< ((الصين في عيون العرب))"حضرنة القرى".. كلمة سر صينية جديدة للاستثمار فى المستقبل_Arabic.news.cn
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
((الصين في عيون العرب))"حضرنة القرى".. كلمة سر صينية جديدة للاستثمار فى المستقبل
                 arabic.news.cn | 2015-08-15 16:33:37

بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)

تشغل التبت مساحة واسعة من الأرض فوق هضبة تشينغهاى، تبلغ 1.23 مليون كيلو متر مربع، وهى مساحة كبيرة جدا، ورغم ذلك لا يتجاوز عدد سكان التبت الـ3.17 مليون نسمة، وهى من أقل المقاطعات الصينية كثافة للسكان، وتعتبر التضاريس الصعبة أحد أسباب ذلك، فالتبت بها مرتفعات وجبال كثيرة، من بينها جبال الهيمالايا، وقمة إيفرست أعلى قمم العالم، وكان سكان التبت يفضلون الإقامة فى أعالى الجبال بجوار المراعى، ويتجمعون فى قرى صغيرة نائية، تحاول الحكومة الصينية الآن تطويرها ضمن خطط "حضرنة القرى".

ورغم أن استراتيجية "حضرنة القرى" تشمل الصين كلها، وتمثل توجها للحكومة المركزية، حيث تعتبره وسيلة للنهوض بهذه القرى وتوفير خدمات أفضل لمواطنيها، فإن حضرنة قرى التبت تتخذ شكلا مختلفا بعض الشيء، لأن قرى التبت تختلف عن غيرها من القرى فى المقاطعات الأخرى، فقرى التبت أصغر حجما، ومتناثرة فوق قمم الجبال حول ينابيع المياه، وبالتالى يحتاج توصيل المرافق والخدمات إليها جهودا مضاعفة.

العمل على حضرنة قرى التبت يسير على أكثر من مسار، منها ما يستهدف الحاضر، ومنها ما يتطلع ويخطط للمستقبل، ففيما يتعلق بالحاضر يتم بناء بيوت حديثة لسكان القرى، وتجميع الصغيرة جدا منها مع غيرها لتكون قرى أكبر حجما يسهل توصيل المرافق إليها.

وفيما كان التبتيون يعتمدون فى دخلها على إنتاج حيواناتهم فإن الخخطة تستهدف إيجاد مصادر دخل أخرى لهم، ومنها تحويل منازل تلك القرى إلى فنادق عائلية، حيث تعيش الأسرة وتوفر فى الوقت نفسه عددا من الغرف لاستضافة السياح الفارين من ضغوط العمل وتلوث المدن، والراغبين فى قضاء وقت للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة.

وتقوم العائلة بخدمة الضيوف وتوفير الطعام لهم، والذى تنتجه العائلة من مزرعتها، مقابل مبالغ ضئيلة مقارنة بفنادق المدن، فإقامة الفرد كاملة فى أحد هذه الفنادق فوق الجبل لا تكلفه سوى 60 يوان صينى فى اليوم (أقل من 70 جنيها مصريا)، حسب زوجة مالك البيت، التى قالت إن الحكومة ساعدتها فى إنشاء البيت من خلال قرض بنكى بفائدة قليلة، وتتابع مشروعها من خلال نصائح يتم تقديمها لها عبر شركات حكومية متخصصة، تفتش أيضا على الفندق لضمان مستوى الخدمة والنظافة، وأشارت إلى أن مشروعها معفى من دفع الضرائب، وأنها حققت دخلا تجاوز الـ"170 ألف يوان فى 2014".

فندق العائلة ليس النموذج الوحيد المتبع لتنمية القرى التبتية، فهناك أيضا التمويل للمشاريع الصغيرة الأخرى، ومنها المشروع الذى أقامه "جاما ذو نجزو" وهو شاب تبتى يبلغ عمره 26 عاما، تخرج فى الجامعة بعد دراسته للثقافة والآداب، لكنه فضل العودة إلى قريته الصغيرة "يان شان" التى تبعد 3 ساعات بالسيارة عن العاصمة لاسا، وبدأ مشروعه لإنتاج المنتجات التبتية التقليدية، من ملابس وحقائب وغيرها.

يقول جاما إنه حينما فكر فى المشروع وجد المساعدة من المسئولين بدراسة جدوى جاهزة وبتمويل ووعد بالمساعدة فى بيع وتصدير المنتجات، ويؤكد أنه بعد سنوات قليلة اصبح معه الآن 100 مساهم فى المشروع، ويعمل به أكثر من 200 شخص من قريته والقرى المجاورة، نساء ورجالا، وأن دخلهم من المشروع يفوق دخل الموظف الحكومى.

وفيما يتعلق بالمستقبل تحرص الحكومة الصينية على تعليم أبناء التبت، باعتبارهم كانوا من الفئات المحرومة لعقود فى الماضى، ولأن القرى صغيرة ومتباعدة فى الجبال فقد وفرت الحكومة للأطفال إقامة كاملة فى مدارس المدن، يسكنون ويأكلون فيها، ويزورون أهلهم فى الإجازات، وكل ذلك بالمجان حتى سن الـ18 سنة، حسب تأكيد ليو جينيانج، نائب مدير عام إدارة التنمية والتخطيط فى حكومة التبت، والذى اشار إلى أن هذا التعليم المجانى لأبناء التبت لا يتوقف عند سن الـ18، لكن من يرغب منهم فى الالتحاق بالجامعة يجد فرصا كثيرة للحصول على منح دراسية مجانية ايضا، على غير المعمول به فى الجامعات الصينية الأخرى. ويعتبر أن ذلك استثمار فى المستقبل تقوم به الحكومة الصينية لتنمية التبت، وجعلها جزءا من مسيرة تقدم الصين.

 

   1 2 3 4   

 
((الصين في عيون العرب)) قصر بوتالا.. هنا مقر "الدالاى لاما" أحياء وأموات
((الصين في عيون العرب)) غرام الأميرة ونتشينج والملك قان بو
(( الصين في عيون العرب)) مصر فى التبت!
((الصين في عيون العرب))"الأهرام" فى زيارة خاصة إلى"سقف العالم": التبت.. أرض الغموض والأساطير
بالصور: طائرة الأخبار بدون الطيار لشبكة شينخوا تلتقط صور موقع الانفجار بتيانجين
بالصور: طائرة الأخبار بدون الطيار لشبكة شينخوا تلتقط صور موقع الانفجار بتيانجين
إقامة مسابقة القبلة في نيويورك للذكرى ال70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية
إقامة مسابقة القبلة في نيويورك للذكرى ال70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية
التاريخ لا ننساه - الذكرى ال70 لإعلان اليابان للاستسلام بلا شروط
التاريخ لا ننساه - الذكرى ال70 لإعلان اليابان للاستسلام بلا شروط
الراقص على ظهور الخيل
الراقص على ظهور الخيل
التمساح يصبح صديق الناس في كوستا ريكا
التمساح يصبح صديق الناس في كوستا ريكا
فنانة تحول وجوه الناس إلى الشخصيات الكرتونية باستخدام الماكياج
فنانة تحول وجوه الناس إلى الشخصيات الكرتونية باستخدام الماكياج
القطط في الأواني الزجاجية
القطط في الأواني الزجاجية
الشباب الصينيون يقيمون حفل الزفاف وفقا لطريقة "أسرة هان"
الشباب الصينيون يقيمون حفل الزفاف وفقا لطريقة "أسرة هان"
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

((الصين في عيون العرب))"حضرنة القرى".. كلمة سر صينية جديدة للاستثمار فى المستقبل

| 2015-08-15 16:33:37

بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)

تشغل التبت مساحة واسعة من الأرض فوق هضبة تشينغهاى، تبلغ 1.23 مليون كيلو متر مربع، وهى مساحة كبيرة جدا، ورغم ذلك لا يتجاوز عدد سكان التبت الـ3.17 مليون نسمة، وهى من أقل المقاطعات الصينية كثافة للسكان، وتعتبر التضاريس الصعبة أحد أسباب ذلك، فالتبت بها مرتفعات وجبال كثيرة، من بينها جبال الهيمالايا، وقمة إيفرست أعلى قمم العالم، وكان سكان التبت يفضلون الإقامة فى أعالى الجبال بجوار المراعى، ويتجمعون فى قرى صغيرة نائية، تحاول الحكومة الصينية الآن تطويرها ضمن خطط "حضرنة القرى".

ورغم أن استراتيجية "حضرنة القرى" تشمل الصين كلها، وتمثل توجها للحكومة المركزية، حيث تعتبره وسيلة للنهوض بهذه القرى وتوفير خدمات أفضل لمواطنيها، فإن حضرنة قرى التبت تتخذ شكلا مختلفا بعض الشيء، لأن قرى التبت تختلف عن غيرها من القرى فى المقاطعات الأخرى، فقرى التبت أصغر حجما، ومتناثرة فوق قمم الجبال حول ينابيع المياه، وبالتالى يحتاج توصيل المرافق والخدمات إليها جهودا مضاعفة.

العمل على حضرنة قرى التبت يسير على أكثر من مسار، منها ما يستهدف الحاضر، ومنها ما يتطلع ويخطط للمستقبل، ففيما يتعلق بالحاضر يتم بناء بيوت حديثة لسكان القرى، وتجميع الصغيرة جدا منها مع غيرها لتكون قرى أكبر حجما يسهل توصيل المرافق إليها.

وفيما كان التبتيون يعتمدون فى دخلها على إنتاج حيواناتهم فإن الخخطة تستهدف إيجاد مصادر دخل أخرى لهم، ومنها تحويل منازل تلك القرى إلى فنادق عائلية، حيث تعيش الأسرة وتوفر فى الوقت نفسه عددا من الغرف لاستضافة السياح الفارين من ضغوط العمل وتلوث المدن، والراغبين فى قضاء وقت للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة.

وتقوم العائلة بخدمة الضيوف وتوفير الطعام لهم، والذى تنتجه العائلة من مزرعتها، مقابل مبالغ ضئيلة مقارنة بفنادق المدن، فإقامة الفرد كاملة فى أحد هذه الفنادق فوق الجبل لا تكلفه سوى 60 يوان صينى فى اليوم (أقل من 70 جنيها مصريا)، حسب زوجة مالك البيت، التى قالت إن الحكومة ساعدتها فى إنشاء البيت من خلال قرض بنكى بفائدة قليلة، وتتابع مشروعها من خلال نصائح يتم تقديمها لها عبر شركات حكومية متخصصة، تفتش أيضا على الفندق لضمان مستوى الخدمة والنظافة، وأشارت إلى أن مشروعها معفى من دفع الضرائب، وأنها حققت دخلا تجاوز الـ"170 ألف يوان فى 2014".

فندق العائلة ليس النموذج الوحيد المتبع لتنمية القرى التبتية، فهناك أيضا التمويل للمشاريع الصغيرة الأخرى، ومنها المشروع الذى أقامه "جاما ذو نجزو" وهو شاب تبتى يبلغ عمره 26 عاما، تخرج فى الجامعة بعد دراسته للثقافة والآداب، لكنه فضل العودة إلى قريته الصغيرة "يان شان" التى تبعد 3 ساعات بالسيارة عن العاصمة لاسا، وبدأ مشروعه لإنتاج المنتجات التبتية التقليدية، من ملابس وحقائب وغيرها.

يقول جاما إنه حينما فكر فى المشروع وجد المساعدة من المسئولين بدراسة جدوى جاهزة وبتمويل ووعد بالمساعدة فى بيع وتصدير المنتجات، ويؤكد أنه بعد سنوات قليلة اصبح معه الآن 100 مساهم فى المشروع، ويعمل به أكثر من 200 شخص من قريته والقرى المجاورة، نساء ورجالا، وأن دخلهم من المشروع يفوق دخل الموظف الحكومى.

وفيما يتعلق بالمستقبل تحرص الحكومة الصينية على تعليم أبناء التبت، باعتبارهم كانوا من الفئات المحرومة لعقود فى الماضى، ولأن القرى صغيرة ومتباعدة فى الجبال فقد وفرت الحكومة للأطفال إقامة كاملة فى مدارس المدن، يسكنون ويأكلون فيها، ويزورون أهلهم فى الإجازات، وكل ذلك بالمجان حتى سن الـ18 سنة، حسب تأكيد ليو جينيانج، نائب مدير عام إدارة التنمية والتخطيط فى حكومة التبت، والذى اشار إلى أن هذا التعليم المجانى لأبناء التبت لا يتوقف عند سن الـ18، لكن من يرغب منهم فى الالتحاق بالجامعة يجد فرصا كثيرة للحصول على منح دراسية مجانية ايضا، على غير المعمول به فى الجامعات الصينية الأخرى. ويعتبر أن ذلك استثمار فى المستقبل تقوم به الحكومة الصينية لتنمية التبت، وجعلها جزءا من مسيرة تقدم الصين.

 

   1 2 3 4   

الأخبار المتعلقة

الصور

010020070790000000000000011101441345206091