القاهرة 10 إبريل 2017 (شينخوا) اعتبر محللون سياسيون وأمنيون، اليوم (الاثنين)، التفجيرين اللذين نفذهما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أمس ضد كنيستين في مصر دليلا على انحسار الإرهابيين في سيناء من جراء ضربات الجيش المصرى.
ووقع الانفجار الأول بعبوة ناسفة صباح أمس (الأحد) داخل كنيسة "مارجرجس" في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وأوقع 28 قتيلا، حسب بيان لوزارة الصحة.
وعقب ساعات، وقع حادث ثان حين فجر انتحاري بحزام ناسف نفسه أمام كنيسة مارمرقس في محافظة الاسكندرية، فقتل 17 شخصا، ليصل إجمالي ضحايا التفجيرين إلى 45 قتيلا و125 مصابا.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني صلاح سمك، إن استهداف تنظيم داعش الإرهابي للمسيحيين في مصر دليل على فشل وضعف هذا التنظيم.
وأضاف سمك وهو لواء شرطة متقاعد، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الإرهابيين وجدوا أنه لا مجال لهم في شبه جزيرة سيناء، بعد أن نجحت قوات الأمن في التصدي لهم بقوة والسيطرة على الوضع هناك، فاتجهوا إلى استهداف المسيحيين.
ورأى أن " استهداف الأقباط ينفذه شخصيات هامشية في المستوى التنظيمي للتنظيم الارهابي"، مشيرا إلى أن مرتكبي هذه التفجيرات أشخاص ليسوا أصحاب عقيدة دينية قوية، وسهل اقناعهم بقتل المسيحيين عن طريق تفسير خاطئ لبعض الآيات القرآنية.
ورد على سؤال حول هل كشفت تفجيرات الأمس خللا في الخطط الأمنية، بتأكيده أنه لا يوجد تأمين أمني كامل 100 %، لاسيما عندما يتعلق الأمر بتفجير انتحاري.
وأردف إن التأمين الأمني لكنيسة مارمرقس التي تعرضت لتفجير انتحاري أمس، كان جيدا خاصة أن قوات الأمن منعت منفذ التفجير من دخول الكنيسة، ما دفعه إلى تفجير نفسه أمامها.
وتساءل " ماذا لو استطاع منفذ التفجير اقتحام الكنيسة وتفجير نفسه داخلها؟، خاصة أن البابا تواضروس الثاني هو المستهدف من هذا التفجير".
واستطرد " لو نجح الانتحارى في دخول كنيسة مارمرقس وفجر نفسه والبابا داخلها كان سيكون أمر سيئ سياسيا وأمنيا لمصر على المستوى الدولي".
ورغم تفجيري أمس، أكد سمك أن الإرهاب في مصر " في انحسار".
لكنه دعا إلى تغيير المناهج في الأزهر الشريف، التي يتبنى بعضها آراء ظلامية.
وقال " لابد من محاربة الفكر بالفكر، لان من يؤمن بعقيدة ما لديه استعداد أن يموت في سبيلها".
وبدأ في الساعة الواحدة ظهر اليوم (الاثنين) سريان حالة الطوارئ في أنحاء مصر ولمدة ثلاثة أشهر.
ووافق مجلس الوزراء المصري، على قرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر اعتبارا من الساعة الواحدة ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) الموافق العاشر من أبريل العام 2017.
وبحسب الدستور المصري، يتوجب على رئيس البلاد عرض قرار إعلان حالة الطوارئ على مجلس النواب (البرلمان) خلال سبعة أيام ليقرر ما يراه بشأنه.
من جانبه، اعتبر الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن تفجيري أمس حلقة من حلقات الصراع بين الجماعات الارهابية والدولة المصرية، ويستهدفان خلخلة النسيج الوطني للشعب المصري بصورة كبيرة.
ورأى أن هذه التفجيرات "حوادث أليمة " ضد طائفة لها حق المواطنة والعيش في أمان والاحتفال بأعيادها، في إشارة إلى المسيحيين.
وأوضح أن تنظيم داعش أراد من خلال تنفيذ هذين التفجيرين إثبات أنه ما زال موجودا ويستطيع أن ينفذ عمليات في أماكن مختلفة.
وأجاب على سؤال حول ما إذا كان التفجيرين لهما صلة بما يحدث في سيناء، قائلا " إنهما جاءا ردا على عمليات الجيش ضد الإرهابيين في سيناء، وتطهير جبل الحلال منهم".
وشاطره الرأي الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مشيرا إلى أن تفجيري الأمس جاءا بهدف تشتيت الأجهزة الأمنية وتخفيف الضغط الأمني عن الارهابيين في محافظة شمال سيناء.
وتابع إن داعش أراد أن يوجه رسالة بأنه قادر على تنفيذ عمليات داخل المدن المصرية، وأن الضربات التي تعرض لها من قبل الجيش في سيناء لم تؤثر عليه.
وشن الجيش المصري سلسلة حملات متواصلة في شمال سيناء لتطهيرها من الإرهابيين، ونجح مؤخرا في فرض السيطرة التامة على جبل الحلال، الذي كان ملاذا للجماعات الإرهابية، ما أدى إلى مقتل واعتقال مئات الإرهابيين.
تنظيم الدولة الإسلامية يتبنى الهجومين على كنيستين في مصر
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الهجومين اللذين استهدفا يوم الأحد كنيستين بمحافظتي الغربية والإسكندرية، شمال القاهرة.
وذكر موقع (أخبار المسلمين) المحسوب على الجماعات الإسلامية على الإنترنت أن "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية".
بدأ في الساعة الواحدة ظهر اليوم (الاثنين) سريان حالة الطوارئ في أنحاء مصر ولمدة ثلاثة أشهر.
ووافق مجلس الوزراء المصري، على قرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر اعتبارا من الساعة الواحدة ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) الموافق العاشر من أبريل العام 2017.>>
الإدانة من المجتمع الدولي
أدانتالسعودية والأردن وتونس وسلطنة عمان والمغرب والجزائر وقطر ولبنان والإمارات واليمن وليبيا وسوريا والسودان والعراق وفلسطين التفجيرين.
كما أدانتتركيا والفرنسي وإندونيسيا وسنغافورة وإلخ الهجومين في مصر.
وكما دانت منظمات إقليمية، هيالامم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التفجيرين.
ويأتي التفجيران قبل زيارة مقررة لبابا الفاتيكان إلى مصر يومي 28 و29 أبريل الجاري.
كما يأتيا بعد نحو أربعة أشهر من تفجير وقع في 11 ديسمبر الماضي داخل الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية، مقر بابا الأقباط، في القاهرة، وأسفر عن مقتل 29 قبطيا.
اقرأ أيضا:
تقرير إخباري: 43 قتيلا و119 جريحا في تفجيرين استهدفا كنيستين في مصر