بكين 1 يوليو 2015 (شينخوا) أسفرت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ للاتحاد الأوروبي عن مجموعة من الاتفاقيات التجارية الجديدة التي من المتوقع أن تؤسس لأعلى مستويات التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائى حتى الآن.
وخلال زيارة لي أعرب الاقتصادان العملاقان عن اهتمامهما بربط الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية المعروف بخطة يونكر ومبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وخطة التعاون في قدرات الإنتاج الدولي التي أيدها لي.
واقترح رئيس مجلس الدولة جمع المزايا التنافسية للصين في قدرات الانتاج وتصنيع المعدات مع التكنولوجيا المتقدمة للاقتصادات الأوروبية. ودعا الجانبين للتعاون في استكشاف أسواق أطراف أخرى .
وفي ظل مواجهة الصين وأوروبا مهمة الحفاظ على النمو الاقتصادي الراسخ وتعزيز البنية الاقتصادية, يعتقد محللون أن تكامل استراتيجيات التنمية لدى الجانبين سيعزز النمو لدى الجانبين وسيوفر فرصا جديدة للعلاقات الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال تشاو جون جيه الباحث في معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن الربط بين استراتيجيات التنمية لدى الصين والاتحاد الأوروبي أصبح أحد أهم ملامح زيارة لي الأوروبية.
وقال "من المتوقع أن يؤدي تكامل الاستراتيجيات التنموية الى ضخ قوة دافعة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي ومساعدتها على تحقيق تعاون متبادل النفع وتشكيل مجموعة للمصالح".
وقد اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق أو الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البحري وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين في عام 2013 بهدف إحياء الممرات التجارية القديمة بين آسيا وأوروبا والخروج من عنق زجاجة البنية التحتية وتعزيز كفاءة تخصيص الموارد.
أما خطة يونكر التي تحمل اسم رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر فتبلغ قيمتها 315 مليار يورو (352 مليار دولار أمريكي) وتهدف لإنعاش الاقتصاد الأوروبي وبناء مشروعات بنية تحتية كبرى.
وقال تشاو إن خطة يونكر تشمل النقل والطاقة وبناء البنية التحتية مايمنح فرصة للصين كي تعرض قدرتها الانتاجية وتكنولوجيتها ومزاياها المتعلقة بالأفراد.
وقال باي مينغ الباحث في أحد المعاهد البحثية التابعة لوزارة التجارة إنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي سيساعد رد الفعل الايجابي لمبادرة الحزام والطريق في تفاديه أزمة الدين وإنعاش اقتصاده.
إضافة إلى ذلك قال إن دخول 18 دولة أوروبية في البنك الآسيوي لاستثمارات البنية التحتية الذي أطلقته الصين يدل على موقفهم من المشاركة في استثمارات البنية التحتية الآسيوية.
وقال يونكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا إن "منافع مبادرة الحزام والطريق ليست مقصورة على الصين فقط وانما سوف تستفيد أوروبا أيضا من تحسين الاتصالات مع الاقتصادات النشطة في آسيا".
وقد ظل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجارى للصين على مدار 11 عاما في حين ظلت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي على مدار 12 عاما. وارتفع حجم التبادل التجاري الثنائى من 2.4 مليار دولار أمريكي في عام 1975 إلى 615 مليار دولار أمريكي في عام 2014.
ويعد استكشاف أسواق أطراف أخرى موضوعا هاما آخر في جولة لي. وخلال زيارته لباريس دعا لي الاقتصادين العالميين إلى التعاون في استكشاف أسواق أخرى وفتح مجال جديد للتعاون الثنائي العملي والمساعدة في تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي المستدام.
وقال تشاو جون جيه انه "في ظل الوضع العالمي الراهن يساعد استكشاف أسواق اخرى محتملة في تعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي واستكشاف طرق جديدة لتوسيع التعاون بين الجنوب والجنوب والجنوب والشمال".
وقال إنه على مدار 4 عقود بعد بدء العلاقات رسميا بين الصين والاتحاد الأوروبي من الممكن أن يكون عام 2015 فصلا جديدا أكثر رخاء للعلاقات بين طرفي أوراسيا، حيث ان الجانبين شريكان دوليان يتبادلان الدعم وليسا طرفين يستبعد بعضهما بعضا.