بكين 18 يناير 2016 (شينخوا) إن اختيار منطقة الشرق الأوسط كوجهة لأول زيارة خارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2016 يحمل أهمية كبيرة، كون الصين تسعى لتعزيز المشاركة البناءة مع المنطقة لمساعدتها على إعادة الاستقرار فيها.
ويعتزم الرئيس شي طرح وجهات نظر الصين ومقترحاتها حول قضايا الشرق الأوسط خلال زيارته، التي ستبدأ يوم الثلاثاء القادم، إلى المملكة السعودية العربية ومصر وإيران، التي تعتبر من الدول التمثيلية والمؤثرة في المنطقة، كما أنها من الدول التي تمتلك صداقة جيدة مع الصين منذ فترة طويلة.
وبعد أن حققت تنمية اقتصادية واجتماعية سريعة ضمن مسار مستقل ذي خصائص صينية وفي إطار سياسة الإصلاح والانفتاح، فإن لدى الصين تجارب ناجحة في التنمية السلمية تنوي مشاركتها مع أصدقائها في الشرق الأوسط.
وبالنسبة للصين، فإن هناك الكثير من الأمور على المحك في هذه الزيارة التاريخية، وذلك مع تزايد تأثير المزيد من القضايا الإقليمية والعالمية، وخاصة الإرهاب والتطرف، على الصين، وفي الوقت نفسه، فإن انزلاق الشرق الأوسط نحو الصراعات والاضطرابات وعدم الاستقرار يجلب مخاطر عالية وتهديدا لأمن الصين ومصالحها القومية.
وتتوقع بكين التعاون مع هذه الدول المؤثرة للمساعدة في استعادة السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن رفع مستوى التنمية الإقليمية من خلال البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21، وكذلك من خلال آليات مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وقد أساءت شخصيات سياسية غربية وتقارير وسائل إعلامية فهم دور الصين في المنطقة، إذ اعتبرته "منتفعا بالمجان" أو باحثا عن استغلال الموارد النفطية، وتعد مثل هذه التصريحات ضحلة وقصيرة النظر، كما أنها أخفقت في استيعاب الصورة الواسعة للتواجد الصيني في المنطقة على المدى الطويل.
إذ أن من الأمثلة العربية القديمة مقولة "اطلبوا العلم ولو في الصين".
وفي الحقيقة، فإن تشارك المصير بالنسبة للصين والشرق الأوسط يعود إلى ما قبل ازدهار تجارة النفط في القرن الـ 20، وإلى أكثر من ألف سنة قبل تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وقبل 1400 عام مضى، وخلال ازدهار الصين في عهد أسرة تانغ، فإن طريق الحرير القديم الذي ازدحم بالتجار والبضائع سهّل بشكل كبير التبادلات بين الحضارات المختلفة، واستفادت منه الشعوب على طول الطريق الذي ربط بين الصين والشرق الأوسط.
ولتكريم التاريخ ومن أجل الابتكار لتحقيق الازدهار المشترك، فقد طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق لإحياء الممرات التجارية ذات المنفعة المتبادلة.
وتعد سياسة الصين تجاه الشرق الأوسط متجذرة بعمق في تفاعلها التاريخي وعلاقتها مع المنطقة، ومن يقوم بتشبيه ذلك بعقلية الاستعمار الغربي، فإنه يعتبر سخيفا ويحتاج إلى درس في التاريخ.
ويعد السلام والاستقرار، وهما مفتاحا النمو السريع للصين، يعدان أيضا أمرين بالغي الأهمية لتحقيق التنمية الصحية في دول الشرق الأوسط ، وسوف تثبت زيارة الرئيس شي بالتأكيد دعم الصين الثابت لأصدقائها القدامى.
النص الكامل: وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية |
مقالة خاصة: جولة الرئيس الصيني في الشرق الاوسط تذهب إلى ما هو أبعد من النفط |
(أهم الموضوعات/الصين) الثمار الوافرة للزيارات الخارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2015 |