ميلان 24 يناير 2015 (شينخوا) أشادت وسائل إعلام وخبراء في إيطاليا بالخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أمام الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، واصفين إياه بأنه "خطاب مطمئن" للعالم.
فقد قالت كلاوديا سيغري، سكرتيرة (أسيوم فوركس) وهي رابطة للأسواق المالية في إيطاليا، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي أثار قلقا في الأسواق الغربية ينظر له الآن باعتباره جزءا من المسار الجديد الذي تنتهجه الصين في قطاعيها الصناعي والخدمي والتعديلات الجديدة التي تدخلها عليهما".
وذكرت إن تصريحات لي كه تشيانغ سلطت الضوء على "الخطوات الضخمة" التي خطاها مؤخرا ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتدعيم نظمه المالية والمصرفية.
كما أشارت سيغري إلى أن انخفاض أسعار النفط، وهو موضوع محوري آخر نوقش خلال اجتماع دافوس، أسهم في تدعيم الاقتصاد الصيني الذي يشهد حاليا تحولا في نمط النمو يتم فيه التركيز بصورة أكبر على الفعالية وجودة النمو.
وقالت "لقد استشعرت التزاما صينيا ملحوظا ببناء حزام اقتصادي لطريق الحرير لتعزيز التعاون عندما شاركت في اجتماع عقد في السفارة الصينية بروما العام الماضي".
ولفتت إلى أن الصين تكن أعلى احترام لتاريخ إيطاليا وكنوزها الفنية، فيما يتطلع الإيطاليون إلى مواصلة زيادة التبادلات التجارية مع بلد يعتبرونه يد عون كبرى.
ومن جانبه ذكر غيوليانو نوتشي، وهو أستاذ تسويق بجامعة الفنون التطبيقية في ميلان ، أن مشاركة لي كه تشيانغ في اجتماع دافوس جعل الوفد الصيني المشارك في اجتماع العام الحالي هو الأعلى مستوى منذ عام 2009.
وكتب في تحليل نشرته صحيفة ((إيل سول 24 أور)) المالية بميلان يقول إن "لي كه تشيانغ تعامل في خطابه الرئيسي مع القضايا المنتظرة للتعاون الاقتصادي في العلاقات المعقدة بين الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ".
وقال نوتشي إن "المنظور الإستراتيجي الطويل الأجل لرئيس مجلس الدولة الصيني الذي حمل سياسات جديدة ترك بصمته في دافوس"، مضيفا أن سياسات الصين طوال السنوات الثلاثين الماضية انتشلت مئات الملايين من الأفراد من الفقر.
وذكر أن المسار الجديد الذي بدأه الرئيس الصيني شي جين بينغ يعكس الإدراك العميق بأن الصين عليها الآن إيجاد محرك جديد للنمو المستدام.
ولفت نوتشي إلى أن التحرير التدريجي للتجارة والاستثمارات، وإصلاح النظم المالية والصحية، وحماية البيئة، وتنشئة رأس مال بشري مؤهل، ومكافحة الفساد تمثل الأجزاء الهامة من هذه الخطة الطموحة.
وقال غابريلي روغي، رئيس إدارة الاستشارات والمنتجات في بنك (إنفيستا بانكا) المتخصص في تقديم الخدمات الاستثمارية للعملاء من المؤسسات والقطاع الخاص، إن "الصين دخلت مرحلة الوضع الطبيعي الجديد، وذلك كما عرفه لي كه تشيانغ في دافوس، مع تحويل سرعة النمو فيها من سرعة مرتفعة إلى سرعة من متوسطة إلى مرتفعة، وهو أمر واضح بعد سنوات عدة من النمو القوي".
وذكر روغي أن المجتمع المالي في إيطاليا يرحب بخطاب رئيس مجلس الدولة الصيني ويعتبره "إعادة طمأنة بأن الصين تعمل على استقرار قوة اقتصادها من خلال نمو أكثر بطأ على المدى المتوسط، ولكنه يعني رؤى أشد صلابة على المدى المتوسط والطويل".
وأضاف قائلا "في الواقع لقد طمأنت الصين الأسواق بأن اقتصادها مازال يعمل على ما يرام رغم سيره بخطى أبطأ".
وأكد المحلل أن رسالة الثقة التي بعث بها لي كه تشيانغ خلال اجتماع دافوس حملت أهمية خاصة لدول مصنعة مثل إيطاليا. وقال إن "خطاب رئيس مجلس الدولة الصيني كان بمثابة خبر سار للعالم الغربي الذي يستند بطريقة أو بأخرى على النجاحات الماضية ويرى الصين بطلا جوهريا جديدا".