الصفحة الأولى > أخبار رئيسية اليوم

(أهم الموضوعات الدولية) خبراء صينيون: إحياء ذكرى مؤتمر باندونغ يتيح آليات براغماتية للتعاون بين آسيا وأفريقيا

17:17:48 21-04-2015 | Arabic. News. Cn

بكين 21 أبريل 2015 (شينخوا) في لحظة تاريخية بالنسبة للعالم أجمع، تقام فعاليات إحياء الذكرى الـ60 لانعقاد مؤتمر باندونغ في إندونيسيا عام 1955 في الفترة من الأربعاء إلى الجمعة، وهي مناسبة يرى الخبراء الصينيون أنها ستجدد الترابط بين آسيا وأفريقيا وبين بلدان الجنوب من خلال إتاحة آليات براغماتية للتعاون فيما بينها.

قبل 60 عاما، فتح ممثلون من 29 دولة صفحة مهمة في التعاون بين آسيا وأفريقيا في مدينة باندونغ الإندونيسية وأبدعوا آفاقا للتعاون بين بلدان الجنوب. ومنذ ذلك الحين، لعبت ولا تزال تلعب الثمار التي أنتجها مؤتمر باندونغ، مثل المبادئ العشرة للعلاقات الدولية، دورا مهما في المجتمع الدولي عند التعامل مع القضايا الدولية.

"ولكن لا أحد ينكر أن الوضع الدولي يتغير باستمرار وأصبح أكثر تعقيدا مما كان عليه قبل 60 عاما"، هكذا قال تشاي كون، الأستاذ في كلية العلاقات الدولية بجامعة بكين، مضيفا أنه يتعين على الدول النامية السعي إلى رسم طريق جديد للتعاون بين دول الجنوب تحت ضوء "روح باندونغ" من أجل التغلب على الصعوبات التي قد تنشأ في عملية التنمية.

أما شيو لي بينغ الباحث بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية فقد تحدث تفصيلا عن الصعوبات التي تواجه القارتين، قائلا إن الدول في آسيا وأفريقيا سارت خلال السنوات الـ60 الماضية على طريق التنمية الذي اختارته بنفسها وأصبحت تشكل معا قوة محركة للاقتصاد العالمي مع ظهور الاقتصادات الناشئة الواحدة تلو الأخرى. ولكن هذا لم يمنع اتساع الفجوة في التنمية بين الدول وبروز مشهد واضح من عدم التوازن في التنمية فيما بينها.

كما لفت شيو إلى أن "التعاون بين دول آسيا وأفريقيا يقف في بعض الأحيان عند حد التوافق السياسي، ولهذا فإن تلك الدول باتت في حاجة ماسة إلى وضع ترتيبات من حيث الآليات والنظم. فالترابط بين القارتين يواجه تحديات كبيرة في ضوء افتقاره إلى تعاون اقتصادي واقعي، هذا إلى جانب ظهور نوع جديد من التدخل الاستعماري الغربي".

وطرح شيو ثلاث نقاط في مجال دفع التعاون البيني من خلال تطوير آليات براغماتية.

أولا، تعزيز التعاون في مجال الأمن غير التقليدي حيث قال شيو إنه بإمكان الدول في قارتي آسيا وأفريقيا تعظيم الاستفادة من الآليات الثنائية والمتعددة الأطراف القائمة حاليا للارتقاء بقدراتها على مجابهة التهديدات الأمنية غير التقليدية مثل مكافحة الإرهاب، والجرائم العابرة للقوميات، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة لتهيئة بيئة مستقرة للتنمية السلمية داخل القارتين.

وثانيا، إقامة آليات مستدامة للتعاون الاقتصادي حيث يرى شيو أن الذكرى الـ60 لانعقاد مؤتمر باندونغ تعد مناسبة فريدة لتأسيس آليات مستدامة للتعاون التجاري بين آسيا وأفريقيا وتحويل التوافق السياسي بين دول القارتين إلى عمل واقعي تدفعه التجارة والاستثمارات فيما بينها. وأشار إلى أن الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم تشكل الهيكل الرئيسي لدول القارتين، لذا فإن تعزيز التعاون بين هذه الشركات لدى الطرفين سيسهم إسهاما كبيرا في حل مشكلة التوظيف ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة.

وثالثا، توثيق التبادلات الثقافية لتوسيع القاعدة الشعبية للتعاون حيث لفت شيو إلى ضرورة دفع التعاون في مجالات السياحة وشؤون المرأة وشبكة الجامعات وغيرها من المجالات الثقافية نظرا للدور الهام الذي تضطلع به التبادلات الثقافية في توثيق العلاقات وإذابة الخلافات وتبديد سوء الفهم.

إن الصين، كما قال ليو تشن مين نائب وزير الخارجية الصيني، ساهمت في نجاح مؤتمر باندونغ في عام 1955 وترغب في مواصلة جهودها لتعزيز التضامن والتعاون بين دول القارتين وتحقيق الرخاء المشترك للدول الناشئة. وأضاف ليو أنه من المتوقع أن يطرح الجانب الصيني مبادرات لإحياء الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين آسيا وأفريقيا وتعميق التعاون البراغماتي بين القارتين في إطار تشكيل الوثائق الختامية المعينة وذلك خلال فعاليات الذكرى الـ60 للمؤتمر.

وأكد شيو أن الصين باعتبارها عضوا في أسرة آسيا-أفريقيا الكبيرة، ستقدم مبادرات الصين ومنتجات الصين وقنوات الصين للتعاون بين آسيا وأفريقيا، مختتما حديثه بقوله إن "منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، التي اقترحتها الصين والآسيان معا وتعد الأكبر من نوعها بين الدول النامية، أصبحت نموذجا للتعاون بين دول الجنوب وتجربة جيدة يمكن الاستفادة منها لتحفيز التعاون بين آسيا وأفريقيا. وعلى هذا الأساس، فإن المبادرات الجديدة التي طرحتها الصين مثل "الحزام والطريق" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ستضخ دون شك زخما جديدا في التعاون بين آسيا وأفريقيا.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
   الأخبار المتعلقة
تعليق: روح باندونغ مازالت مناسبة للعالم اليوم
محلل باكستاني: روح مؤتمر باندونغ مازالت مطلوبة لتحقيق السلام والازدهار
مقابلة: المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وروح باندونغ سيشرقان إلى الأبد
010020070790000000000000011101431341709381