الصفحة الأولى > أخبار رئيسية اليوم

تعليق: بعد 60 عاما... روح باندونغ لا تزال تحافظ على أهميتها

10:46:30 22-04-2015 | Arabic. News. Cn

باندونغ، اندونيسيا 22 أبريل 2015 (شينخوا) قبل 60 عاما، شهدت مدينة باندونغ اجتماعا تاريخيا لممثلين من دول حصلت على استقلالها حديثا في آسيا وأفريقيا، واليوم تقوم باستعراض المبادئ ذاتها التي اتفق عليها في هذا المؤتمر الذي كان سمة لذلك العصر.

ورغم ما طرأ على المشاهد السياسية والاقتصادية العالمية من تغيرات كبيرة خلال العقود الستة الماضية، إلا أن الحكمة في روح باندونغ مازالت تطبق في الوقت الحاضر.

في عام 1955، عندما اجتمع مندوبون من 29 دولة آسيوية وأفريقية في باندونغ، كانت بلدانهم قد تحررت لتوها من أغلال الاستعمار أو الإمبريالية.

وجمعهم طموح مشترك إلى التعايش السلمي بين بعضهم البعض ومع البلدان الأخرى، وأيضا إلى تعاون أوثق بين اؤلئك الذين كانوا يوما ما يعانون من الاضطهاد حتى يكون لهم ككتلة واحدة وصوت مسموع على الساحة العالمية، بدلا من أن تفرض القوى عليهم الإملاءات .

وأكدت المبادئ العشرة لمؤتمر باندونغ التي نالت استحسانا كبيرا على احترام حقوق الإنسان الأساسية ، واحترام السيادة وسلامة الأراضي، والمساواة بين جميع الدول كبيرها وصغيرها، فضلا عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الآخر.

إنها القواعد الذهبية التي ترشد العلاقات بين الدول ومازالت صحتها واضحة في يومنا الحاضر كما كانت عليه قبل 60 عاما.

وفيما يتعلق بالجزء المنصوص عليه في الوثيقة والذي يعد أكثر تعبيرا عن الحقائق آنذاك، فإنه يعد أيضا ذي صلة إذا ما تم ضبط نغمته مع الخلفية الاقتصادية السياسية العالمية الحالية.

ومقارنة بستين عاما مضت، فقد تم إلى حد كبير القضاء على الموروثات الضارة للاستعمار، وبات السلام والتنمية هو الموضوع المهمين.

وعلاوة على ذلك، تلعب آسيا وأفريقيا دورا متزايد الأهمية على الساحة العالمية، حيث تعد آسيا المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي وتعد أفريقيا قارة أمل ستطلق قريبا العنان لما تذخر به من إمكانات نمو هائلة.

واستجابة لنداء العصر، ينبغي أن يحول أتباع روح باندونغ تركيزهم تدريجيا من التعايش السلمي إلى التنمية المشتركة، ومن السعي إلى إيجاد أرضية مشتركة وتنحية الخلافات جانبا إلى السعي لتحقيق تعاون قائم على الكسب المتكافيء .

وعبر إقامة تعاون أوثق من أجل التنمية، ستتمكن دول قارتي آسيا وأفريقيا من تحقيق نمو بتكلفة أقل نسبيا نظرا لتكاملها الاقتصادي والتغلب بصورة أفضل على تحديات مثل "فخ الدخل المتوسط".

ومن ناحية أخرى، فإنه من خلال دعم الآخر في السياسات العالمية والسعي بجد للتحدث بصوت واحد فيما يتعلق بحقوق الدول النامية، يمكن أن تحظى الدول الآسيوية والأفريقية مجتمعة بمكانة عالمية أعلى لنفسها وتحسين نظام صنع القرار العالمي الذي لا يزال متحيز ضدها على نحو مثير للصدمة.

فعندما اجتمعوا للمرة الأولى، كانوا مجرد تجمع "للمحتقرين والمهانين والمستضعفين" كما كتب ريتشارد رايت عن المؤتمر الآسيوي - الأفريقي لعام 1955 في كتابه "الستار اللوني".

وبدءا من باندونغ، أصبحوا قوة يحسب لها حساب. ويمكن للمرء أن يؤمن بنية صادقة أن الدول الآسيوية والأفريقية ستستفيد من قوة الدفع التي تجلبها الذكرى الـ60 لانعقاد مؤتمر باندونغ للتركيز على تحقيق إنجازات أكثر ضخامة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
   الأخبار المتعلقة
(أهم الموضوعات الدولية) خبراء صينيون: إحياء ذكرى مؤتمر باندونغ يتيح آليات براغماتية للتعاون بين آسيا وأفريقيا
تعليق: روح باندونغ مازالت مناسبة للعالم اليوم
محلل باكستاني: روح مؤتمر باندونغ مازالت مطلوبة لتحقيق السلام والازدهار
مقابلة: المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وروح باندونغ سيشرقان إلى الأبد
010020070790000000000000011101451341732551