الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
شي جين بينغ وعصره
                 arabic.news.cn | 2017-11-17 06:06:22
 

"كفاح عظيم" يبلور نواة الحزب الشيوعي الصيني

عندما تولى شي منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني قبل خمسة أعوام، كان على رأس أولوياته ضمان امتثال الحزب بأسره للجنة المركزية ودعم سلطتها وقياداتها المركزية الموحدة. وكان على الحزب التصدي إلى الافتقار للدينامية وعدم الأهلية والانفصال عن الشعب والتراخي والفساد. ومن بين كل أوجه الخلل هذه، بات الفساد يمثل التحدي الأكبر. وبرأي شي، فإنه لو كان قد سمح للفساد بالاستفحال، لأدى ذلك إلى انهيار الحزب وسقوط الدولة، ولكان تحقيق أي هدف في العصر الجديد ضربا من المستحيل.

لم تكن تلك الحملة كغيرها في تاريخ الحزب الممتد على مدار 96 عاما، ولا تزال بعيدة المدى وقاسية على نحو غير معهود بمثل هذه الحملات في أي مكان بالعالم. وكان أحد أوائل "النمور" -- المسؤولين الكبار الفاسدين -- الذين سقطوا هو: لي تشون تشنغ، نائب أمين لجنة الحزب بمقاطعة سيتشوان وشغل منصب عضو احتياطي باللجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني لأقل من شهر عندما خضع للتحقيق في ديسمبر 2012. وبعد ذلك، باتت التحقيقات مع مسؤولين يتبعون الإدارة المركزية للحزب تجرى كل شهر تقريبا، لدرجة أن سبعة "نمور" سقطوا أمام استجوابات المحققين في شهر واحد.

ورغم أن الجماهير لاحظت القوة الضاربة للحملة، إلا أن الإعلان في يوليو 2014 أن تشو يونغ كانغ، العضو السابق باللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، خضع للتحقيق، مثل صاعقة مدوية. وفي السابق، كان الشعب الصيني يشك في أن الحزب الشيوعي الصيني يمكن أن يحقق مع مسؤولين على مثل هذا المستوى الرفيع. ولم يتوقع المجتمع الدولي بأن شي، الذي كان لا يزال حديثا تماما في منصبه، لديه القدرة أو العزم لطرد هذا "النمر الكبير".

وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، تنحى عدد كبير من المسؤولين ذوي "القبعات الحديدية" -- وهم المسؤولين الذين يتمتعون بنفوذ كبير وليس من السهل طردهم - جراء الفساد. وبالإضافة إلى تشو يونغ كانغ، كان هناك بوه شي لاي و قوه بوه شيونغ و شيوي تساي هو و سون تشنغ تساي و لينغ جي هوا. كما خضع للتحقيق ما إجماليه 43 من الأعضاء والأعضاء الاحتياطيين للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني بالإضافة إلى تسعة أعضاء باللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب.

وفي مسعى منه لتبديد أي شكوك، قال شي "إذا لم نواجه مئات المسؤولين الفاسدين، فسنواجه حينئذ 1.3 مليار مواطن صيني."

ووجه شي حديثه لهؤلاء الذين عبروا عن قلقهم من أن حملة الفساد ستعيق التنمية الاقتصادية، قائلا "حسبما أرى، فإن السماء لن تسقط على الأرض."

ويبدو طريق شي بعيدا عن أن يكون سهلا، بل يمثل طريقا نحو "الكفاح"، تلك الكلمة التي وردت 23 مرة في تقريره الذي ألقاه أمام المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني.

في عام 2015، وُصفت حملة مكافحة الفساد بأنها "وضع متجمد". وفي 2016، كان الحزب الشيوعي الصيني "يكسب أرضا في التغلب على الفساد." واليوم توصف حملة مكافحة الفساد بأنها " موجة ساحقة، يجري ترسيخها ومواصلة تقدمها ." ووجد الهاربون بالخارج أنفسهم يتساقطون ويتم إلقاء القبض عليهم. وفي الداخل، اعترف آلاف المسؤولين أمام سلطات الانضباط طواعية منهم.

وفيما اقترح البعض التقاط الأنفاس طالما أنه قد تحقق بعض التقدم، إلا أن شي قال إن الحزب لن يدع الأمر على حاله أمام حصاد مبكر، بل يتعين على الحزب النضال من أجل تحقيق "انتصار ساحق" على الفساد. وأظهر عمل شهير للرسوم المتحركة على الإنترنت شي يمتطي نمرا ويوجه لكمات للوحش بقبضتيه.

وبحسب مصلحة الدولة للإحصاء، فإن نحو 75 بالمئة من الشعب الصيني كانوا راضين عن جهود مكافحة الفساد في 2012، وارتفعت هذه النسبة إلى 92.9 بالمئة في 2016.

ولا يعتمد شي فقط على طرد "النمور" وضرب "الذباب" - المسؤولين الصغار الفاسدين- لترسيخ سلطة الحزب.

ففي مطلع 2013، عندما قرأ شي مقالا نشرته وكالة أنباء شينخوا بعنوان "متصفحوا الإنترنت يدعون إلى تقليل بقايا الطعام"، أعطى شي أوامره بأنه "يجب منع التبذير." وشدد على القضاء على التبذير في الإنفاق العام. وبعد خمس سنوات من الجهود، كبح الحزب الشيوعي الصيني هذا المنحى غير الصحي، وهي مهمة كان يعتقد أنها مستحيلة في الماضي.

وقال يانغ شياو دو، نائب أمين اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب : "الجماهير تقول إن الأموال التي أنفقت على الأنشطة الترفيهية مثل الولائم يمكن أن تصل إلى نحو 200 مليار يوان كل عام، لكن أحدا لم يعرف السبيل لكبح ذلك. ومن خلال لائحة النقاط الثماني بشأن التقشف، تم حل المشكلة."

وحددت اللائحة متطلبات واضحة بشأن كيف يتعين على المسؤولين الكبار تحسين عملهم من ثمانية جوانب، والتركيز على نبذ الإسراف وتقليل الزيارات البيروقراطية والاجتماعات والكلام الذي لا يجدي.

وقال يانغ "لائحة النقاط الثماني غيرت الصين."

وقال شي "الشعب منحنا السلطة، لذا يجب أن نكرس حياتنا للحزب والدولة ونخدم الحزب والدولة بكفاءة. يجب أن نقوم بما يتعين علينا القيام به. إذا تطلب منا عملنا أن نواجه أشخاصا، فيتعين علينا أن نواجههم."

وكان شي يعني ما قاله. فقد أطلق حملة خط الجماهير لجعل مسؤولي الحزب أقرب إلى الشعب. وحض المسؤولين على تحقيق متطلبات أن تكون "حازما" و "جادا"، في إشارة إلى أن يكون الكادر الحزبي حازما مع النفس في ممارسة التهذيب الذاتي واستخدام السلطة، وممارسة الانضباط الذاتي وأن يكون جادا في التفكير والعمل والسلوك. كما طالب الحزب جميع أعضائه بأن يكون لديهم فهم راسخ لدستور الحزب ولوائح الحزب والمعالجات السياسية الرئيسية والالتزام بمعايير الحزب الخاصة بالسلوك.

كما سيطلق الحزب الشيوعي الصيني حملة تحت شعار "عدم نيسان الغاية الأصلية " لتمكين جميع أعضاء الحزب من تسليح أنفسهم بنظريات الحزب الجديدة وليصبحوا أكثر عزما في العمل دون كلل لإنجاز مهمة الحزب التاريخية.

وعدل الحزب لائحته بشأن العقوبات الخاصة بالانضباط وقانون الأمانة والانضباط الذاتي. فهؤلاء الذين يحرصون على الرسميات يفقدون السلطة والنفوذ. وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، تم طرد أكثر من 5000 من "المسؤولين العراة" -- هؤلاء الذين يعيش أزواجهم وأطفالهم في الخارج -- من مناصبهم. وتم تعديل مناصب أكثر من 22 ألف مسؤول على مستوى المحافظة أو أعلى، بناء على أدائهم.

وتم اعتماد مكانة شي كـ "نواة" للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والحزب بأكمله خلال الجلسة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني. ومن المسلم به على نطاق واسع أنه عندما يحكم حزب كبير مثل الحزب الشيوعي الصيني دولة كبيرة بحجم الصين، فإن المصاعب أمر حتمي. وبدون نواة قوية للقيادة، فإنه من الصعب الحفاظ على وحدة تفكير الحزب وتماسكه في جميع أنحاء البلاد. والقيادة الضعيفة تجعل من المستحيل تحقيق أي إنجاز، فضلا عن النصر في "الكفاح العظيم إزاء العديد من السمات الجديدة المعاصرة."

وتنبع روح شي التي لا تلين من إيمانه بالماركسية. وأشار أحد رفاقه في إحدى المقالات بأن أحاديث شي "مترعة بإيمان راسخ بالشيوعية والاشتراكية."

ولدى زيارته معرض "الطريق صوب التجديد" بالمتحف الوطني يوم 29 نوفمبر 2012، سرد شي قصة حول تشن وانغ داو، الذي استغرق عاكفا على ترجمة البيان الشيوعي لدرجة أنه وجد نفسه يتناول الحبر بدلا من السكر البني. واقتبس شي كلمات تشن: "طعم الحقيقة حلو للغاية".

كما استمد شي القوة من والديه شي تشونغ شيون وتشي شين، اللذين شاركا في الثورة وهما في سن صغير. وفي عام 1962، بدأت معاناة شي تشونغ شيون على مدار 16 عاما من الاضطهاد السياسي. بيد أنه لم يستسلم مطلقا للمحنة وساعد في نهاية المطاف على تبرئة آخرين تعرضوا للاضطهاد. وعندما تعرض والده للظلم والفضيحة، واجه شي جين بينغ أوقاتا عصيبة.

وفى أحد خطاباته لوالده، أشار شي جين بينغ إلى أنه عندما كان شي تشونغ شيون في قلب المحنة، كان "لا يزال لديه إيمان راسخ بالشيوعية وإيمان بعظمة الحزب وصوابه ومجده." وكتب يقول "أقوالك وأفعالك حددت الاتجاه الصحيح لنا للمضي قدما."

ويذكر شي أيضا أنه عندما كان في سن الخامسة أو السادسة تبع أمه لشراء كتب مصورة حول سيرة يويه في، وهو قائد عسكري وطني من أسرة سونغ الجنوبية الامبراطورية، وقصة أن والدة يويه رسمت بالوشم على ظهره لتذكره بالتفاني من أجل البلاد.

وقال شي "جينغ تشونغ باو قوه (إخدم البلاد بإخلاص تام) ما برحت أتذكر هذه المقاطع الصينية الأربعة منذ ذلك الحين. هذه هي بغية حياتي كلها."

وفي مطلع حياته، تقدم شي بطلبات للانضمام لعصبة الشبيبة الشيوعية ثماني مرات وللحزب الشيوعي الصيني عشر مرات، وانضم في النهاية للحزب وهو ابن عشرين ربيعا.

   1 2 3 4 5 6 7 8   

 

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

رئيس مجلس الدولة الصينى يدعو الصين والفلبين الى فتح فصل جديد للتعاون
رئيس مجلس الدولة الصينى يدعو الصين والفلبين الى فتح فصل جديد للتعاون
رئيس مجلس الدولة الصيني: الصين والفلبين لديهما "القدرة والحكمة" لتعزيز العلاقات
رئيس مجلس الدولة الصيني: الصين والفلبين لديهما "القدرة والحكمة" لتعزيز العلاقات
مسئول بارز بالحزب الشيوعى الصينى يجتمع مع رئيس وزراء يابانى سابق
مسئول بارز بالحزب الشيوعى الصينى يجتمع مع رئيس وزراء يابانى سابق
الشرطة الصينية تعيد هاربا امريكيا
الشرطة الصينية تعيد هاربا امريكيا
رئيس مجلس الدولة الصيني يحث كوريا الجنوبية على إزالة العقبات من طريق العلاقات الثنائية
رئيس مجلس الدولة الصيني يحث كوريا الجنوبية على إزالة العقبات من طريق العلاقات الثنائية
الصين ونيوزيلندا تتطلعان نحو علاقات تجارية أقوى
الصين ونيوزيلندا تتطلعان نحو علاقات تجارية أقوى
تقرير: الرئيس شي يحث المجلسين التشريعيين الصيني والفيتنامي على تعزيز التبادلات على كافة المستويات
تقرير: الرئيس شي يحث المجلسين التشريعيين الصيني والفيتنامي على تعزيز التبادلات على كافة المستويات
الصين تحتفل بالذكرى الـ151 لميلاد سون يات سن
الصين تحتفل بالذكرى الـ151 لميلاد سون يات سن
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

شي جين بينغ وعصره

新华社 | 2017-11-17 06:06:22
 

"كفاح عظيم" يبلور نواة الحزب الشيوعي الصيني

عندما تولى شي منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني قبل خمسة أعوام، كان على رأس أولوياته ضمان امتثال الحزب بأسره للجنة المركزية ودعم سلطتها وقياداتها المركزية الموحدة. وكان على الحزب التصدي إلى الافتقار للدينامية وعدم الأهلية والانفصال عن الشعب والتراخي والفساد. ومن بين كل أوجه الخلل هذه، بات الفساد يمثل التحدي الأكبر. وبرأي شي، فإنه لو كان قد سمح للفساد بالاستفحال، لأدى ذلك إلى انهيار الحزب وسقوط الدولة، ولكان تحقيق أي هدف في العصر الجديد ضربا من المستحيل.

لم تكن تلك الحملة كغيرها في تاريخ الحزب الممتد على مدار 96 عاما، ولا تزال بعيدة المدى وقاسية على نحو غير معهود بمثل هذه الحملات في أي مكان بالعالم. وكان أحد أوائل "النمور" -- المسؤولين الكبار الفاسدين -- الذين سقطوا هو: لي تشون تشنغ، نائب أمين لجنة الحزب بمقاطعة سيتشوان وشغل منصب عضو احتياطي باللجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني لأقل من شهر عندما خضع للتحقيق في ديسمبر 2012. وبعد ذلك، باتت التحقيقات مع مسؤولين يتبعون الإدارة المركزية للحزب تجرى كل شهر تقريبا، لدرجة أن سبعة "نمور" سقطوا أمام استجوابات المحققين في شهر واحد.

ورغم أن الجماهير لاحظت القوة الضاربة للحملة، إلا أن الإعلان في يوليو 2014 أن تشو يونغ كانغ، العضو السابق باللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، خضع للتحقيق، مثل صاعقة مدوية. وفي السابق، كان الشعب الصيني يشك في أن الحزب الشيوعي الصيني يمكن أن يحقق مع مسؤولين على مثل هذا المستوى الرفيع. ولم يتوقع المجتمع الدولي بأن شي، الذي كان لا يزال حديثا تماما في منصبه، لديه القدرة أو العزم لطرد هذا "النمر الكبير".

وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، تنحى عدد كبير من المسؤولين ذوي "القبعات الحديدية" -- وهم المسؤولين الذين يتمتعون بنفوذ كبير وليس من السهل طردهم - جراء الفساد. وبالإضافة إلى تشو يونغ كانغ، كان هناك بوه شي لاي و قوه بوه شيونغ و شيوي تساي هو و سون تشنغ تساي و لينغ جي هوا. كما خضع للتحقيق ما إجماليه 43 من الأعضاء والأعضاء الاحتياطيين للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني بالإضافة إلى تسعة أعضاء باللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب.

وفي مسعى منه لتبديد أي شكوك، قال شي "إذا لم نواجه مئات المسؤولين الفاسدين، فسنواجه حينئذ 1.3 مليار مواطن صيني."

ووجه شي حديثه لهؤلاء الذين عبروا عن قلقهم من أن حملة الفساد ستعيق التنمية الاقتصادية، قائلا "حسبما أرى، فإن السماء لن تسقط على الأرض."

ويبدو طريق شي بعيدا عن أن يكون سهلا، بل يمثل طريقا نحو "الكفاح"، تلك الكلمة التي وردت 23 مرة في تقريره الذي ألقاه أمام المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني.

في عام 2015، وُصفت حملة مكافحة الفساد بأنها "وضع متجمد". وفي 2016، كان الحزب الشيوعي الصيني "يكسب أرضا في التغلب على الفساد." واليوم توصف حملة مكافحة الفساد بأنها " موجة ساحقة، يجري ترسيخها ومواصلة تقدمها ." ووجد الهاربون بالخارج أنفسهم يتساقطون ويتم إلقاء القبض عليهم. وفي الداخل، اعترف آلاف المسؤولين أمام سلطات الانضباط طواعية منهم.

وفيما اقترح البعض التقاط الأنفاس طالما أنه قد تحقق بعض التقدم، إلا أن شي قال إن الحزب لن يدع الأمر على حاله أمام حصاد مبكر، بل يتعين على الحزب النضال من أجل تحقيق "انتصار ساحق" على الفساد. وأظهر عمل شهير للرسوم المتحركة على الإنترنت شي يمتطي نمرا ويوجه لكمات للوحش بقبضتيه.

وبحسب مصلحة الدولة للإحصاء، فإن نحو 75 بالمئة من الشعب الصيني كانوا راضين عن جهود مكافحة الفساد في 2012، وارتفعت هذه النسبة إلى 92.9 بالمئة في 2016.

ولا يعتمد شي فقط على طرد "النمور" وضرب "الذباب" - المسؤولين الصغار الفاسدين- لترسيخ سلطة الحزب.

ففي مطلع 2013، عندما قرأ شي مقالا نشرته وكالة أنباء شينخوا بعنوان "متصفحوا الإنترنت يدعون إلى تقليل بقايا الطعام"، أعطى شي أوامره بأنه "يجب منع التبذير." وشدد على القضاء على التبذير في الإنفاق العام. وبعد خمس سنوات من الجهود، كبح الحزب الشيوعي الصيني هذا المنحى غير الصحي، وهي مهمة كان يعتقد أنها مستحيلة في الماضي.

وقال يانغ شياو دو، نائب أمين اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب : "الجماهير تقول إن الأموال التي أنفقت على الأنشطة الترفيهية مثل الولائم يمكن أن تصل إلى نحو 200 مليار يوان كل عام، لكن أحدا لم يعرف السبيل لكبح ذلك. ومن خلال لائحة النقاط الثماني بشأن التقشف، تم حل المشكلة."

وحددت اللائحة متطلبات واضحة بشأن كيف يتعين على المسؤولين الكبار تحسين عملهم من ثمانية جوانب، والتركيز على نبذ الإسراف وتقليل الزيارات البيروقراطية والاجتماعات والكلام الذي لا يجدي.

وقال يانغ "لائحة النقاط الثماني غيرت الصين."

وقال شي "الشعب منحنا السلطة، لذا يجب أن نكرس حياتنا للحزب والدولة ونخدم الحزب والدولة بكفاءة. يجب أن نقوم بما يتعين علينا القيام به. إذا تطلب منا عملنا أن نواجه أشخاصا، فيتعين علينا أن نواجههم."

وكان شي يعني ما قاله. فقد أطلق حملة خط الجماهير لجعل مسؤولي الحزب أقرب إلى الشعب. وحض المسؤولين على تحقيق متطلبات أن تكون "حازما" و "جادا"، في إشارة إلى أن يكون الكادر الحزبي حازما مع النفس في ممارسة التهذيب الذاتي واستخدام السلطة، وممارسة الانضباط الذاتي وأن يكون جادا في التفكير والعمل والسلوك. كما طالب الحزب جميع أعضائه بأن يكون لديهم فهم راسخ لدستور الحزب ولوائح الحزب والمعالجات السياسية الرئيسية والالتزام بمعايير الحزب الخاصة بالسلوك.

كما سيطلق الحزب الشيوعي الصيني حملة تحت شعار "عدم نيسان الغاية الأصلية " لتمكين جميع أعضاء الحزب من تسليح أنفسهم بنظريات الحزب الجديدة وليصبحوا أكثر عزما في العمل دون كلل لإنجاز مهمة الحزب التاريخية.

وعدل الحزب لائحته بشأن العقوبات الخاصة بالانضباط وقانون الأمانة والانضباط الذاتي. فهؤلاء الذين يحرصون على الرسميات يفقدون السلطة والنفوذ. وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، تم طرد أكثر من 5000 من "المسؤولين العراة" -- هؤلاء الذين يعيش أزواجهم وأطفالهم في الخارج -- من مناصبهم. وتم تعديل مناصب أكثر من 22 ألف مسؤول على مستوى المحافظة أو أعلى، بناء على أدائهم.

وتم اعتماد مكانة شي كـ "نواة" للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والحزب بأكمله خلال الجلسة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني. ومن المسلم به على نطاق واسع أنه عندما يحكم حزب كبير مثل الحزب الشيوعي الصيني دولة كبيرة بحجم الصين، فإن المصاعب أمر حتمي. وبدون نواة قوية للقيادة، فإنه من الصعب الحفاظ على وحدة تفكير الحزب وتماسكه في جميع أنحاء البلاد. والقيادة الضعيفة تجعل من المستحيل تحقيق أي إنجاز، فضلا عن النصر في "الكفاح العظيم إزاء العديد من السمات الجديدة المعاصرة."

وتنبع روح شي التي لا تلين من إيمانه بالماركسية. وأشار أحد رفاقه في إحدى المقالات بأن أحاديث شي "مترعة بإيمان راسخ بالشيوعية والاشتراكية."

ولدى زيارته معرض "الطريق صوب التجديد" بالمتحف الوطني يوم 29 نوفمبر 2012، سرد شي قصة حول تشن وانغ داو، الذي استغرق عاكفا على ترجمة البيان الشيوعي لدرجة أنه وجد نفسه يتناول الحبر بدلا من السكر البني. واقتبس شي كلمات تشن: "طعم الحقيقة حلو للغاية".

كما استمد شي القوة من والديه شي تشونغ شيون وتشي شين، اللذين شاركا في الثورة وهما في سن صغير. وفي عام 1962، بدأت معاناة شي تشونغ شيون على مدار 16 عاما من الاضطهاد السياسي. بيد أنه لم يستسلم مطلقا للمحنة وساعد في نهاية المطاف على تبرئة آخرين تعرضوا للاضطهاد. وعندما تعرض والده للظلم والفضيحة، واجه شي جين بينغ أوقاتا عصيبة.

وفى أحد خطاباته لوالده، أشار شي جين بينغ إلى أنه عندما كان شي تشونغ شيون في قلب المحنة، كان "لا يزال لديه إيمان راسخ بالشيوعية وإيمان بعظمة الحزب وصوابه ومجده." وكتب يقول "أقوالك وأفعالك حددت الاتجاه الصحيح لنا للمضي قدما."

ويذكر شي أيضا أنه عندما كان في سن الخامسة أو السادسة تبع أمه لشراء كتب مصورة حول سيرة يويه في، وهو قائد عسكري وطني من أسرة سونغ الجنوبية الامبراطورية، وقصة أن والدة يويه رسمت بالوشم على ظهره لتذكره بالتفاني من أجل البلاد.

وقال شي "جينغ تشونغ باو قوه (إخدم البلاد بإخلاص تام) ما برحت أتذكر هذه المقاطع الصينية الأربعة منذ ذلك الحين. هذه هي بغية حياتي كلها."

وفي مطلع حياته، تقدم شي بطلبات للانضمام لعصبة الشبيبة الشيوعية ثماني مرات وللحزب الشيوعي الصيني عشر مرات، وانضم في النهاية للحزب وهو ابن عشرين ربيعا.

   1 2 3 4 5 6 7 8   

مزيد من الصور

010020070790000000000000011100001367586221