قال بلينكن إن "الولايات المتحدة ملتزمة المساعدة في إحداث تحول سياسي في سوريا، ما يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتؤمن مستقبل من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري".

ورأى أن "الكرامة لا يمكن أن تتحقق إذا بقي الديكتاتور الحالي الذي يقصف شعب سوريا بالغاز والبراميل" في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد.

كما رأى أن "دعم حزب الله للرئيس السوري (..) لايؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة، ويقدم لداعش أداة لتجنيد المقاتلين ويدفع بالمزيد من اللاجئين للفرار إلى لبنان، وبالتالي فإن أعمال حزب الله في سوريا هي سيئة لشعبي سوريا ولبنان".

وقال إن "عواقب الحرب في سوريا تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة في لبنان وتضغط على الخدمات العامة، فالمجتمعات المضيفة تتقاسم موارد المياه الثمينة والمستشفيات استنفدت إمداداتها والمدارس فتحت أبوابها لعدد أكبر من الطلاب الذين يحمل بعضهم آثارا لجراح لا يمكن رؤيتها".

وأكد التزام بلاده "بتقديم الدعم ليس فقط للاجئين، ولكن أيضا للمجتمعات اللبنانية التي تستضيفهم".

ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تبقى أكبر جهة مانحة في سوريا بعد أن استجابت بتقديم ما يقارب 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية إلى لبنان، وهذا يشمل إعلاننا الأسبوع الماضي من الكويت عن تقديم مساعدة إضافية بقيمة 118 مليون دولار لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة في لبنان".

وأوضح أن "هذه المساعدة هي لتجديد المدارس وتخفيف العبء المالي المتعلق بتوفير المواد الغذائية وغيرها من الضروريات الأساسية، وتحسين فرص الحصول على المياه النظيفة والرعاية الطبية في المدن والقرى اللبنانية".

وأكد بلينكن أن "لدى الولايات المتحدة التزام عميق ودائم بدعم لبنان وشعبه".

وبحسب المسؤول الأمريكي تطرقت مباحثاته مع رئيس الوزراء اللبناني إلى "الجهود المشتركة لمواجهة عنف المتطرفين والقضاء على تهديد داعش".

وأعلن أن مساعدات بلاده الأمنية إلى لبنان "من تدريب ومعدات وأسلحة وذخيرة قد بلغت أكثر من مليار دولار على مدى السنوات التسع الماضية".

وقال "عندما وضعت أحداث الخريف الماضي في بلدة عرسال تحديا جديدا أمام قواتكم الأمنية، ردت الولايات المتحدة بمساعدة عملية وسوف نواصل القيام بذلك".

ووصل بلينكن مساء الأحد إلى لبنان، وأجرى لقاءات في وقت سابق اليوم مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والنائب وليد جنبلاط تناولت الوضع اللبناني وتطورات المنطقة.