زيورخ، سويسرا 25 يناير 2015 (شينخوا) مع أول شعاع شمس في الصباح، انطلقت حافلة تروللي عبر شارع بانهوفستراسي المزدحم هنا تحمل على جانبها إعلانا لافتا للنظر بالحجم الكامل لشركة هواوي للتكنولوجيا، عملاق الاتصالات الصيني.
وكشريك رئيسي لشركة الاتصالات السويسرية ((سويس تليكوم)) ومزود للسكان المحليين بشبكة الانترنت ، يعتبر توسع ونمو هواوي في سويسرا مثالا لنفوذ الصين على الساحة الاقتصادية العالمية.
وفي دافوس، وهي بلدة صغيرة تبعد بحوالي 150 كم عن زيورخ، تجلى نفوذ الصين الاقتصادي العالمي بشكل أكبر في أواخر يناير عندما انطلقت أعمال المنتدي الاقتصادي العالمي في المنتجع الجليدي.
وبقيادة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، لفت الوفد الصيني المكون من أكثر من 80 شخصا من كبار المسؤولين الحكوميين ونخبة من رجال الأعمال والأكاديميين البارزين، لفت الانتباه بشكل غير مسبوق.
وفي كلمته الرئيسية للاجتماع السنوي، تقاسم لي وجهات نظره بشأن تنمية الاقتصاد العالمي وشرح الوضع الاقتصادي للصين وإجراءاتها لتعميق الاصلاحات بشكل شامل.
وتوقفت وكالة بلومبرغ عند مغزى التمثيل الرفيع لمجموعة علي بابا وهواوي في تقريرها الخاص في دافوس.
وقالت الوكالة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، إن دعم تصريحات لي كه تشيانغ " سيكون وجوه الاقتصاد الصيني الجدد-- مديرون تنفيذيون مثل جاك ما رئيس مجموعة على بابا القابضة المحدودة ورن تشنغ فيه، رئيس شركة هواوي للتكنولوجيا، وقد حضر الاثنان أيضا المنتدى الاقتصادي العالمي".
وفي نوفمبر الماضي، حضر لي كه تشيانغ المؤتمر العالمي الأول حول الانترنت في هانغتشو، حاضرة مقاطعة تشيجيانغ شرقي الصين، واجتمع هناك مع مشاركين من الداخل والخارج بما في ذلك جاك ما، وفي يناير قام لي بزيارة لشركة هواوي في إطار جولة قام بها لثلاثة أيام في مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.
ولكي يحافظ اقتصاد الصين على سرعة من متوسطة إلى مرتفعة من النمو ويحقق مستوى من متوسط إلى مرتفع من التنمية، قال لي كه تشيانغ انه لابد للصين من استخدام يد الحكومة ويد السوق على نحو ملائم وإفساح المجال كاملا أمام المحركات التقليدية والجديدة للنمو.
وأضاف لي أنه "من أجل تعزيز وجود محرك جديد للنمو"، "نحن بحاجة إلى تشجيع تنظيم المشروعات الجماعية والابتكار وحشد حكمة الشعب وقوته".
وتعد على بابا وهواوي بالتحديد أفضل مثالين للشركات الصينية الساعية الى التنمية المبتكرة.
وقبل شهرين، زار لي قرية تشنغ يان ليو، بمدينة ييوو بمقاطعة تشيجيانغ وذكر مرة أخرى القرية الأولى في التجارة الالكتروتية ، والمعروفة أيضا بقرية تاوباو، في تصريحاته في دافوس.
وقال لي " في هذه القرية توجد نحو 700 أسرة وأكثر من 2800 متجر مسجل على الانترنت. وتباع أكثر من 30 مليون قطعة من مختلف الأنواع في أجزاء مختلفة من العالم"، مضيفا أن "قصة القرية تتحدث بقوة عن جدية الشعب الصيني وانخراطه بنجاح في الأعمال الحرة".
وفي مقابلة مع وكالة ((شينخوا))، شرح جاك ما مشروع على بابا للتجارة الالكترونية في المناطق الريفية، قائلا " انه لشرف لعلي بابا أن تساعد السكان المحليين لصبحوا أكثر ثراء وتساعد الاقتصاد الريفي والصناعة الزراعية على النمو بشكل أفضل مع تكنولوجيا الانترنت".
ويعتبر الابتكار بمثابة طوق نجاة لشركة هواوى كشركة معنية بالتكنولوجيا الفائقة.
وفبل أسبوع من وصول مديرها التنفيذى منتجع دافوس، أطلقت هواوي تقريرها السنوى الخاص بالاداء للعام 2014. وأوضح التقرير أن الشركة حققت زيادة بنسبة 20 بالمئة في ايرادات مبيعاتها العالمية في عام 2014، ما يقدر بـ289 مليار يوان (46.5 مليار دولار أمريكي).
وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي، قال ربان هواوي رن تشنغ فيه انه يؤمن بأن الاقتصاد الصيني يجب أن يتبع نموا مرتفع الجودة في المستقبل ويجب أن يتم التوصل الى اتفاق داخل هواوي بشأن مسار نمو يختلف عن مسار السعر المتدني والجودة المنخفضة، و"إلا التنافسية الاستراتيجية للدولة سوف تتحطم في 20 عاما".
ويكمن مفتاح تحقيق التنمية عالية الجودة في الابتكار.
وحافظت الشركة على سياستها " الاستثمار الموجة للمستقبل" بهدف بناء ميزة تنافسية. ووفقا لتقريرها السنوي الأخير، فإنها خصصت حوالي 40 مليار يوان (6.44 مليار دولار) لتمويل البحث والتطوير في عام 2014 فقط، بزيادة 28 بالمئة على أساس سنوي وقدر إجمالي انفاقها على البحث والتطوير في العقد الماضي بـ188 مليار يوان (حوالي 30.3 مليار دولار أمريكي).
وقال لي كه تشيانغ في كلمته في دافوس إن " الصين يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة، وقوتها العاملة 900 مليون، وأكثر من 70 مليون شركة ومؤسسة تجارية. شعبنا يعمل بجد وموهوب. وإذا استطعنا تفعيل كل خلية في المجتمع، سوف ينعم اقتصاد الصين ككل بمزيد من النشاط ويجمع طاقة أقوى للنمو".
وقارن رئيس مجلس الدولة المشروعات الجماعية والابتكار بمنجم الذهب الذي يوفر مصدر الابداع والثروة باستمرار.
وهذه الشركات الصينية الطامحة التي تلمع مثل الذهب تمتلك إمكانيات هائلة وسوف تكون قوة كبيرة لتحقيق مستقبل أكثر اشراقا للاقتصاد الصيني.