القاهرة 9 أبريل 2017 (شينخوا) قتل 43 شخصا وأصيب 119 آخرون بجروح اليوم (الأحد)، في تفجيرين استهدفا كنيستين بمحافظتي الغربية والاسكندرية شمال القاهرة وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، ما دفع السلطات المصرية إلى نشر جنود من الجيش للمساعدة في تأمين المنشآت الحيوية في البلاد.
الانفجار الأول داخل كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا بمحافظة الغربية
وقع الانفجار الأول بعبوة ناسفة صباح اليوم داخل كنيسة "مارجرجس" في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، إحدى محافظات دلتا النيل شمال مصر.
وقال محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إن الانفجار وقع بعبوة ناسفة تم وضعها داخل الكنيسة، ويرجح تفجيرها عن بعد.
فيما تحدث مصدر مسؤول لوكالة أنباء (الشرق الأوسط) الرسمية ، عن أنه يشتبه في أن التفجير نفذه "انتحاري"، مشيرا إلى العثور على "أشلاء يشتبه في أنها لمنفذ" التفجير "داخل قاعة الصلاة بالكنيسة".
وأوقع التفجير 27 قتيلا و78 جريحا، حسب بيان لوزارة الصحة المصرية.
ووقع انفجار كنيسة طنطا في أثناء احتفال المسيحيين بـ"أحد الشعانين"، وهو الأحد السابع من الصوم الكبير، والذي يبدأ به "أسبوع الالام" الذي يسبق عيد الفصح أو القيامة.
وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "ببالغ الشدة التفجير الغاشم الذي تعرضت له كنيسة مارجرجس".
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان، أن الرئيس السيسي "يؤكد أن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، ولن ينال أبداً من عزيمة المصريين وارادتهم الحقيقية في مواجهة قوى الشر".
الانفجار الثاني أمام كنيسة مارمرقس في محافظة الاسكندرية
بعد ساعات من تفجير كنيسة مارجرجس، وقع تفجير ثان، عندما فجر انتحاري بحزام ناسف نفسه أمام كنيسة مارمرقس في محافظة الاسكندرية شمال القاهرة، والتي صلى فيها بابا الأقباط تواضروس الثاني، "قداس أحد الشعانين".
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قوة الشرطة المسؤولة عن تأمين الكنسية تصدت "لمحاولة أحد العناصر الإرهابية اقتحام الكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف اليوم، وذلك حال تواجد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية داخلها لرئاسة الصلوات، والذي لم يصب بأذى".
وقتل في هذا التفجير 16 شخصا، وأصيب 41 آخرون حتى الآن، حسب وزارة الصحة.
ومن بين قتلى هذا الحادث، أربعة شرطيين، هم ثلاثة ضباط، بينهم امرأة وشرطي، حسب بيان لوزارة الداخلية.
وأكد القس أنجيليوس إسحق سكرتير البابا للوكالة الرسمية "أن البابا بخير ولم يصب بأذى" في الانفجار.
تنظيم الدولة الإسلامية يتبنى الهجومين على كنيستين في مصر
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الهجومين اللذين استهدفا يوم الأحد كنيستين بمحافظتي الغربية والإسكندرية، شمال القاهرة.
وذكر موقع (أخبار المسلمين) المحسوب على الجماعات الإسلامية على الإنترنت أن "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية".
السيسي يعلن حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة شهور
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الأحد، حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة شهور وتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الارهاب عقب تفجيرين استهدفا كنيستين.
وقال السيسي في كلمة متلفزة عقب اجتماع مجلس الدفاع الوطني، إن هناك "عدة اجراءات تم اتخاذها على رأسها اعلان حالة الطوارىء بعد استيفاء الاجراءات القانونية والدستورية لمدة ثلاثة شهور في الدولة المصرية".
وأوضح السيسي أن اعلان حالة الطوارىء يأتي لحماية أمن البلد ومنع أي مساس بمقدراتها.
وأضاف أنه "تم اتخاذ قرار بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب في مصر، وإصدار قانون لإعطاء هذا المجلس صلاحيات تمكنه من تنفيذ المطلوب لضبط الموقف كله على كافة المناحي إعلامية كانت أو قضائية أو قانونية".
وطالب السيسي "الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها لضبط الجناة والمجرمين (الذين ارتكبوا تفجيري اليوم) ومن خلفهم في أسرع وقت لمحاسبتهم".
ودعا إلى خطاب إعلامي يتعامل بـ" مصداقية ومسؤولية ووعي حتى لا يؤلم الناس".
ووجه خطابه للمواطنين، قائلا " لقد اثبتم صلابة يتعجب لها الناس، ليس فقط في مواجهة الإرهاب، وإنما في المصاعب الاقتصادية والحياتية، فكل التقدير للشعب المصري"، مؤكدا أنه " لن يستطيع أحد النيل من هذا البلد".
وتابع إن التفجيرين "محاولة لتحطيمكم وتمزيقكم (أي المصريين).. وطالما أنتم كتلة واحدة سيصعب على أي حد أن يهز الدولة".
وأردف ان المواجهة مع الإرهاب "طويلة ومستمرة ومؤلمة.. لكننا قادرين على هزيمة الإرهاب".
ودعا السيسي المجتمع الدولي إلى معاقبة الدول التي وصفها بالداعمة للارهاب، بقوله إن "الدول التي تدعم الإرهاب لازم تتحاسب".
الإدانة من المجتمع الدولي
أدانت السعودية والأردن وتونس وسلطنة عمان والمغرب والجزائر وقطر ولبنان والإمارات واليمن وليبيا وسوريا والسودان والعراق وفلسطين التفجيرين.
كما أدانت تركيا والفرنسي وإندونيسيا وسنغافورة وإلخ الهجومين في مصر.
وكما دانت منظمات إقليمية، هي الامم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التفجيرين.
ويأتي التفجيران قبل زيارة مقررة لبابا الفاتيكان إلى مصر يومي 28 و29 أبريل الجاري.
كما يأتيا بعد نحو أربعة أشهر من تفجير وقع في 11 ديسمبر الماضي داخل الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط، في القاهرة، وأسفر عن مقتل 29 قبطيا.
اقرأ أيضا:
تقرير إخباري: 43 قتيلا و119 جريحا في تفجيرين استهدفا كنيستين في مصر