سول 2 نوفمبر 2015 (شينخوا) اتفقت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون-هيه ورئيس الوزراء الياباني الزائر شينزو آبي اليوم (الاثنين) على تسريع المحادثات حول إجبار اليابان بزمن الحرب نساء كوريات على العبودية الجنسية من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية في أقرب وقت ممكن.
وقال كيم كيو-هيون، كبير أمناء الشؤون الخارجية للرئيسة بارك، للصحفيين إن الزعيمين اتفقا على ذلك مع الوضع في الاعتبار حقيقة أن هذه العام هو نقطة تحول بمناسبة الذكرى السنوية الـ 50 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين سول وطوكيو.
وعقدت بارك أول قمة ثنائية على الإطلاق مع آبي، وذلك بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام لها في قصر الرئاسة بكوريا الجنوبية، على هامش اجتماع القيادة الثلاثي مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في سول يوم الأحد.
ويمكن اعتبار الاتفاق بين بارك وآبي تقدما في العلاقات الثنائية.
ودعت كوريا الجنوبية آبي إلى تقديم اعتذار "مخلص" إلى "نساء المتعة" الكوريات وتعويضهم بشكل مناسب، واللواتي أجبرن على العبودية الجنسية في بيوت دعارة عسكرية يابانية خلال الحرب العالمية الثانية.
غير أن اليابان، مع ذلك، ادعت أنه تم حل القضية في معاهدة عام 1965 التي تضمنت تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين سول وطوكيو، وقد عقدت عدة جولات من المحادثات الدبلوماسية حول القضية، دون أي نتائج مثمرة.
ويقدر مؤرخون من كوريا الجنوبية بأن أكثر من 200 ألف امرأة، معظمهن من شبه الجزيرة الكورية، أرغمن على أن يصبحن عبدات جنس خلال الحرب المدمرة، وبدأت الناجيات من ضحايا العبودية الجنسية في الوفاة تدريجيا، كون أعمارهن في المتوسط تقترب من 90 عاما، مع بقاء 47 منهن فقط على قيد الحياة في كوريا الجنوبية.
وقد حافظت رئيسة كوريا الجنوبية على موقف متشدد حول القضايا التاريخية، وخاصة قضية "نساء المتعة"، وقد صادفت بارك آبي في عدة قمم دولية، بيد أنها رفضت الجلوس بشكل ثنائي مع رئيس الوزراء الياباني منذ توليه منصبه في فبراير عام 2013 بسبب مفهومه المشوه للتاريخ.
وخلال الاجتماع الثنائي مع آبي، شددت بارك على ضرورة حل قضية العبودية الجنسية، ودام الاجتماع لمدة ساعة، أطول بنصف ساعة عما كان مقررا عليه بوقت سابق، فيما استمر اجتماع موسع، حضره مسؤولون في الاقتصاد والأمن والشؤون الخارجية من الجانبين، لمدة حوالي 40 دقيقة.
وقالت بارك في مستهل تصريحاتها في الاجتماع الموسع للقمة "أتوقع أن يصبح اجتماع اليوم حوارا صادقا وموسعا يمكن أن يعالج التاريخ الأليم ، لذلك فهو بمثابة فرصة ثمينة لتطوير العلاقات الثنائية".
وجددت بارك موقفها بأنه يتعين على سول وطوكيو أن تحققا نقطة تحول للتغلب على التاريخ والانطلاق نحو المستقبل معا هذا العام، الذي يصادف الذكرى السنوية الـ 50 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وردا على ذلك، أكد آبي الحاجة لإجراء تبادل "صريح" لوجهات النظر بين قادة البلدين.
وقال "إنني قلت إنه من الضروري تبادل الآراء على مستوى القادة بشكل صريح وأن الباب مفتوح للحوار"، مشيرا إلى أن هذه القمة الأولى على المستوى الثنائي سوف تكون على قدر كبير من الأهمية لشعبي البلدين.
ووصل آبي إلى سول يوم الأحد من أجل حضور اجتماع ثلاثي للقيادات مع بارك ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في سول يوم الأحد، وكذلك هو الأول أيضا منذ 3 أعوام ونصف.
وعقد آخر اجتماع قمة بين سول وطوكيو في مايو عام 2012 بين الرئيس الكوري الجنوبي السابق لي ميونغ باك ورئيس الوزراء الياباني السابق يوشيهيكو نودا.
وقد أغضب آبي جيرانه وخاصة كوريا الجنوبية والصين منذ عودته إلى السلطة في أواخر عام 2012 بتقديمه الاحترام لضريح ياسوكوني المثير للجدل، والذي يرمز إلى عهد العدوان والاستعمار الياباني كونه يكرم 14 مجرم حرب ياباني من الدرجة الأولى من فترة الحرب العالمية الثانية.
وفي أحدث محاولة قامت بها حكومة آبي لتبييض تاريخ زمن الحرب، قام ثلاثة وزراء من الحكومة اليابانية وعشرات المشرعين بزيارة ضريح الحرب خلال مهرجان الخريف السنوي الخاص به، فيما قام آبي -- على الرغم من أنه لم يزره -- بتقديم قربان.
تقرير اخباري: تكرار الزيارات رفيعة المستوى يلقي الضوء على العلاقات الأوثقبين الصين وكوريا الجنوبية |
رئيس مجلس الدولة الصيني يصل إلى سول في زيارة إلى جمهورية كوريا ولحضور قمة صينية- يابانية- كورية جنوبية |
الصين وجمهورية كوريا تتعهدان بتعزيز التعاون البراجماتي بينهما |