مهندس التحديث في العصر الجديد
تمحور المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني حول أفكار شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والتي أدرجت في النسخة المعدلة حديثا من دستور الحزب، وهو ما يمثل تطويرا هاما لإضفاء الطابع الصيني على الماركسية.
وبحسب الدستور المعدل للحزب الشيوعي الصيني فإنه منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، أجاب الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق شي جين بينغ كممثل رئيسي لهم إجابة منهجية من حيث الدمج بين النظرية والممارسة وبمواكبة تطور العصر، على سؤال ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها وكيفية التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد، هذا الموضوع العصري الهام، وكوّنوا أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
وأوضح دستور الحزب الشيوعي الصيني أنه استرشادا بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، قاد الحزب الشيوعي الصيني جميع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد في التخطيط الشامل للنضال العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم، ودفع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لدخول العصر الجديد.
إن نموذج التحديث الذي يقترحه شي مختلف ليس فقط عن النموذج الغربي للتحديث من خلال التصنيع والاستعمار وإنما يختلف كذلك عن النموذج الليبرالي الجديد الذي يدعمه إجماع واشنطن.
وبعد نحو 150 عاما من نشر كتاب "رأس المال" لكارل ماركس و170 عاما من إعلان البيان الشيوعي، فإن الصين الاشتراكية ستحتفل قريبا بالذكري الـ40 للإصلاح والانفتاح.
وقال شي في تقريره الذي ألقاه بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني إن دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد يعني "أن الاشتراكية العلمية أظهرت حيويتها ونشاطها الجبارَين بالصين في القرن الـ21، حيث ترفرف الرايةُ العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليةً في العالم."
وترأس شي دراسة جماعية لأعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في سبتمبر الماضي لمراجعة تطور الاشتراكية على مدار الـ500 عام الماضية.
ودرس إخفاق الصين في استنساخ الأنظمة السياسية لدول أخرى ونجاحها بعد اختيار الاشتراكية، ولاسيما تجربة الإصلاح والانفتاح على مدار نحو 40 عاما. كما حلل نماذج التطور لبلدان أخرى. وقال شي "فقط من يرتدي الحذاء هو الذي يعرف إذا كان يناسبه أم لا". وقرر الحزب أنه يجب "ألا تتراجع خطواتنا إلى جمود الماضي وعزلته، وألا نسلك المسار الخاطئ بتغيير طبيعتنا والتخلي عن نظامنا."
وفي تقريره بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، قال شي "إن طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتطور بلا انقطاع، إذ أنها وسعت سبل توجّه الدول النامية تجاه التحديث، وأتاحت خيارا جديدا لتلك الدول والأمم التي لا تأمل في تسريع تنميتها فحسب، بل ترغب أيضا في الحفاظ على استقلاليتها، كما قدّمت الحكمة والحلول الصينية في سبيل تسوية مشاكل البشرية."
إن تطوير الاشتراكية في الصين، عمليا ونظريا، أظهر أن البلد قادر على تجنب الدورة التاريخية للصعود والهبوط وكذلك فخ تاسيتوس، الذي يحذر من أنه عندما تفقد الحكومة مصداقيتها، سواء كانت تقول الحقيقة أو تكذب، أو تفعل الشيء الجيد أو الشيء السيء، فإنها سينظر إليها حتما على أنها كاذبة.
كما طرح إجابة بديلة لتكهنات مثل "نهاية التاريخ"، التي أثارها فرانسيس فوكوياما الذي يقول بالانتصار الحتمي للديمقراطية الليبرالية الغربية، وجَلَب تأثيرات جديدة للتنمية الشاملة للبشر والمجتمع.
قاد شي الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد، عصر جديد للبشرية بأسرها، حيث نقف معا على مفترق مسارات جديدة للتنمية.